كالعادة.. وقبل انتهاء دورة الألعاب الأوليمبية المقامة حاليا بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية تتصدر الولاياتالمتحدةالأمريكية سباق الميداليات في الدورة الحالية لتواصل تفوقها علي باقي دول العالم مثلما كان الحال في جميع الدورات الأوليمبية السابقة باستثناء الدورة التي أقيمت عام 2008 بمدينة بكين وتصدرها العملاق الصيني. وتدين الولاياتالمتحدة للسباحة في تفوقها الفريد بفضل حصادها الرهيب الذي يشبه الهيمنة علي معظم سباحات اللعبة التي تعتبر الأكثر تمويلا لرصيد الميداليات. وحققت أمريكا 16 ميدالية ذهبية في السباحة من أصل 28 ميدالية حققتها حتي نهاية اليوم الثالث عشر للدورة كما أضافت لعبة الجمباز وخصوصا في منافسات السيدات 4 ذهبيات لرصيد الأمريكان بواقع ميدالية الفرق و3 ذهبيات أخري للاعبة السمراء القوية سيمون بايلز كما بدأت ألعاب القوي التي بدأت منافساتها يوم السبت الماضي في ضخ المزيد من الذهب في رصيد العملاق الأمريكي في مسابقات دفع الجلة والوثب الثلاثي والطويل أما باقي الرصيد الذهبي فقد تحقق بواقع ميدالية واحدة في لعبات الرماية والدراجات والجودو والتنس والتجديف. وعلي عكس جميع الدورات السابقة ظهرت بريطانيا منافسا شرسا علي مركز الوصافة بعدما اعتادت علي احتلال المركز الثالث في الدورات السابقة كأفضل إنجاز لها وتحتل إنجلترا حتي نهاية اليوم الثالث عشر من المنافسات المركز الثاني بمجموع 50 ميدالية بينها 19 ذهبية ومثلها فضية و12 برونزية فيما يأتي العملاق الصيني في المركز الثالث برصيد 17 ذهبية و15 فضية و19 برونزية بمجموع 51 ميدالية، وعلي الرغم من إيقاف عدد كبير من رياضييها قبل بداية منافسات الدورة بسبب فضائح المنشطات إلا أن الدب الروسي احتفظ ببعض من بريقه وحافظ علي موقعه في المقدمة برصيد 38 ميدالية متنوعة بينها 12 ذهبية ومثلها فضية و14 برونزية. وعلي مستوي الإنجازات في الدورة الحالية فقد شهدت الدورة حتي أمس تحطيم 65 رقما أوليمبيا و24 رقما عالميا معظمها في السباحة ورفع الأثقال وألعاب القوي والرماية. أسطورة الأوليمبياد وعلي المستوي الشخصي فقد برز علي الساحة السباح الأمريكي مايكل فيلبس الذي أصبح أسطورة رياضية أوليمبية وعالمية بكل المقاييس، وبعد احرازه 22 ميدالية بينها 18 ذهبية، في اربع مشاركات ضمن الالعاب الاوليمبية بين 2000 و2012، اعاد فيلبس كتابة نهاية ملحمته الاوليمبية بخمس ذهبيات وفضية احرزها في غضون اسبوع في المسبح الاولمبي في ريو دي جانيرو. ورفع الدلفين البشري رصيده القياسي إلي 28 ميدالية بينها 23 ذهبية. وفي وقت يسدل فيه الستار علي مسيرة ملحمية، طارد خلالها اهدافه بشراسة رهيبة، يبدو فيلبس رجل عائلة دافئا يتجه نحو حياته المستقبلية. ولم تكن هذه الصورة التي ظهر بها فيلبس في السابق، في مشاركته الاولي في سيدني 2000 عندما كان بعمر الخامسة عشرة، او في اثينا 2004 عندما نافس العملاقين الاسترالي ايان ثورب والهولندي بيتر فان دن هوغنباند. في بكين 2008، بدا السباح الأمريكي في قمة تركيزه وعطائه الرياضي حاصدا 8 ذهبيات في 8 سباقات في انجاز غير مسبوق. وشهدت عودة فيلبس عن اعتزاله مطبات جديدة عندما ضبط يقود بسرعة 135 كلم/ساعة داخل نفق في ميريلاند حيث تبلغ السرعة القصوي نصف الرقم الذي سجله السباح الخارق، وهو تحت تأثير الكحول. وفتحت هذه الحادثة الباب امام رحلة شخصية لفيلبس شملت اقامته في منشأة متخصصة في مجال الصدمات النفسية وعلاج الادمان. إعصار بولت ضرب اوساين بولت إعصار السرعة مجددا دورة الالعاب الاوليمبية، وبعد احرازه ذهبيتي سباق 100 م في دورتي بكين عام 2008 ولندن بعدها باربع سنوات، نجح العداء الجامايكي الاسطوري في تطويق عنقه بالمعدن الاصفر لهذا السباق للمرة الثالثة علي التوالي في ريو دي جانيرو. وحسم بولت السباق في زمن قدره 81ر9 ثانية متفوقا علي جاتلين (89ر9 ث)، والكندي اندريه دي جراس (91ر9 ث) ليحقق انجازا تاريخيا حيث اصبح اول عداء في التاريخ يفوز بهذا السباق ثلاث مرات علي التوالي، ولكنه ينظر بعيدا إلي تحقيق »الهاتريك» الثالث علي التوالي (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) بعد 2008 و2012. ويعتبر بولت سيدا لسباقات السرعة 100م و200 م وتوج بالقابها الاوليمبية والعالمية منذ عام 2008 باستثناء مونديال دايجو 2011 بعد والانطلاقة الخاطئة في نهائي 100 م. ويملك ثلاثة عدائين فقط سجلا افضل من بولت في ام الالعاب وهم الفنلندي بافو نورمي (9 ذهبيات بين 1920-1928) والامريكيان كارل لويس (9 بين 1984 و1996) وراي ايفري (8 بين 1900 و1908).