قال وزير الصحة المغربي، لحسين الوردي، إن بلاده ليست في مأمن من انتقال عدوي فيروس "إيبولا" إلى أراضيها، وتتخذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون ذلك، ومن بينها طلب تأجيل استضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم. وأودى وباء "الحمى النزفية"، الذي يسببه فيروس "إيبولا"، بحياة 4447 شخصًا في دول بمنطقة غربي أفريقيا من بين 8914 حالة إصابة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. ومضى قائلا في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرباط، اليوم الأربعاء، إن التشريعات الدولية تنمح المغرب "حقا سياديا" في اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية مواطنيه من انتقال "إيبولا" إليهم، على غرار دول اتخذت إجراءات، منها وقف الرحلات إلى البلدان الموبوءة بالفيروس، وإغلاق الحدود في وجه المُسافرين القادمين من تلك البلدان. ويتردد أن رفض الرباط إقامة أكبر بطولة أفريقية لكرة القدم في موعدها ربما يعرضها لعقوبات من الاتحاد الأفريقي "كاف"، الذي سيبحث طلب التأجيل خلال اجتماع في الجزائر الشهر المقبل. وتحدث الوردي عن خطورة انتقال "إيبولا" إلى بلاده، رغم التدابير الوقائية التي تتخذها السلطات، لكون هذا الفيروس "خادعا"، حيث يمكن أن يبقى في جسم المصاب به أكثر من أسبوعين دون ظهور أعراضه، ما يُفاقم، بحسب الوزير، احتمال عبور مسافرين مصابين عبر المطارات دون اكتشاف الأمر. ومضى الوزير المغربي قائلا إن سلطات المملكة، وانطلاقا من عملها ب"مبدأ الاحتياط"، طلبت تأجيل بطولة كأس الأمم الأفريقية المقررة في المغرب في يناير المُقبل، خاصة بعد اتساع دائرة انتشار "إيبولا" لتشمل بلدانا خارج القارة الأفريقية، منها إسبانيا والنرويج والولايات المتحدةالأمريكية. وتابع أن أعداد الجماهير الغفيرة التي سيتقبلها المغرب خلال هذا الحدث الرياضي، والتي تقدر بمليون وافد من الدول الأفريقية، يصعب على السلطات الصحية مراقبتها والتأكد من عدم إصابتهم ب"إيبولا"، خاصة أن مثل هذه الفيروسات الوبائية تنتقل بشكل سريع داخل التجمعات البشرية الكبرى التي تضم أفرادا قادمين من الدول الموبوءة. ونفى الوزير المغربي وجود أي خطر من احتمال نقل المهاجرين الذي يفدون إلى الأراضي المغربية بطريقة غير شرعية للفيروس. ودعا المواطنين المغاربة إلى "عدم التوجس" خلال التعامل مع المهاجرين القادمين من الدول الأفريقية، مؤكدا في ذات الوقت أن السلطات المغربية تعمل على توفير الرعاية الصحية لكل المتواجدين على أراضيها بغض النظر عن جنسياتهم. وكان وزير الشباب والرياضة المغربي، محمد أوزين، صرح بأن "قرار تأجيل تنظيم كأس أفريقيا للأمم لا رجعة فيه، حتى تتضح الرؤية بشأن فيروس إيبولا". وتابع أن المغرب "متمسك بقرار التنظيم حتى لا يفهم أن المغرب أخل بالتزام تنظيم البطولة الأفريقية".