انطلاق برنامج أخلاقيات البحث العلمي لأعضاء الهيئة المعاونة بجامعة الفيوم    «قنا» تحصد منصبين في تشكيل مجلس نقابة المحامين على مستوى الجمهورية    التأمين الصحي ببني سويف يشارك بفعاليات مبادرة "بداية" بتوعوية طلاب في المدارس    وزير التموين: التجارة الداخلية تساهم في تلبية احتياجات السوق المحلية    السيسي في جلسة مباحثات مع بوتين: نقدر الدعم الروسي لانضمام مصر ل«بريكس»    النائب العام يناقش مكافحة الجريمة المنظمة وتعزيز العدالة بمنتدى النواب العموم لمجموعة العشرين    سلوت: لن أعلق على نظام دوري الأبطال الجديد قبل الإقصائيات    موقف وسام أبو علي من مباراة الأهلي والزمالك في السوبر المصري    غزل المحلة يستضيف طنطا استعدادًا لمواجهة الإسماعيلي في الدوري الممتاز    أصعب ساعات أكتوبر.. بيان مهم بشأن تغير حالة الطقس: درجات الحرارة 9 مئوية ليلا    حنين الشاطر تبدأ حفلها في مهرجان الموسيقى العربية بأغنية «اسمعوني»    مسئول أمريكى: بلينكن لن يزور الأردن غدا لكنه سيتوجه إلى السعودية    لقطات من البروفة الأخيرة لأوبريت "راحت عليك" بطولة أحمد عفت وسمية وجدى    مرض ارتفاع وانخفاض ضغط الدم: الأسباب الأعراض والعلاج    الذكاء الاصطناعي يستعد لإزاحة المحاسب والمبرمج.. 5 مهن قد تختفي قريباً    خبير اقتصادي: قمة بريكس جاءت في توقيت شديد الصعوبة بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية    بالخطوات.. طريقة الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي 2024 وسدادها أونلاين (رابط مباشر)    وزيرة التضامن تكرم عددًا من النماذج الملهمة في إطار مبادرة "الأب القدوة"    بعد انتهاء برغم القانون، عايدة رياض تستأنف تصوير "جودر 2" و"220 يوم"    المصري يختتم ودياته في معسكر المغرب ب لقاء شباب المحمدية غدا    حابس الشروف: مقتل قائد اللواء 401 أثر في نفسية جنود الاحتلال الإسرائيلي    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الصبر أهم مفاتيح تربية الأبناء والتخلص من القلق    دَخْلَكْ يا طير «السنوار»!    بلاغ للنائب العام.. أول رد من الصحة على مروجي فيديو فساد التطعيمات    قطار صحافة الدقهلية وصل إدارة الجمالية التعليمية لتقييم مسابقتى البرنامج والحديث الإذاعى    أمين الفتوى: النية الصادقة تفتح أبواب الرحمة والبركة في الأبناء    إعادة تنظيم ضوابط توريق الحقوق المالية الناشئة عن مزاولة التمويل غير المصرفي    منافس بيراميدز - بعد تعادلين في الدوري.. الترجي يعلن رحيل مدربه البرتغالي    باحث سياسي: الاحتلال أرجع غزة عشرات السنوات للوراء    محافظ أسوان يتفقد مشروع إنشاء قصر الثقافة الجديد في أبو سمبل    صلاح البجيرمي يكتب: الشعب وانتصارات أكتوبر 73    هبة عوف: خراب بيوت كثيرة بسبب فهم خاطئ لأحكام الشرع    مساعد وزير الصحة: تنفيذ شراكات ناجحة مع منظمات المجتمع المدني في مختلف المحافظات    بعد تصريحات السيسي.. الحكومة تطلب من "صندوق النقد" مد أجل تنفيذ إصلاحات البرنامج الاقتصادي    النائب العام يلتقي نظيره الإسباني لبحث التعاون المشترك    أزمة نفسية تدفع سائقا للقفز في مياه النيل بالوراق    ولى العهد السعودى وملك الأردن يبحثان تطورات الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط    نقيب المحامين يوقع مذكرة تفاهم مع وفد من هونج كونج ومركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجاري الدولي    غادة عبدالرحيم: الاستثمار في بناء الإنسان وتعزيز الابتكار أهم ما تناولته جلسات مؤتمر السكان    وزيرة التضامن