أفزعني - بل استشطت غضباً- من هذا الهوس الكروي والتعصب الأعمي بين جمهوري الزمالك والأهلي.. كان ذلك بينما يلعب الزمالك أمام صن داونز الجنوب افريقي فكلما أحرز الفريق الخصم هدفا في مرمي الزمالك تعالت الهتافات والتصفيق الحاد من قبل جمهور الاهلي الذي من المفروض ادراكه أن من يلعب هو مصر وليس الزمالك وأن احراز البطولة هذه هي انجاز للكرة المصرية. وتساءلت عن الأسباب التي أدت إلي هذا الانفصام وأجابوني منهم لله اعلاميو الابيض والأحمر الذي يشحن كل منهما بطارية الآخر بمفردات التعصب واللامبالاة ونكران الجميل.. وعزو ذلك إلي قادة الرياضة في أرض المحروسة بأنهم كثير والكلام عبر الفضائيات عن نجاح أحد الفريقين في خطف اللاعب الفلاني وفوز الآخر بالتعاقد مع اللاعب العلاني.. نفس المهزلة نراها حينما يلعب الأهلي مع أحد الفرق الاجنبية أو الافريقية.. نري جمهور الزمالك يفعل نفس الشيء.. ياسادة هل تشاهدون الكرة الأوروبية وجمال التشجيع والأدب واحتضان كل مدرب للآخربعد المباراة مهما كانت النتيجة.. المباراة الاجنبية كرنفال وعرس رياضي تعلوه الفرحة والبهجة.. لا المشاحنات والتشاجر بين من يشجع هذا أو ذاك.. وأخيرا.. هيا نطلق دعوة للحب والتسامح بين القائمين علي الأندية - علي اختلاف انتماءاتها.. تنعكس أثرها علي الجمهور.. في وقت تمر به المحروسة بمنعطف خطير ممن يريدون انتهاز الفرص للوقيعة بين القطبين الكبيرين.. ثم افتعال الأزمات الرياضية.. وكأننا نعيش في ظروف طبيعية متناسين أننا في حالة حرب مع الارهاب وأن شهداءنا يتساقطون وأن بناء مصر الحديثة هو الهدف الأسمي بعيدا عن الشائعات التي تشعل نار الغل والحقد بين ابناء البلد الواحد.. وتسلمي يامصر.