عيسى حياتو في مأزق حقيقي وجد الاتحاد الافريقي لكرة القدم نفسه بشأن نهائيات بطولة الأمم الافريقية 2015 بعد أن أعلنت المغرب رفضها تنظيم البطولة وذلك خشية انتقال عدوي فيروس الايبولا الذي يجتاح عددا من دول القارة السمراء حاليا إلي المغرب ويتخوف مسئولو المغرب من خطورة الموقف في ظل آلاف الجماهير ورجال الاعلام والرياضيين الذين سيتوافدون علي بلادهم لحضور البطولة. ومع ضيق الوقت قبل انطلاق البطولة في يناير المقبل أي قبل ثلاثة شهور. يحاول مسئولو الاتحاد الافريقي «الكاف» ايجاد بديل للمغرب أو اقناعها بالعدول عن موقفها. وعلمت أن الزيارة التي سيقوم بها الكاميروني عيسي حياتو إلي الرباط يوم 3 نوفمبر المقبل هدفها محاولة انقاذ البطولة والوقوف مع مسئولي المغرب علي حقيقة الموقف. يأتي هذا في الوقت الذي بدأ فيه حياتو وأعضاء باللجنة التنفيذية للكاف جس نبض مصر وبعض دول الشمال الافريقي لإيجاد بدبل للمغرب لاستضافة البطولة.. وقد بدأ مسئولون في الكاف الحديث همسا مع المهندس هاني أبو ريدة عضو اللجنة التنفيذية للفيفا والكاف للتعرف من خلاله علي امكانية تدخل مصر وطلبها تنظيم البطولة دون الانتظار حتي 2017 للدورة التي تقدمت مصر بطلب لتنظيمها مع ست دول أخري بالقارة. وتواجه مصر صعوبات حقيقية قبل التفكير في طلب استضافة بطولة 2015 ليس فقط في ظل الحالة الأمنية غير المستقرة بالدرجة الكافية. التي حتي لو تمت مواجهتها وتذليل أسبابها، فإن المخاوف حاليا وطلب التأجيل هي نفسها الحالة الضاغطة علي مصر وبقية دول الشمال خاصة الجزائر التي يفضل رئيس اتحادها وعضو تنفيذية الكاف محمد راوراوة الانتظار لبطولة 2017 التي تقدمت الجزائر بطلب استضافتها فيما لم تطرح تونس نفسها طرفا راغبا في تنظيم أي من البطولتين، بينما بدأ مسئولو الكاف يتجهون إلي السودان بعد أن أعلنت أطراف سودانية امكانية استضافة بلادهم بطولة 2015 شريطة تنفيذ اجراءات صحية وفائية مشددة والتعامل الحذر مع ضيوف البطولة واقتناص فرصة تنظيم البطولة التي كانت السودان أول دولة تنظمها في العام 1957، وتأتي الفرصة مجددا لها دون منافسة وأيضا للاستفادة من عزم الكاف وعن البطولة بشكل استثنائي بميزانية خاصة تنقذها من الالغاء خشية تعرض الكاف لمشاكل مالية كبيرة مع رعاة الاتحاد والبطولة وتسويقها ويحاول مسئولو الكاف في حال تأكيد المغرب انسحابها من التنظيم أو اصدارها علي التأهيل تقديم الاغراءات المالية لأي دولة تعرض الاستضافة وهي تملك البنية الاساسية اللازمة من ملاعب وفنادق ووسائل انتقالات ومستشفيات وغيرها، ولا تواجه مصر أي صعوبة تذكر في هذا الشأن ويدرك مسئولو الاتحاد الافريقي أن مصر يمكنها بكل سهولة تنظيم البطولة اليوم وليس غدا. وأكد محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة المغربي تأجيل لا إلغاء أن «قرار تأجيل تنظيم كأس افريقيا للأمم لا رجعة فيه، حتي تتضح الرؤية، حيث يمكن تنظيم كأس افريقيا مستقبلا بالمغرب، في حالة التغلب علي فيروس ايبولا ووقف انتشاره». وأوضح الوزير أنه علي الرغم من أن المغرب اتخذ قرار التأجيل إلا أنه «متمسك بقرار التنظيم، حتي لايفهم أن المغرب أجل بالتزام تنظيم البطولة الافريقية». وأضاف أوزين قائلا» هذا الأمر يهم صحة الأفارقة، ولا يمكن المخاطرة بصحتهم علي ضوء المعطيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية، خصوصا أنه لم يتم التوصل للقاح ضد هذا الوباء حاليا». وأضاف الوزير قائلا: «صحة الافارقة أولوية بالنسبة للمغرب، وهو ما جعل البلاد تتخذ قرار المطالبة بالتأجيل، لأن خطوة وباء الايبو لا تفوق خطوة الحروب». وأفاد أوزين أن المغرب لا يمانع في أن تنظيم دولة افريقية أخري البطولة الافريقية، في حال رفضت الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم مطلب تأجيله، مستبعدا في نفس الوقت أن يتم فرض عقوبات علي المغرب من جانب الفيفا.