دخلت عالم التدريب بالصدفة والوحش أول من اكتشف موهبتي الدكتور طه الطوخي مدرب يمتلك تاريخا عريقا وطويلا بسبب توليه مهمه التدريب هو في سن صغير جدا وعلي الرغم من كون بطولة كاس الخليج هي بطولة تقتصر المشاركة فيها علي منتخبات الدول الخليجية الستة بالإضافة إلي العراق واليمن، إلا أن عبق الكرة المصرية ينبعث من تاريخها بأنصع الصفحات من خلال الدكتور المصري طه الطوخي فهو أول مدرب حمل كأس الخليج منذ انطلاقة منافساتها في عام 1970 بالبحرين عندما كان مدرباً للمنتخب الوطني الكويتي، رغم أنه كان أصغر من عمل بمهنة التدريب. اعتزلت الكرة ٫٫ قبل ان ابدا ٫٫ الخليج من ابرز انجازاتي عندما بدأ مسيرته وهو في سن 23 عاماً، إثر تعرضه لإصابة حالت دون استمراره كلاعب، ليتحول إلي التدريب ويكتشف العديد من نجوم بطولات الخليج علي مدار تاريخها انطلاقا من سجله الحافل من التدريب في دول الخليج وتحديداً في الكويت والسعودية والإمارات لمدة 30 عاماًمع عدد من أندية السعودية والإمارات. التاريخ التدريبي للدكتور الطوخي لم تتوقف فقط عند كونه المدرب المصري الوحيد الذي توج ببطولة علي رأس منتخب وطني غير منتخب بلاده، فقد كان ولا يزال المدرب المعاصر الذي درب الراحل صالح سليم والدكتور طه اسماعيل المحاضر الدولي وحسن حمدي رئيس النادي الأهلي المصري الحالي، وسمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم المصري السابق. مع المدرب الجدير الطوخي دار هذا الحوار: كيف بدأت قصتك مع كرة القدم؟ قصتي مع كرة القدم بدأت باصابة غيرت مجري حياتي من طالب في كلية البوليس »الشرطه» لطالب في كلية التربية الرياضية ثم مدرب للنادي الاهلي وكل هذا جاء بالصدفه البحته نبدأ القصة من أولها وبدايتك مع كرة القدم كلاعب؟ بدأت مشواري الكروي في أشبال الزمالك عام 51 ولم أكن قد تجاوزت الرابعة عشرة من عمري، وكانت لجنة الاختبارات يشرف عليها اثنان من رموز الزمالك هما عبدالرحمن فوزي ومحمود حافظ زقلط. وكنت ألعب ظهيرًا ثالثًا، وكان مثلي الأعلي المرحوم حنفي بسطان، وتم تصعيدي للفريق الأول موسم 56 - 57، وكان يدرب الفريق في ذلك الوقت أحد أساطير نادي الزمالك وهو الراحل محمد لطيف. ونظرًا لعلاقتي القوية بسمير قطب فقد ارتبطنا معًا بالمشوار الدراسي، وكان مغرمًا بكلية الشرطة التي كان يُطلق عليها كلية البوليس في ذلك الوقت، ورغم أنني كنت أفضل الحربية فإنني دخلت الشرطة حبًا في قطب. ومن المفارقات أنها كانت من أهم أسباب اعتزالي المبكر ففي مباراة ودية بين كلية البوليس وفريق دمنهور موسم 58 - 59 وجه زميلي الراحل صلاح سليمان كل قوته ناحية الكرة، لكن الكارثة أن الضربة جاءت في ركبتي وكانت قوية جدًا ومؤلمة، وذهبت للطبيب الراحل عبدالحي الشرقاوي الذي طلب مني الراحة لمدة شهر كامل، مع الابتعاد تمامًا عن التدريبات والمحاضرات أيضًا وهل كانت تلك الاصابةالسبب الرئيسي في اعتزلك كرة القدم؟ نعم فقد شعرت بعدم الرغبة في تكملة مشواري في كلية الشرطة، ودخلت كلية التربية الرياضية عام 59 وكيف دخلت عالم التدريب؟ حكايتي مع التدريب بدأت من التحكيم فقد خضت اختبار تحكيم في نفس العام، وكنت أصغر حكم في تاريخ مصر لأنني لم أكن قد تجاوزت الثانية والعشرين من عمري، وبدأت أمارس التحكيم داخل الكلية من خلال المباريات التي كانت تُجري بين طلابها، وكان من زملائي في الكلية عدد كبير من نجوم الأهلي والزمالك والفرق الأخري، مثل الدكتور طه إسماعيل وميمي عبدالحميد، وسمير قطب الذي ترك الشرطة ودخل التربية الرياضية لنواصل مشوارنا الدراسي معًا، وشحتة وبدوي عبدالفتاح، وميمي درويش وعوض الحارتي وحمدي الحارتي وسيد الطباخ وغيرهم. وكان يقوم بالتدريس لنا في الكلية الراحل عبده صالح الوحش الذي لعبت الصدفة دورا في انتقالهمن كلية الشرطة للتربية الرياضة الذي كان له أثر كبير في حياتي ومدين له بالكثير. وكنت معتادًا أثناء التحكيم أن أوقف المباراة وأطلب من أحد اللاعبين أن يمرر الكرة لزميله أو يضبط إيقاعه في اللعب، وغيرها من الأمور التي لها علاقة بالتدريب، وغير مرتبطة تمامًا بالتحكيم من قريب أو بعيد...وبالصدفة شاهدني الكابتن الوحش وتابعني بقوة..