من يريد أن يعرف لماذا يفوز الأهلي بالبطولات.. يكفيه أن يتابع ويرصد ردود أفعال إدارته عقب خسارة فريق الكرة لمباراته أمام الاتحاد السكندري برباعية تاريخية.. ويقارن هذا التعامل مع رد فعل إدارة نادي الزمالك مع خسارة فريقها من نادي إنبي في الدوري العام. بداية.. الخسارة واردة لكل الفرق.. والتعرض للظلم التحكيمي أمر يحدث كثيراً في الملاعب.. لأن أخطاء الحكام واردة علي كل المستويات. إدارة الأهلي لم تهتز رغم الخسارة التي تصل إلي »الفضيحة» وجددت الثقة في المدير الفني الاسباني جاريدو رغم أخطائه التي تحدث بها الجميع. أما في الزمالك الذي أقرت إدارته أنه تعرض لظلم لو لم يحدث لربما خرج الزمالك فائزاً.. ورغم ذلك انهالت الاتهامات والتهديدات للمدير الفني البرتغالي باتشيكو بطريقة غير مقبولة.. بإهانته أمام اللاعبين في حجرة خلع الملابس.. فماذا ننتظر من مدير فني محترف أن يفعل وهو يجد أكبر مسئول في النادي يقول له: »المدير الفني السابق صحي من النوم وجد نفسه بره النادي» الرجل حزم حقائبه وقرر الرحيل.. ولولا أن مجلس إدارة النادي بأكمله ذهب إليه يرجوه البقاء.. ما بقي.. »إلي حين».. والحقيقة لا أعرف إذا ما كان مسئولو الزمالك يرون أن الهزيمة سببها الحكم.. فهذا تبرئة للاعبين والجهاز من الفشل.. وبالتالي لا يجب أن أحملهم المسئولية..!! وأقولها صراحة.. إن ما حدث في مباراة الزمالك وإنبي أدخل القلق إلي قلبي إذا ما حضرت الجماهير المباريات كما أعلن من بداية الدور الثاني.. لأن هذا التهديد والوعيد لأطراف عديدة في المنظومة الكروية يحول الأمر من مباراة كرة إلي ساحة قتال.. فماذا سنقول للجماهير إذا ما غضبت من قرار حكم خاطئ.. إذا ما كان سلوك المسئولين بهذا الانفلات؟! كيف نطالب الجماهير بالانضباط في المدرجات.. والقدوة أمامهم ليس منضبطاً؟! أتذكر أنه في مباراة الأهلي والإسماعيلي منذ أسابيع، ألغي الحكم هدفاً للأهلي.. أجمع الكل أنه صحيحاً، ولم يقم الأهلي الدنيا ويقعدها.. وغيرها من أخطاء الحكام لصالح كل الفرق وضد كل الفرق.. وعلينا أن نتقبل الاثنين.. لأنه كما قال بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم »إن أخطاء الحكام جزء من متعة الكرة». ولنا أن نتذكر أنه في نهائي كأس العالم عام 1966.. فازت انجلترا علي ألمانيا عن طريق هدف غير صحيح احتسبه الحكم السويسري جوتفريد.. وعندما مازحته ملكة انجلترا اليزابيث وهي تسلمه الميدالية قائلة: »إنك احتسبت هدفاً غير صحيح».. قال لها: »سيدتي أنت ملكة بريطانيا.. لكني ملك هذا المستطيل» وخسر الألمان كأس العالم بقرار خطأ من حكم، وكم من بطولات خسرتها فرق بسبب أخطاء للحكام. بالطبع ليس هذا دفاعاً عن الحكام وأخطائهم.. أو إجازة الخطأ.. لكنها نظرة أعمق لتقبل الخطأ مهما كانت عواقبه في المضمار الرياضي القائم أساساً علي الأخلاق والروح الرياضية.