تعالوا نناقش موضوع "مدرب الفريق القومي".. هل من المصلحة الاستغناء عن بوب برادلي.. أن الابقاء عليه لنستفيد من الخبرة التي اكتسبها من تدريب الفريق 700 يوم.. واختبر 110 لاعبين اختار منهم 40 لاعبا هم الفريق القومي المصري الموسم القادم؟! تعالوا نبحث الامر بموضوعية بعيدا عن الأهواء والمصالح الشخصية.. ولو مرة واحدة في حياتنا الكروية!!! بداية.. هل عندنا مدرب أكثر كفاءة من برادلي الذي فاز في كل التصفيات المؤدية للمونديال ذهابا وإيابا وهو مالم نفعله طوال حياتنا سوي في تصفيات عام 1934 عندما كان المنافسان تركياوفلسطين.. تركيا انسحبت وفزنا طبعا علي فلسطين ذهابا وايابا.. ولم تتكرر إلا مع برادلي.. حتي المباراة الأخيرة في التصفيات قرر برادلي أن يلعب بكامل قوته لكي يتعود الفريق علي الفوز دائما. قالوا انه لم ينجح في الوصول لنهائيات أفريقيا ثم نهائيات المونديال.. فلماذا يبقي؟! أولا في تصفيات نهائيات أفريقيا حضر برادلي بعد ان كنت مصر قد خسرت أولي مباراتين مع حسن شحاته الذي كان يعاني من ظروف خاصة كلنا أحيانا نمر بها.. وجاء برادلي ولم يكن يعرف شيئا عن الفريق واللاعبين وبدأ يختبر كما قيل 110 لاعبين لذا كان من الطبيعي ان يخسر قمة المجموعة ولايصل الي النهائيات الافريقية.. ولكن في ظروف غير عادية من كل الوجوه استطاع ان يصل الي فريق يعتبر من خير الفرق القومية لولا الهزيمة الغريبة في كوماسي.. وعليها عدة علامات استفهام لا داعي لاثارتها صراحة!!! ففي هذه المباريات لاتستطيع ان تتأكد من شئ ما.. بدليل ان نفس هذا الفريق لعب مباراتين بعد مباراة كوماسي فازا بالمباراتين بعد اداء رائع.. مباراة للأهلي ثم مباراة غانا الثانية. *** انا لا ادافع عن بوب برادلي من أجل بوب برادلي فهو في غني عن دفاعي.. فالمانيا طلبته هذا الاسبوع ولكني ادافع عن مصر ومنتخب مصر. من خليفة برادلي من مدربينا المحليين؟؟ هم أصدقاء العمر كله.. ولكن مصلحة مصر فوق الجميع. هناك مدرب مرشح بقوة لم ينجح مع أحد الاندية السكندرية وتم الاستغناء عنه.. يدرب حاليا ناد كبير آخر ولكن ما الذي حققه.. وتاريخه هو مساعد لحسن شحاته خلال الفترة المجيدة التي عاشها حسن شحاته الذي يجب ان يستأثر وحده بالنجاحات الكبيرة المعجزة التي حققها.. بدليل ان مساعده لم ينجح مع الاندية بعد ان ترك حسن شحاته المنتخب. هناك مدرب آخر له منزلة في قلبي.. فقد حقق الكثير لمصر ولاكبر ناديين في مصر ولم يقابل سوي بالهجوم والجحود ونكران الجميل.. ولكنه كمدرب لم يحقق نجاحات تذكر.. واخيرا اختارته احدي الدول العربية ليدرب فريقها فلم يحقق معه شيئا.. فتم الاستغناء عنه فورا.. نفس خطأ مصر الدائم.. وهو عدم اعطاء فرصة لعام آخر ليحقق الانتصارات بعد علم كل صغيرة وكبيرة في البلد وفي الرياضة عن اللاعبين. انا لا اريد برادلي بالذات ولا حتي اي مدرب آخر.. فقط اريد ترسيخ مبدأ تسير عليه الدول الكبري كرويا وهو اعطاء المدرب فرصة لاثبات وجوده.. بدلا من "هيستيريا التغيير" التي تنتاب اتحاد الكرة والاندية. المدرب الذي فشل موسما خير من أي مدرب جديد سيفشل ايضا في البداية.. التغيير السريع المفاجئ يكون بسبب اخطاء قاتلة لا تغتفر من المدرب سواء في الملعب أو خارج الملعب.. هنا فقط يكون التغيير وجوبيا!!! سواء في لعبة كرة القدم أو أية لعبة أخري.. ولكن