وفي إحدي المرات سألني هل تريد العودة للملاعب مرة أخري فقلت له لا، هذا الأمر سقط تمامًا من حساباتي، فباغتني بقوله هل ترغب في التدريب بالأهلي. ولأن السؤال كان مفاجئًا ولا يخطر علي بال أحد فلم أجد إجابة، فقال لي الرجل - رحمه الله - فكر في هذا الأمر وأمامك أسبوع. وكان الوحش يدرب الفريق الأول للأهلي في ذلك الوقت. ولكن ألا تري أن الأمر غريب ابن من ابناء الزمالك يدرب في الأهلي؟ هذا هو الفرق بين الان والزمن الجميل..فلم أشعر بأي غربة داخل القلعة الحمراء رغم أنني قادم من الزمالك ووجدت حفاوة وترحابًا من الجميع. وكان قطاع الناشئين يضم مدربين من رموز الأهلي مثل حلمي أبوالمعاطي وأبوحباجة وفؤاد صدقي وهمامي. وهل تتذكر اول جيل قمت بتدريبه في الأهلي؟ -كان جيل عصام عبدالمنعم وشوقي عبدالشافي وحسن حمدي وشريف مدكور. وكيف انتقلت من قطاع الناشئين إلي الفريق الأول؟ بالطبع كابتن الوحش الذي كان سندًا لي في كل الأوقات، وكان يحرص علي أن يدفعني للأمام دائمًا فففي ف عام 61، فاجأني الكابتن الوحش بطلبه أن أدرب الفريق الأول لأنه سيتخلف لإصابته بشد وإجهاد. وقد أذهلتني المفاجأة خاصة أن الفريق الأول كان يضم في ذلك الوقت كوكبة من ألمع نجوم الكرة المصرية، مثل صالح سليم وطه إسماعيل والجوهري ورفت الفناجيلي وكان بعض لاعبي الفريق أكبر مني سنًا. فاعتبرت هذا التدريب فرصة جيدة لأثبت جدارتي بالانضمام لقافلة المدربين بالقلعة الحمراء، وأحمد الله أن التدريب لاقي إعجاب الجماهير الغفيرة التي حضرت خاصة حيث كان ستاد الاهلي يتسع لاكثر من 40 الف متفرج وكيف تعاملت مع تلك النجوم برغم سنك الصغير؟ كل اللاعبين تجاوبوا معي وكانوا مثالاً للاحترام والالتزام بالتعليمات قلم اشعر بانني صغير السن وهنا يأتي دور علم النفس الرياضي حيث الذي نفذته في الاهلي بالفترة وهل تتذكر أول بطولة لك مع الأهلي؟. كان أول موسم 61 - 62 فهو الموسم الذهبي للأهلي حيث فاز بالدوري والكأس وبطولة الجمهورية العربية المتحدة. ..وفي الموسم التالي وخلال فترة توقف الدوري قام الفريق برحلة إلي ليبيا لأداء 4 مباريات ودية واعتذر الوحش عن عدم السفر وطلب مني أن أقوم بمهام المدير الفني، وطلب الوحش من محب يوسف رئيس البعثة، ألا يتدخل أحد في الشئون الفنية لأن هناك مدربًا مسئولاً عن كل هذه الأمور، وقد فاز الفريق في المباريات الأربع التي لعبها مع أهلي بنغازي والاتحاد وأهلي طرابلس. كان للمدير الفني للاهلي بروشتش تأثير في مشوارك التدريبي كيف حدث ذلك؟ بالفعل ففي عام 63 سافر الوحش إلي الكويت وتعاقد الأهلي مع اليوغوسلافي بروشتش وكنت مساعدًا له... وقبل رحيل بروشتش من الأهلي بعث لي برسالة أشبه بوصية، وكانت الرسالة حديث الصحف في ذلك الوقت لغرابة ما بها من كلمات، واختصر معانيها في جملة قصيرة تقول إنني سأكون مدرباً صاحب رؤية صائبة بشرط أن أنهي دراستي الأكاديمية، ولعل تأثير تلك الوصية هو ما قادني إلي الملاعب الخليجية حيث كانت لبروشتش شعبية هناك وقدمني بصورة جيدة.. وقد جاء بعد بروشتش مواطنه هورفاتيك وبعده تاديتش. ومع الأخير فاز الأهلي بكأس مصر موسم 65 - 66 بعد التغلب علي الترسانة بهدف السوداني أسامة يوسف وخرج الراحل المستكاوي بعنوان كبير يقول فيه احمرت القاهرة. تعبيرًا عن الفرحة العارمة بفوز الأهلي بالكأس وكانت مصر علي موعد مع زيارة خروشوف رئيس الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، فقال عبدالناصر أريد أن تحمر القاهرة غدًا أمام خروشوف مثلما احمرت بعد فوز الأهلي. تمتلك صورا مع المشير عبدالحكيم عامر فما هي قصتها؟ عندما تولي هورفاتيك تدريب المنتخب الوطني علي سبيل الإعارة خلال تصفيات أوليمبياد طوكيو 64 كنت مساعدًا له في المنتخب. وتكرر نفس السيناريو عندما تولي فاندلر مدرب الزمالك تدريب المنتخب علي سبيل الإعارة أيضًا خلال أوليمبياد طوكيو فحضرت الجلسة التي كانت في منزل المشير عبدالحكيم عامر مع لاعبي المنتخب وجهازهم الفني وسمعته يقول للفناجيلي إذا لم تلعب جيدًا فسأخلع النجوم اللي علي كتفك وكان الفناجيلي من نجوم المنتخب في هذه الدورة التي حققنا فيها المركز الرابع وكان إنجازًا بكل المقاييس؛ وقد