ب«المؤتمر العالمي للسكان»: لدينا برامج وسياسات قوية لرعاية كبار السن    ذوي الهمم في عيون الجامع الأزهر.. حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي    وزير التعليم العالي: بنك المعرفة ساهم في تقدم مصر 12 مركزًا على مؤشر «Scimago»    الفنون الشعبية تستقبل تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأسوان    بعد التحرش بطالبات مدرسة.. رسالة مهمة من النيابة الإدارية للطالبات (تفاصيل)    «القومي للطفولة والأمومة»: السجن 10 سنوات عقوبة المشاركة في جريمة ختان الإناث    إصابة 3 أشخاص في حادث سير بالعريش    السجن المشدد 6 سنوات ل عامل يتاجر فى المخدرات بأسيوط    رئيس "نقل النواب" يستعرض مشروع قانون إنشاء ميناء جاف جديد بالعاشر من رمضان    كوريا الشمالية تنفي إرسال قوات لروسيا لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا    رومانو يكشف عرض نابولي لتجديد عقد كفاراتسخيليا    الاعتماد والرقابة الصحية تنظم ورشة عمل للتعريف بمعايير السلامة لوحدات ومراكز الرعاية الأولية    وزير الزراعة يطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر    نائب وزير المالية: «الإطار الموازني متوسط المدى» أحد الإصلاحات الجادة فى إدارة المالية العامة    بعد إعلان التصالح .. ماذا ينتظر أحمد فتوح مع الزمالك؟    من أكرم إلى ياسر في مسلسل برغم القانون.. لماذا ينجذب الممثلون لأدوار الشر؟    تفاصيل جلسة حسين لبيب مع رئيس اتحاد الكرة بشأن نهائي كأس السوبر المصري    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    بينهم صلاح.. أفضل 11 لاعبا في الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالتفاصيل.. حقيقة ما يجري بسيناء وأسباب الأزمة بين الأهالي والدولة
نشر في شبكة رصد الإخبارية يوم 18 - 11 - 2015

مضى أكثر من عامين على الحملة العسكرية في سيناء، ودمرت مدن وقرى كثيرة، وقتل أطفال ونساء ورجال كثيرون، وجنود أيضًا، وظهرت "أنصار بيت المقدس" ثم بايعت "البغدادي" لتصبح ولاية سيناء، ولكن لم يتحدث أحد عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى العنف ضد الدولة المصرية، وما أسباب ما يحدث الآن في سيناء، ومن الممكن أن نتحدث عنها في عدة نقاط:
1- تاريخ أزمات أهالي سيناء مع الدولة ومراحل تطورها:
من أجل مصر دفع أهالي سيناء أثمانًا كثيرة طوال نصف قرن من الزمان.. في حرب السويس عام 56 وقفوا ضد العدوان الثلاثي وانضموا إلى قوافل المجاهدين في السويس وبورسعيد والإسماعيلية.
وفي حرب 67 خاضوا معارك دامية ضد العدو الإسرائيلي وتحملوا مرارة الهزيمة والاحتلال وفي سنوات الاحتلال وقفوا سدًا منيعًا مع الجيش المصري رغم الإغراءات التي قدمتها إسرائيل لهم.
وفي حرب أكتوبر سالت دماؤهم مع جيش مصر العظيم وهو يحقق معجزة النصر والعبور وحين عادت سيناء لم يجد أحد منهم اعترافًا بالجميل فقد تم توزيع الشاطئ الأزرق على المحاسيب، وبقي سكان سيناء يعانون وسط الصحراء سنوات الفقر والحرمان وذات يوم أقامت الدولة ترعة السلام وظن أهالي سيناء أنها جاءت بالخير لهم ولم يأت شيء.
وبدأت أزمات الدولة مع أهالي سيناء منذ عام 2004 حيث تفجيرات طابا وشرم الشيخ فبدأ الأهالي يشعرون بالتجاهل والتمييز ضدهم من جانب السلطات المصرية مع انتهاج السلطات النهج الأمني سيئ السمعة وتعرض الكثير من أبناء سيناء للاعتقال التعسفي من جانب قوى الأمن، وقد ساعد ذلك على أن تكون شبه الجزيرة بقعة مثالية حاضنة لأفكار وتنظيمات العنف الداخلية من مختلف أرجاء ومحافظات الدولة المصرية.
