بعد انسحاب منتخب تشاد من التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية بالجابون يظل الفوز أو التعادل خياراً لمنتخب مصر للعب في العرس الأفريقي ومنه إلي كأس العالم روسيا 2018. فوز الفراعنة يسهل مأمورية اللقاء الأخير أمام تنزانيا خارج الديار بينما التعادل يجعل الحسم معلقاً، لذا حضر النسور إلي الإسكندرية بهدف الفوز كخيار وحيد وهو ما يجعل اللقاء علي كوبر ورجاله في غاية الصعوبة نظرا لما يملكه لاعبو نيجيريا من خبرات احترافية تمكنهم من اللعب تحت ضغط. فهل يحل المنتخب الوطني عقدة عدم لوصول لثلاث دورات متتالية ويصل إلي نهائيات الأمم الأفريقية.. أم تبقي العقدة قائمة وتبتعد مصر من جديد عن المحافل الدولية والكروية؟ الفوز يحل العقد دون الانتظار لأي نتائج أخري. وبالرغم من التعادل والأداء الجيد للفريق في اللقاء الأول وتعرضه لبعض الهفوات إلا أن أحدا من رجال الجبلاية لم يظهر في الصورة علي الإطلاق مفضلين الصمت التام والابتعاد عن مصدر الأحداث، وإن كانت التساؤلات تتزايد مرة بعد أخري ماذا سوف يحدث في لقاء اليوم بعد ساعات؟ وبكل الحسابات وبكل الوسائل تبقي الفرصة متاحة أمام المنتخب الوطني لكرة القدم الذي يمثل قمة المجموعة لتعويض مافات والوصول إلي نهائيات الأمم الأفريقية 2017 بالجابون والفوز في لقاء العودة أمام نيجيريا يقرب الفراعنة كثيرا من الحلم الضائع منذ مايزيد عن 5 سنوات.. كشف هيكتور كوبر منتخب النسور.. واستطاع في لقاء الذهاب الصمود والتحدي والخروج بأفضل نتيجة ممكنة بالتعادل نظرا للظروف السيئة التي تمر بها اللعبة في مصر. لقاء الأربعاء الموعود بعد ساعات قليلة هو الفرصة الأخيرة الحقيقية لأبناء الجيل الحالي من لاعبي كرة القدم في مصر لتحقيق إنجاز الوصول إلي الجابون بعد أن أصبحت كل الطرق المؤدية إلي نهائيات البطولات الأفريقية والعالمية غير ممهدة بالمرة.. وبالرغم من خطورة خط هجوم الفريق النيجيري ووجود لاعبين كثر محترفين في البطولات الأوروبية المختلفة إلا أن خط دفاعه شبه مفتوح وهي الحقيقة المؤكدة أمام المدرب الأرجنتيني الذي سوف يركز علي أخطاء مدافعي منتخب نيجيريا بالإضافة إلي فرض الرقابة اللصيقة علي بعض مهاجميه الذين يعتمدون فقط علي الإمكانيات الفردية وذلك لانعدام فرص تجميع الفريق النيجيري الذي يضم لاعبين محترفين من الصعب تجميعهم وهو الأمر الذي سوف يستغله الفريق المصري في لقاء العودة وكان قد استغل أخطاء الدفاع وسجل صلاح أغلي الأهداف. أداء منتخب مصر في اللقاء الأول جاء مقنعا إلي درجة كبيرة خاصة في النواحي الدفاعية التي أحسن المدافعون تنفيذ التعليمات عكس الفريق النيجيري وإن كان منتخب الفراعنة يحتاج إلي السرعة والقوة في الأداء في لقاء العودة واستغلال الهجمات المرتدة السريعة للتسجيل والتأكيد علي ضرورة بدء المباراة بنفس التشكيل الذي أنهي به المباراة. وبالرغم من تواجد العديد من النجوم المحترفين في منتخب نيجيريا إلا أن محمد صلاح ومحمد النني وأحمد حسن كوكا المحترفين المصريين خطفوا كل الأنظار وتعالت الصيحات في كل كرة يلمسها أي منهم، بالإضافة إلي مشاركة محمود تريزيجيه الذي فاجأ به كوبر الفريق النيجيري، واستغل صلاح خطورته ومهارته في التسجيل وبالرغم من تماسك خط الدفاع المصري لمدة ساعة كاملة إلا أن الأخطاء الدفاعية المزمنة كانت سببا في إصابة مرمي الشناوي بهدف من تباطؤ المدافعين في إبعاد الكرات الخطيرة من أمام منطقة المرمي، وبالرغم من ذلك لن يقوم كوبر بإجراء أي تغيير في خط الدفاع في لقاء العودة نظرا لكون الرباعي الذي شارك في اللقاء الأول هو الأفضل. وبات مؤكدا أن خطة الأداء للفريق القومي سوف تتعدل بمشاركة لاعبين ممن لديهم الميول الهجومية خاصة من لاعبي خط الوسط بعد أن وضح أن هناك العديد من الشروخ في صفوف دفاع منتخب نيجيريا الذي سوف يسهل اختراقه في العودة. وبالرغم من كشف نقاط القوة والضعف سريعا أمام منتخب نيجيريا إلا أن كوبر لم يعدل من خطته ولم يظهر أي أسلحة هجومية لتعويض "الهدف" سريعا رغم إضاعة مهاجمي مصر للعديد من الأهداف.. وتحفظ كوبر علي رأيه في عدم إجراء التعديلات الهجومية اللازمة مشيرا إلي أنه يواجه فريقا كبيرا وسط ظروف أكثر من صعبة تمر بها الكرة المصرية مؤكدا أن مباراة اليوم في لقاء العودة سوف يكون لها شكل آخر لتعويض بعض أخطاء المباراة الأولي خاصة في اللمسة الأخيرة لمعظم اللاعبين المهاجمين داخل منطقة جزاء نيجيريا، وأنهي السيناريو بكرة محمد صلاح التي أعادت الروح للفريق وكشف أيضا كوبر أن لديه العديد من المفاجآت في لقاء العودة للتأكيد علي احتلال قمة المجموعة قبل لقاءي منتخب مصر القادم في ختام التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية أمام تنزانيا. وكان منتخب مصر قد انتظم في معسكره عقب العودة من نيجيريا ذات ليلة المباراة وتوجه إلي الاسكندرية وانتظم في التدريبات القوية التي اعتمدت خلال الأيام الأخيرة علي تنفيذ بعض الجوانب الخططية الهجومية بالاختراق من الوسط والتسديد من خارج منطقة الجزاء، بالإضافة إلي مهام جادة وهامة لجناحي منتخب مصر لإرسال الكرات العرضية السريعة داخل منطقة جزاء فريق النسور. وطلب كوبر من لاعبيه طوال الأيام الأخيرة عدم الحديث عن المباراة الأولي والتفرغ فقط للتفكير في لقاء العودة المرتقب لذي يعده مباراة الوصول إلي المحطة الأخيرة للنهائيات الأفريقية.