نحن لانتعلم.. بل لانملك سوي ذاكرة السمكة التي سرعان ما تنسي كل شيء لا نحتاج سوي أسابيع حتي ننسي الكوارث والمصائب.. ولاتمر شهور قليلة حتي ننسي الدم الذي سال.. نمصمص الشفايف امام كل كارثة.. ونسمع العظات.. ونظرف الدموع الكاذبة.. وبعد أيام ننسي كل شيء ولنتذكر الذين راحوا ضحايا الا عندما وقع حادثة أو كارثة جديدة. ويقول المثل الشعبي «تعددت الاسباب والموت واحد».. لكننا في الوسط الرياضي أصبحنا نقول »تعددت الكوارث والموت واحد«. ومن حادثة دوكلا براغ وباستد زاموا منتصف السبعينيات حتي حادثة الامس القريب امام ستاد الدفاع الجوي ومرورا بمجزرة استاد بورسعيد تتوالي الكوارث لكننا لانتعلم!!! »أخبار الرياضة« تفتح الملف الأسود لكوارث ملاعب الكرة المصرية سواء التي شهدت سقوط ضحايا، أو سلم الله ولم تخرج عن كونها احداث شغب عادية، مما استتبع الغاء مسابقة الدوري المصري.. أهلي وزمالك 1971 بدأت كوارث ملاعب الكرة المصرية عام 1971 وبالتحديد خلال مباراة الاهلي والزمالك، حيث اندلعت أحداث شغب جماهيري بين جماهير القطبين، لقي خلالها اثنان من الجماهير مصرعهم وإصابة 30 بإصابات متنوعة وقام اتحاد الكرة حينها بالغاء المسابقة. كان يوم 22 ديسمبر موسم 71 - 72 وكان الزمالك متقدما 2-1، الطريف ان هذا الموسم كان الأول بعد توقف طويل للمسابقة عقب حرب يونيو 1967. واحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الزمالك ضد حارس الاهلي مروان كنفاني، أحرز منها فاروق جعفر الهدف الثاني للزمالك، وثار مشجعو الأهلي بعد احراز الهدف واجتاحوا الملعب ليقرر الحكم الغاء اللقاء. وقرر اتحاد كرة القدم بعد ذلك الغاء المسابقة وايقاف حارس الأهلي. الزمالك ودكلا التشيكي 1974 أما الكارثة الأخري التي أدمت القلب فقد شهدتها مباراة الزمالك ودوكلا التشيكي، حيث سمح الامن للجماهير بدخول ما يقرب من 80 ألف لملعب الزمالك الذي تسع مدرجاته 45 ألف مشجع ليسقط السور الحديدي وتتدافع الجماهير مما أدي إلي سقوط 48 ضحية، كان لاعبو الزمالك ودوكلا براغ قد نزلوا إلي أرض الملعب الذي امتلأ عن آخره بآلاف المتفرجين.. ورفض الحكم أحمد محرم إقامة المباراة.. وظل الموقف متجمدا لبعض الوقت وجاء انهيار أجزاء أخري من السور ليتسبب في الدفاع اعداد أخري من الجماهير في ذعر وهلع وارتفاع عدد الضحايا الذين سقطوا تحت الاقدام. وحسم الأمر ممدوح سالم نائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت ووزير الداخلية والذي كان يشهد المباراة حيث نزل إلي أرض الملعب مع محمد حسن حلمي رئيس الزمالك ووكيل اتحاد الكرة وأصدر قراره بإلغاء المباراة بعد أن لمس أنه من المستحيل إقامة المباراة حيث كان في انتظاره آلاف الاستغاثات والصرخات للضحايا وتم اعلان قرار الإلغاء في مكبرات للصوت ومطالبة الجماهير بالخروج في هدوء. وشارك في عملية نقل الضحايا والمصابين 73 سيارة إسعاف من القاهرةوالجيزة ومعها أكثر من 75 رجل إسعاف.. ووصل إلي مستشفي امبابة 18 متوفيا ومستشفي أم المصريين 22 جثة ومشرحة زينهم 8 آخرين. وأكدت تحقيقات النيابة والتي أشرف عليها المستشار ماهر حسين النائب العام وحلمي الغزاوي المحامي العام وجمال منصور رئيس النيابة ومجدي شرف رئيس نيابة الجيزة. وقد بدأت الشرارة من تدافع جمهور الدرجة الثالثة بالضغط الهائل لحشود الالاف أدي إلي سقوط من كانوا في المقدمة خلف الأسوار الحديدية مباشرة ونتج عنه وفاة 48 مشجعا واصابة 47 وأن السبب الأغلب لوفاة المشجعين نتج عن اسفكسيا كتم النفس. واكتشفت النيابة من خلال كعوب تذاكر المباراة مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن التذاكر تم طبعها وبيعها علي أساس أن المباراة سوف تقام في استاد القاهرة والذي يسع لأكثر من 100 ألف متفرج وليس في ملعب الزمالك. وأعلن نادي الزمالك أنه ليس له دخل بالمباراة حيث ان نادي الإسماعيلي هو المنظم والمسئول والذي تولي عملية طبع وبيع التذاكر وقدر حسن لبيب مدير عام الزمالك في ذلك الوقت قيمة التلفيات التي شهدها النادي بعد المباراة بأنها وصلت إلي 3500 جنيه ولكنها لم تحدث عن عمد وإنما من تدافع الجماهير للخروج من النادي. الغريب في الأمر ان ضحايا تلك الكارثة لم يحصلوا علي أي نوع من التعويض حتي الآن، رغم ما تم جمعه من أموال