وفي شهر أكتوبر 2004 قامت مجموعة من السلفية الجهادية بتنفيذ عملية معقدة اعتمدت على تفجيرات متزامنة في طابا ونويبع وأسفرت العملية عن مقتل أكثر من 30 وإصابة اكثر من 120 آخرين أغلبهم من السياح الإسرائيليين وبعد عدة أيام أعلنت جماعة أخرى مسؤوليتها عن التفجيرات، ومنذ ذلك التاريخ بدأ الحديث عن خلايا وتنظيمات سلفية وخلايا تتبنى الجهاد في سيناء وكرد فعل قامت وزارة الداخلية المصرية في حينها بحملة اعتقالات واسعة طالت الآلاف من أبناء سيناء ومنذ تلك اللحظة بدأ صراع مباشر بين الأمن والداخلية وأهالي سيناء.
وبالرغم من النهج الأمني الذي اعتبرته الدولة كفيلاً بالقضاء على الجماعات الجهادية إلا أن مجموعة مسلحة أخرى قامت في 23 يوليو 2005 بثلاثة تفجيرات أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وبعد ذلك بأقل من عام وتحديدا في 24 أبريل 2007 قامت مجموعة بتنفيذ 3 تفجيرات في منتجع دهب أسفرت عن مقتل 23 شخصًا وإصابة 62 اخريين. فقام الأمن المصري بحملة اعتقالات تعسفية بحق أهالي سيناء ومنذ هذا التاريخ دخلت شبه الجزيرة في مسلسل عنف مستمر ومع زيادة أعداد المطلوبين أمنيًا والمحكوم عليهم غيابيا تكونت تجمعات من الهاربين استغلت الطبيعة الجغرافية المعقدة لشبه الجزيرة في الهرب والتخفي,وهذه من الأسباب الرئيسية التي جعلت الازمات بين أهالي سيناء والدولة في تفاقم كبير ومستمر حتى الآن.
2 نظرة الدولة لأهالي سيناء ودور الدولة في حياة المواطن وخلق صراعات داخلية بين القبائل:
تنظر الدولة بإعلامها لأهالي سيناء نظرة مواطنين من الدرجة الثانية كنظرة اسرائيل للعرب فيها؛ فهناك عنصرية في التعامل الأمني والمؤسسي من الدولة للمواطن بسيناء هذا فضلًا عن الحملات الأمنية.
فمثلاً الإعلام الرسمي والخاص بمصر ينظر للمواطن بسيناء على أنه تاجر مخدرات أو إرهابي، وهو من يقوم بقتل الجنود أو يساعد على قتلهم، وهذا لم يحدث نهائيًا، بل إن أهالي سيناء أحرص على حياة الجنود برغم ما يفعله بهم جيش بلدهم الآن، ولكنهم بالفعل أحرص على حياتهم.
ومنذ تحرير سيناء والمتحكم الرئيسى بها هو جهاز المخابرات ويعمل دائمًا على بث السموم بين القبائل وبعضها ونشر الفتن؛ فمثلاً التغاضي عن بعض المشكلات ومساعدة من يعمل لصالحهم على حساب الآخر ومساعدة مرشح لقبيلة في الانتخابات على حساب مرشح ووصلت لدرجة المساعدة بتسليح بعض العائلات إلخ إلخ.
3_غياب التنمية:
الواقع أن سيناء منسية ولا تأخذ حقها في الإعمار والتنمية. وقد كان هناك مشروع قديم لتعمير صحراء سيناء وزرعها بالقرى الدفاعية وضعه سلاح المهندسين في عام 1955م، وكانت فكرته مستوحاة من الكانتونات الإسرائيلية في صحراء النقب القائمة على الحدود، ولكن مع تأميم القناة وحرب السويس وبناء السد العالي تعطل المشروع.
وفى عام 1994 م انطلق المشروع القومي لتنمية سيناء، والذي هدف إلى توطين 3 ملايين نسمة في سيناء وتوفير نحو 612 ألف فرصة عمل، غير أنه لم يحقق المرجو منه بعد مرور كل هذه السنوات، ورغم أنه كان من المنتظر أن توضع سيناء في صدارة المشهد بعد الربيع المصري إلا أن الصراعات السياسية والانقلاب العسكرى وقف هذا المشروع نهائيا.
4_مطالب أهالى سيناء من الدولة المصرية:
تتوالى السنوات وتتبدل الأنظمة وتظل مطالب أهالي سيناء كما هي , ليؤكدون على مطالبهم التى لم تتغير مع تغير السنوات وتبدل الأنظمة وهى :
1_إقرار قانون "تملك الأرض" للأهالي.
2_ ضرورة معاملتهم كمواطنين درجة أولي وليس كمواطنين درجة ثانية.
