قبل 120 عاما كانت البداية لميلاد الحدث الذي أصبح يجمع سكان الكرة الأرضية من أطرافها وأقطابها وقلبها. قبل 120 عاماً حينما سعي الفرنسي الابرون بيير دي كوبرتان إلي اطلاق الألعاب الاوليمبية كان يضيف إلي الانسانية وتاريخ البشرية ملحمة تضع الكثير من القيم التي سارت عليها. منذ عام 1896 كانت عودة الألعاب الأوليمبية.. تلك الدورة الرياضية التي تمثل مهرجان الابداع البشري. كانت الألعاب الاوليمبية قد بدأت عام 776 قبل الميلاد . لم تكن دورات الألعاب الاوليمبية القديمة مجرد رياضة فقط بل كان لها معان دينية ووطنية، وكانت تقام في واد مليء بالأشجار حيث أقام الأغريق التماثيل وشيدوا المعابد في بستان خصص لعبادة زوس. تطورت الدورات الأوليمبية القديمة مع مرور السنوات، وارتفع عدد اللعبات المدرجة فيها وكانت جائزة الفائز في كل مسابقة هي تقليده أحد أغصان نبات الزيتون الذي كان ينمو خلف معبد زوس، علي أن يسير الفائزون حول البستان الذي كانت تقام فيه المنافسات وتصاحبهم أنغام الموسيقي بينما يشدو المشجعون والمعجبون ببعض الأشعار العذبة. ولم تشهد الألعاب الأوليمبية القديمة أي توقفات حتي أثناء الحرب الفارسية حيث اقيمت الدورة عام 480 قبل الميلاد. وفي عام 146 قبل الميلاد، سيطر الرومان علي اليونان وفرضوا سيطرتهم بالتالي علي الدورات الأوليمبية ورغم ذلك ظلت الدورات الأوليمبية تقام كل أربع سنوات حتي عام 393 الميلادي، قبل أن يلغيها الأمبراطور البيزنطي المسيحي تيودوروس الأول لتتوقف الدورات الأوليمبية بعد نشاط دام 1170 عاما. من شرق الأرض إلي غربها إلي أن تضيء الشعلة سماء مدينة ريو دي جانيرو في يوم الخميس المقبل.. لتنير صفحة جديدة من صفحات الرياضة العالمية حيث يجتمع أكثر من 10 آلاف رياضي في بلاد السامبا في عالم البرازيل ذلك الذي يحمل معاني الجمال الانساني والذي يختلط مع سحر الطبيعة وطبيعة المكان والبشر في سهول وجبال أمريكا اللاتينية التي تختلط فيها بشر بلون النحاس مع زنوج بلون الليل الكامل وأصحاب بشرة بيضاء بلون الشمس تطل من وجوههم العيون الزرقاء. مع هذه الخلطة الإنسانية واللوحة الإلهية الرائعة تلمع ذهبيات المنافسات وتختطف عقول وقلوب ويتوق من لا يلحق الذهب إلي الفضة أو إلي برونزية ترفعه فوق المنصة الأوليمبية. بين هذا السحر الإنساني الخلاب يدخل الفراعنة بحضارتهم وقوتهم واستعداداتهم التي بدأت علي مدي سنوات وأفرزت أبطال اعتلوا منصات البطولات العالمية وسجلوا أرقام التأهيل ليضعوا أقدامهم بين الكبار في أكبر حدث رياضي علي وجه الكرة الأرضية.. والمصريون يقفون يترقبون الحصاد الجميل لهذه المنافسات الرياضية التي يسطرها تاريخ البشرية.