أقر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتأثير تهاوي أسعار النفط العالمية على المملكة، إذ هبطت الأسعار ل57 دولارًا للبرميل، متأثرة بصعود العملة الأميركية إلى أعلى مستوياتها أمام اليورو، منذ 12 سنة، فضلًا عن استمرار وفرة الإمدادات وضعف الطلب على الذهب الأسود. وأشار العاهل السعودي، في كلمة متلفزة بثها التلفزيون السعودي، مساء أمس الثلاثاء، إلى ما تمر به سوق البترول من انخفاض للأسعار، لافتًا إلى أن ما يحدث له تأثير على دخل المملكة، واعدًا بالسعي إلى "الحد من تأثير ذلك على مسيرة التنمية واستمرار عمليات استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى في المملكة". ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن الاقتصادي غسان الشبل، أن خطاب العاهل السعودي استطاع نقل السياسات الاقتصادية والمالية، التي تتبعها الحكومة في مواجهة تقلبات الأسواق الدولية والتأكيد على دور القطاع الخاص كشريك للتنمية. وكانت شركة أرامكو السعودية، قالت أمس الثلاثاء، إن الهبوط الحاد في أسعار، الطاقة سيؤثر سلبًا على الاستثمار في مشروعات النفط والغاز عالميًا، وإن القطاع قد يلغي مشروعات بقيمة تريليون دولار على مستوى العالم، خلال العامين المقبلين هذا وتنتج المملكة -أكبر منتجي النفط في أوبك- نحو 9.6 ملايين برميل نفط يوميًا، يتم تصدير نحو 6.8 ملايين برميل منه، وفق البيانات الرسمية. وكانت الرياض رفضت في نوفمبر الماضي، مطالبات من أعضاء آخرين في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، لخفض الإنتاج بهدف وقف التراجع في أسعار النفط العالمية. وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، الأسبوع الماضي، إن بلاده لن تخفض إنتاجها من النفط ما لم يبلغها زبائنها بأنهم لا يريدون نفطها، متوقعًا أن تستعيد أسواق النفط توازنها وتستقر الأسعار. يأتي هذا بعد أن فقدت أسعار النفط الخام، منذ يونيو الماضي، ما يزيد عن 50% من قيمتها، لكنها عاودت الانتعاش مجدداً خلال الأشهر الماضية معوضةً الخسائر. كما جمدت أرامكو أنشطة الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في المياه العميقة في البحر الأحمر، وعلّقت أيضًا خططًا لبناء محطة للوقود النظيف، بتكلفة ملياري دولار، في كبرى مصافيها النفطية في رأس تنورة.