ربط تغيير المدرب بقلشة لاعب أو هدف استروبيا فهذا لايحدث سوي في مصر. *** هناك كلام كثير حول مرتب المدربين الاجانب خاصة المدربين اصحاب الخبرة ولاسيما المعروفة. أحد الزملاء طالب بتغيير برادلي لانه كلفنا عشرين مليون جنيه في 700 يوم.. الزميل الفاضل العزيز لم يعاصر مثلنا مدربين اجانب أخذوا ضعف هذا المبلغ في مدة أقل من مدة برادلي بكثير.. كفاية علينا فواتير الفنادق الكبري التي كان ينزلون بها ويرفضون الشقق المفروشة!! فما علينا!!! علي العموم.. اذا كان اتحاد الكرة مثل كل الوزارات والهيئات والشركات تعاني من السيولة والدخل والانتاج.. اقترح حكاية جربناها زمان ونجحت. ناديا الاهلي والزمالك تعاقدا مع مدربين اجانب كبار مرتباتهم كبيرة.. وكادا يستغنيان عن خدماتهم لولا ان لحقهم المشير عبدالحكيم عامر في آخر لحظة وحل المشكلة.. ولهذا قصة. *** كان بروشتش أحد أفضل مدربي العالم في وقت ما هو مدرب الاهلي.. وحقق مع الأهلي امجادا كثيرة.. ولكن مرتبه ومصاريفه وطلباته من أجل الفريق كانت فوق طاقة النادي.. وكاد النادي يستغني عن خدماته في الوقت المناسب بعيدا عن الشرط الجزائي المرعب. وصاحب الفضل في الحقيقة في هذا الموضوع المرحوم يوسف الشريعي الذي فاتح المشير في ان يدرب بروشتش المنتخب القومي ايضا.. خاصة ان معظم لاعبي المنتخب هم لاعبو الأهلي.. ووافق المشير.. وفاز بروشتش علي السودان في أول مباراة له في الخرطوم عندما كان الامل ضعيفا جدا في الفوز والوصول الي اولمبياد روما ..1960 وفرح عبدالناصر الذي كان بعيدا تماما عن الرياضة والكرة. ولكنه فرح بهذا الفوز بالذات لان احمد عبود رئيس السودان كان في القاهرة خلال هذه الفترة لحضور القمة العربية واكد لعبد الناصر قبل المباراة أن السودان ستفوز بعدد من الاهداف.. كان يلعب مع السودان صديق منزوك اقوي تصويبات في العالم لايستطيع ان يتصدي لها اي حارس مرمي.. ثم سبت دودو حارس مرمي كالحائط بالضبط طول وعرض.. اهم شئ كفه يمسك الكرة منفردا بدون مساعدة من كفه الآخر..!!!.. لذا كان فوز مصر في هذه المباراة فرحة كبري من عبدالناصر الي رجل الشارع.. حتي ان عبدالناصر لم يصافح في حياته لاعب كرة سوي عبدالجليل حميدة عقب عودتنا من الخرطوم أخذه رجلان غريبان من المطار الي منزل عبدالناصر ليعطيه 150 جنيها من جيبه الخاص لانه صد ضربة جزاء في آخر دقيقتين من المباراة!! *** هنا تقرر استمرار بروشتش مع الفريق القومي بجوار النادي الاهلي.. وكاد بروشتش ان يحمل كأس العالم العسكري في اثينا باليونان لولا "حركات" حسين مدكور ومحمد الجندي واحمد مكاوي أضاعوا الكأس في آخر ثانية!!! وهذه قصة أخري أرويها لكم فيما بعد. المهم ان بروشتش عقب هذه المباراة بالذات ترك الفريق القومي وترك الاهلي وترك مصر كلها ولم يأخذ حتي باقي حقه من هنا أو هناك!! ولكن المشير استفاد من هذه التجربة.. لذا قرر أن يكون مدرب الزمالك المتميز فانلندر هو مدرب الفريق القومي بجانب تدريبه للزمالك.. وفاز فانلندر بالمركز الرابع في أولمبياد طوكيو للمرة الثانية في تاريخ مصر رغم كسر طه اسماعيل متعمدا ولم يكن نظام البدلاء قد بدأ وكان ممكنا ان نفوذ بالمركز الثالث.. المشير أمر بارسال طائرة عسكرية تحمل طه اسماعيل من الملعب الي سطوح مستشفي المعادي لعلاجه!!!.. الحكايات كثيرة فالي لقاء آخر.