3_ الافراج عن المعتقلين والمحبوسين ظلما فى السجون.
4_ وقف التهميش وتوفير خدمات طبية والدفع بأطباء للمستشفيات.
5_وجود جودة فى التعليم .
6_ عدم قطع الاتصالات.
7_توفير الامن والامان للمواطن والذى حرم منه منذ سنوات.
8_وقف الحملات العسكرية وإعادة بناء القرى التى دمرت .
9_تنمية سيناء وتوفير وظائف للشباب .
10_حق الشهداء ومحاسبه قاتلهم.
وكانت هذه من أهم المطالب سابقًا واليوم وأيضا مطالب جديدة أضيفت ومنها فتح كوبرى السلام وزراعة سيناء بالشجر والحجر والبشر الواعي الواعد المدرب المثقف وليس تمديرها وقتل واعتقال شبابها وإقامة مشروعات عملاقة تجذب العمالة.
5_محاربة الدولة للتهريب مع غزة وغض الطرف عن التهريب مع اسرائيل:
قامت الدولة بمحاربة تجارة الانفاق والتى ساعدت على فك الحصار بشكل كبير عن غزة ففى عام 2006 بدأت الدولة فعليا فى تفجير الانفاق الحدودية مع قطاع غزة بسبب استيلاء حماس على الحكم ونظرا لعداء مبارك للتيارات الاسلامية فى ظل تهريب الافارقة والسجائر والمخدرات من بعض المهربين الى اسرئيل وتغاضت الدولة عن ذلك بل ذكر من بعض المهربين ان هناك لواءات داخلية لهم حصص مالية من عمليات التهريب مع اسرائيل وايضا مع غزة .
وبدأ تفجير الانفاق مع غزة ايضا يدخل مرحلة جديدة بعد ان اتى السيسى ونظامه فتم تدمير اكثر من 650 نفقا فى منتصف عام 2014 ثم حدثت حادثة كرم القواديس فأعلن السيسى قرارات من ضمنها هدم مدينة رفح التاريخية واقامة منطقة عازلة تزيد من معاناة المواطن بغزة وهنا توقفت الانفاق نهائيا فى حين ما زال التهريب عبر الحدود مع اسرائيل يعمل وبشكل يومى فهناك تهريب للافارقة والمخدرات والسجائر فضلا عن دخول عناصر تابعة للشباك والموساد الصهيونى كل يوم .
6_الجماعات الجهادية فى سيناء:
إن الإهمال التنموي والتداعيات السلبية لاتفاقية كامب ديفيد، أسهما في خلق بيئة تسمح بتعايش أصحاب الاتجاهات الجهادية، وفي سياق متصل لا يمكن إغفال دور العامل الخارجي في تنامي قدرات الجماعات المسلحة في سيناء، فعلى سبيل المثال توطدت الصلات بين "الجهاديين" المصريين وآخرين في القاعدة والجيوب التابعة لها في المحيط الإقليمي لمصر، وهذه الصلات ليست جديدة. فكان هناك ما يدل على وجودها منذ منتصف العقد الماضي، وظهرت بعض ملامحها في الهجمات المسلحة ضد بعض المواقع السياحية في سيناء، والتي تواترت بصفة خاصة في الفترة بين عامي 2004 م و2006م.
وتتراوح أعداد المنتمين للتنظيمات الجهادية في سيناء بين 2500 و3000 عضو، وتتكون معظم الجماعات من خلايا صغيرة محدودة العدد، ولا تميل في معظمها إلى الاندماج في كيانات أكبر وأكثر تنظيماً.
ففى عام 2011 كان هناك نوعين من هذه التيارات :
1-الفكر الجهادى التكفيرى :وهو من يكفر المجتمع كله ولكن لا يميل للعنف او قتال الدولة المصرية ،ويقطن بمناطق غرب مدينة رفح ،ومنطقة البحر بالشيخ زويد.
2-الفكر الجهادى السلفى:وهم جماعة "أنصار بيت المقدس "والتى بايعت "البغدادى"وأصبحت ولاية سيناء ،ويتواجدون بمناطق جنوب غرب وجنوب شرق رفح والشيخ زويد ،وشرق مدينة العريش ،ويعتبر التنظيم الأن فى تمدد كبير وينضم له عناصر بشكل يومى.
