خطوة أكثر من رائعة تلك التي أقدم عليها حسن شحاتة المدير الفني لفريق الزمالك وجهازه الفني وبعض نجوم الفريق للنادي الأهلي وحضورهم مران الفريق.. في زيارة تاريخية تحمل بحق لقب «منتهي التحضر».. وهذا ليس بغريب علي نجم كبير مثل حسن شحاتة وبأخلاقه الرياضية العالية. لاشك أن هذه الزيارة سيكون لها آثار ايجابية عديدة علي سلوك الجماهير فيما بعد.. وستصب في صالح الروح الرياضية التي نتمني جميعا أن نراها في ملاعبنا.. بعد أن أصبح هناك مواقف تستحق الاحترام أكثر من مجرد تحقيق الفوز في مباراة.. ولكنها ترسيخ لقيم تؤكد أن العلاقة بين المنافسين لابد أن تكون في اطار من الخلق قبل اللعب. أكثر من مبادرة تلقاها النادي الأهلي في أزمته بعد الكارثة التي لحقت بجماهيره في هذا اليوم الأسود ليس فقط في تاريخ الكرة المصرية بل الرياضة كلها.. كلها مبادرات دعم للفريق واللاعبين والأجهزة والمسئولين للخروج من هذه الحالة المؤلمة.. لكن مبادرة شحاتة ورفاقه لها مذاق آخر.. ليس لطبيعة المنافسة بين الناديين.. أو الاحتقان الشديد بين جماهيرهما.. وانما لأنها لم تكن للشو الاعلامي أو البحث عن مغازلة جماهيرية أو تصب في خانة تأدية الواجب.. بل تميزت بالصدق والمشاعر الصادقة.. وقد أحسن جوزيه وفريقه أيضا استقبال الضيوف في صورة جميلة تدعم سلوك تعامل الكبار.. وهو أيضا ما جعل جوزيه يعد برد الزيارة لحسن شحاتة في الزمالك بعد انتهاء دور ال 32 الافريقي. وإذا كانت احتفالية 11 مارس التي تشهد مباراة بين الاهلي والزمالك لصالح أسر الشهداء هي لفتة كريمة ومن المتوقع أن تكون في نفس هذا الاطار من الود بين الجماهير.. إلا أن الأهم أن الفريقين من المتوقع أن يصلا إلي دور الثمانية في البطولة الأفريقية، بل وقد يقعا في مجموعة واحدة كما حدث من قبل.. وهنا سيكون الاختبار الحقيقي لكل ما يحدث الآن.. وأثق أن جوزيه وشحاتة قادران علي اجتياز هذا الاختبار بنجاح.. لكن المهم التصدي بكل قوة لفئة الانتهازيين الذين يسعون «لتوليع الدنيا» لتتحقق مكاسبهم.. والذين أتوقع أن يبدأوا في اشعال الفتيل لأن ما حدث احبط الكثير من خططهم الشيطانية.. وربنا يستر.