في وسط الظلام الحالك.. وموجات الهدم المنظم والمستمر، وجدنا من يبني.. طاقة نور نتطلع أن تضيء الواقع الرياضي المؤلم. كنت مع مجموعة من الزملاء في زيارة للمدرسة الرياضية العسكرية في الهايكستب.. استمعنا إلي اللواء مجدي اللوزي مدير قطاع البطولة في المؤسسة العسكرية عن هذا المشروع الرياضي الذي يعد مجموعة من الشباب المصري من أبناء هذا الوطن لكي يرفعوا علمه في المحافل الدولية.. ولكن ما رأيناه كان يفوق ماسمعناه من اللواء مجدي ويبدو أنه كعادة الرجال العسكريين لايتحدث عن جوانب فردية وانما الجميع من ابناء القوات المسلحة يعلون قيمة المؤسسة التي يتشرفون بالانتماء إليها. عرفنا خلال الزيارة ان هذا الصرح الرياضي الكبير هناك 6 صروح مثله في الإسماعيلية والسويس والاسكندرية والمنيا وأسيوط.. يتم اختيار الطلبة لهذه المدارس في مراحلها الدراسية الثلاث نتاج مسح طبي ونفسي ورياضي لعشرات الآلاف من النشيء والشباب استلخصوا منهم العدد المحدود من اللاعبين واللاعبات ليتم إعدادهم في 16 لعبة مع تأهيل دراسي راقي لايتلاقاه حتي في المدارس الاجنبية فالفصل لايتجاوز عدده 6 طلاب. وتوفر القوات المسلحة لهؤلاء اللاعبين مجموعة من الخبراء الذين يعدونهم رياضيا وبدنيا ونفسيا وبالطبع دراسيا. ليكون الناتج بعد حوالي 6 سنوات فقط العديد من الميداليات في اولمبياد سنغافورة للشباب وادورة العربية للألعاب الاخيرة في قطر.. وبطولات العالم في لعبات الملاكمة والمصارعة ورفع الاثقال والرماية والسلاح والجودو والكونغوفو والسباحة والغطس والترايتلون، وغيرها. من هذه الصروح خرج حسن رضا صاحب برونزية اولمبياد وسنغافورة وهشام يحيي الحاصل علي برونزية في الملاكمة هذه النماذج وغيرها يتم اعدادها لكي يكون من بينهم من يحقق ميداليات لمصر في الدورة الاوليمبية 2016. احسسنا جميعا بعد الزيارة ان مصر لاتزال بخير وانه في وسط معادل الهدم التي تريد اسقاط الوطن هناك اياد تبني وتصر علي ان تتقدم مصر في مختلف المجالات ومنها في الرياضة التي تعرضت لطعنة من المجرمين المتآمرين فنزفت دماء غالية لشباب ابرياء، ولكن كل رجال مصر الاوفياء مصممون علي الانتصار في هذه الحرب .