7_المواجهة العسكرية بين الجيش والمسلحين فى سيناء:
سلسلة من الإجراءات قامت بها الدولة المصرية في سيناء فبدأت فى عام 2008 أولها إقامة الجدار الفولاذي أو الجدار العازل على طول حدودها مع قطاع غزة يمتد على طول 9 كيلو مترات ويتراوح عمقه في الأرض ما بين 20-30 متراً، وشيد الجدار من الحديد الصلب بحيث يصعب اختراقه أو صهره بوسائل مختلفة، وجاءت الخطوة في سياق جهود منع حفر الأنفاق التي تستخدم لتمرير البضائع والأسلحة إلى قطاع غزة.
وجوار هذه الخطوة قامت دوريات أمنية في سيناء بجولات في المناطق الحدودية مع القطاع ناهيك عن تشديد الرقابة على الحواجز العسكرية الموزعة في سيناء.
وبدأت الدولة فى تنفيذ العملية "نسر" التي بدأت في أغسطس 2011م، وتم حشد أكبر عدد ممكن من القوات والعتاد والتي شملت عدداً كبيراً من الآليات العسكرية مثل الدبابات والمدرعات وغيرها وأعلن ان هذه العملية ستشمل مناطق بئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح ناهيك عن جبال سيناء .
وهدفت العملية " نسر" التي حملت فيما بعد اسم "سيناء" بالأساس إلى وقف تدهور الأوضاع الأمنية وتهيئة الظروف لاستعادة الأمن إضافة إلى تعزيز قوة الردع للدولة، خصوصاً في المناطق الأكثر هشاشة وتأثراً بانعكاسات العمليات .
ودخلت القوات المصرية للمرة الأولى إلى المناطق " ب" و "ج " وقامت بتنظيم نقاط ودوريات إضافية في العمق على كافة محاور التحرك في سيناء، وكذلك هدم عدد كبير من الأنفاق التي تصل بين سيناء وقطاع غزة.
غير أن هذه الإجراءات العسكرية لم تأتى ثمارها بسبب وعورة الجبال ومعرفة الجماعات المسلحة للطرق في سيناء وفشلت العملية.
واتى السيسى بعد الاطاحة بالرئيس محمد مرسى وبدأت مرحلة جديدة من التصعيد بين المسلحين والجيش فى سيناء وحينما اتت حادثة كرم القواديس قام السيسى باتخاذ عدة قرارات عقب الحادث أبرزها إقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة.
ولم يكن حادث كرم القواديس ضد قوات الأمن هو الأول من نوعه وأن كان الأسوأ، فقد سبق ذلك عدد من الهجمات المسلحة طوال الفترة التي مضت، ففي أغسطس 2013 قتل 25 شرطياً بعد نحو شهر من انقلاب الجيش على حكم الرئيس مرسي في يوليو 2013م.
وقبل عامين وتحديدا في أغسطس 2012م، قتل 16 جندياً من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة أمنية في رفح وقت الإفطار، وتلا ذلك اختطاف سبعة جنود مصريين في سيناء في مايو 2013.
وبدأت حوادث الاعتداء على المعسكرات الأمنية وخطف الجنود في سيناء منذ العام 2011م، مع تصاعد حالة الفوضى والانفلات الأمني الذي شهدته البلاد أعقاب الإطاحة بنظام مبارك، وفي هذا السياق تم اختطاف ثلاثة ضباط وأمين شرطة في فبراير 2011م.
والأرجح أن سلسلة الهجمات التي استهدفت مصالح للدولة المصريّة أو مراكز أمنيّة في شبه جزيرة سيناء، لم تكن وليدة اللحظة، فالمنطقة تعاني منذ عقودٍ من توتّرات أمنيّة كان سببها الأساسي انسحاب الدولة وما نجم عنه من انتعاش سوق الجماعات المسلحة بعيداً عن رقابة الجهات الرسمية.
وفى سياق التطور النوعي لعمليات الجهاديين في سيناء، تم استهداف وتفجير خط الغاز الطبيعي المُصدر لإسرائيل والأردن خلال العامين الماضيين، وشهدت خطوط الغاز الطبيعي بشمال سيناء أكثر من 20 تفجيراً منذ بداية ثورة 25 يناير ناهيك عن عمليات اختطاف لسائحين أجانب.
والمتابع للتطورات السياسية والأمنية وللحركة الميدانية في سيناء في الفترة الماضية، خصوصاً على جانبي الحدود مع إسرائيل وغزة يدرك أن هناك شيئاً يتحرك ويكبر بفعل توفر المناخ الملائم له.