بالاضافة إلي مساهمة من الفيفا، ولا أحد يعرف أين ذهبت هذه الاموال . رمضان الدامي والاتحاد مع الكروم 99 وشهدت الاسكندرية وكان يوم 11 يناير من عام 1999، أحد أيام شهر رمضان المبارك حيث أقيمت المباراة بستاد الاسكندرية بين الاتحاد السكندري والكروم بدور ال 8 لبطولة كأس مصر حادث مأساوي حين سقط 8 مشجعين سكندريين وأصيب العشرات منهم بسبب تدافع الجماهير ورفض الأمن فتح أبواب الملعب قبل المباراة إلا بساعة واحدة وذلك عبر باب صغير لايسع مرور 3 أفراد علي الاكثر، وكان باب رقم 8 وهو الباب المؤدي للدرجة الثالثة بلا أي أضواء، تم فتحه قبل المباراة بوقت قصير بسبب انشغال رجال الأمن بمشاهدة المسلسل الرمضاني مما أدي إلي تدافع الجمهور وحدوث تلك الكارثة. والغريب ان نفس الكارثة كادت ان تتكرر بعدها ب 3 أيام فقط في مباراة كرة السلة بين الاهلي والاتحاد، وقام الأمن وقتها بإغلاق الأبواب كلها امام الجماهير التي عددها بالالاف ولولا حذر الجماهير وخوفهم من تكرار كارثة مباراة الاتحاد والكروم لحدثت مأساة أكبر.. ضحية أسمنت السويس رغم أنها كانت مباراة عادية في بطولة الدوري بين أسمنت السويس والمقاولون في الجبل الاصفر.. وكان عدد أفراد الأمن يومها في الملعب أكثر من عدد جماهير الفريقين مجتمعين، وكان عددهم الاثنين في أحسن الاحوال لايتجاوز 200 مشجع في الملعب كله.. في نهاية المباراة الحكم لم يحتسب ضربة جزاء لاسمنت السويس، وكرد فعل طبيعي في أي ملعب قامت جماهير أسمنت السويس بسبب حكم المباراة، ليفاجئوا بالأمن يصعد لهم ويحاول الاعتداء عليهم وطردهم من المدرج!! مستغلا ان عدده تقريبا ضعف عدد الجماهير. وكرد فعل طبيعي حاولت الجماهير في البداية الرد علي الأمن بقذفهم بزجاجات المياه الفارغة وفي النهاية اضطروا للخروج من المدرج جريا للهرب من الاعتداءات الهمجية للأمن، ولكن الامن قرر يطاردهم ايضا خارج المدرج!! وقاموا بعمل كردون من العساكر حول بعض الجماهير ونزلوا فيهم ضرب، كان من بينهم شاب صغير اسمه جابر محمد عمره 14 سنة فقط وكان حاضرا الماتش مع عمه وحاول من الرعب والخوف انه يجري خارج الكردون للبحث عن عمه، فكانت النتيجة انه تلقي ضربة من عصابة عسكري أمن مركزي علي رأسه.. ووقع علي الارض واذ بسيارة أمن مركزي وتدهسه ويموت الصغير. مجزرة بورسعيد ما حدث في ستاد بورسعيد وهو ما يطلق عليها بالمذبحة الكبري في تاريخ الملاعب المصرية والتي أدت إلي سقوط 74 مشجعا من جماهير التراس أهلاوي. بدأ أول إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الاهلي بعمليات الاحماء قبل اللقاء. لم اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة. تكرر الأمر بعدما أحرز المصري هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري (الفائز 3-1) بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء علي جماهير الأهلي ما أوقع العدد الكبير من القتلي والجرحي - بحسب شهود عيان. وعزا بعضهم الهجوم إلي لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة »بلد البالة مجبش رجالة) والتي اعتبرها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم، وذكرت مصادر عديدة غياب كل الاجراءات أمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلا عن قيام قوات الأمن بقفل البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوي باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدي إلي تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم. أوضح وكيل وزارة الصحة المصرية أن »الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما أن هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية». وأكدت مصادر طبية في المستشفيات التي نقل إليها الضحايا أن بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض. وأكدت تقارير صادرة الطب الشرعي المبدئية وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء. أمر إحالة وقد أمر النائب العام »عبدالمجيد محمود» في ذلك الوقت احالة 75 متهما في تلك الاحداث إلي محكمة الجنايات المختصة وجاء في أمر الاحالة »ان تحقيقات النيابة كشفت ان حادث أستاد بورسعيد كان مدبرا من جانب بعض روابط مشجعي النادي المصري وبعض الخطرين ومحترفي العنف والبلطجة».