والان فى عام 2015 نتحدث عن عمليات المسلحين ضد الجيش فى القرى الجنوبية من أشتباكات دائمة مع الحملات العسكرية والسيطرة على دبابات وتفجيرها وقتل جنود وظباط ،حيث نتحدث عن خسارة الجيش لأكثر من 55 اليه عسكرية فقط فى عام 2015 ناهيك عن مهاجمة المقرات والكمائن العسكرية .
8_القبضة الامنية فى سيناء:
مجموعة من القرارات اتخذها نظام السيسى لذيادة القبضة الامنية وتهجير اهالى سيناء ومنها:
1_ المنطقة العازلة:
إقامة منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة يصل طولها إلى 13 كيلومتراً، وتشمل عمليات تدمير للأنفاق على الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة، على أن تقام بعمق يتراوح بين 500 متراً و1500 متراً قابلة للزيادة.
وفي هذا السياق بدأ نظام السيسى بأصدار مرسوم تحت عنوان خطة "إعادة توزيع ديموغرافي" للسكان المقيمين على طول خط الحدود في رفح مع قطاع غزة، الذين يعيشون في 680 منزلاً، وبالفعل بدأت السلطات المحلية بتلقي طلبات هؤلاء السكان الذين خُيِّروا بين تلقي أموال في مقابل ترك أراضيهم أو منازلهم، أو الحصول على أرض في منطقة بعيدة عن الشريط الحدودي.
ورغم إدانات عربية ودولية واسعة لعمليات التهجير القسرى من الشريط الحدودى واعتراض بعض العائلات الا ان النظام المصرى استمر فى تفجير المنازل، حيث إن الخطة تقضى بإزالة كتل سكنية كبيرة بمناطق صلاح الدين والبراهمة وحي الجبور وغيرها من الأحياء الحدودية المطلة مباشرة مع قطاع غزة، وهذا يعنى أن عشرات العائلات والقبائل مثل الجرادات، أبوعياد، الشاعر، القمبز، أبو حلاوة، البراهمة ستفقد أراضيها وستهجر الى اماكن بعيدا عن مدينة رفح وهو ما حدث بالفعل.
2_ حفر ممر مائي:
يكون هذا الممر بطول 10 كم على طول الحدود مع غزة للحيلولة دون حفر الأنفاق، إذ أن الممر المائي من شأنه أن يجعل باطن الأرض رخوة، ومن ثم صعوبة بناء أنفاق،وهو ما يتم العمل عليه الان ،حيث أغرقت جميع الانفاق الحدودية.
3_ تمديد حالة الطوارئ:
وهو ما تم فعلياً عبر تمديد حالة الطوارئ التي أعلنها السيسى في شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر مع استمرار حظر التجول ليلاً بالمحافظة.
4_استمرار العمليات العسكرية:
اعطى قرارات باستمرار العمليات العسكرية فى سيناء تحديا بمناطق رفح والشيخ زويد والعريش وهو ما ادى لقتل ابرياء وهدم قرى باكملها مثل الفيتات والمقاطعة والتومة وغيرها من القرى .
9_مستقبل القبضة الأمنية:
لن تشكل العملية العسكرية في سيناء رافعة للأمن القومي المصري بل على العكس ستزيده خطورة وستستفيد إسرائيل بشكل كبير من نتائج العملية وهي التي تولي اهتماماً لمنطقة سيناء منذ عام 1948 م وسعت في كل مخططاتها أن تكون هناك منطقة فاصلة بينها وبين مصر لما كانت تمثله مصر من تهديد لوجودها وستسعى إسرائيل إلى تحويل الانفجار السكاني في قطاع غزة المتوقع حدوثه بحلول 2020م اتجاه مصر بدلاً من الأراضي المحتلة عام 1948م وهذا ما كان يشغل الباحثين الإسرائيليين في مؤتمر هرتسليا عام 2004 و كانت تميل إلى حل قضية فلسطين من خلال توطين الفلسطينيين في سيناء، بالإضافة إلى ذلك لن تخرج نتائج العملية العسكرية عن سابقاتها بل ستزيد من انضمام الشبان السيناويين إلى التنظيمات الجهادية وستصبح سيناء لهيباً مشتعلاً وستشكل حالة من الاستنزاف لقوات الجيش في معارك مع الأهالي، ولن يخرج منها منتصراً وسيغرق في وحل سيناء للبحث عن هذا الانتصار فتجربة عامين ماضيين تعزز أن لا حلول أمنية في سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.