أصدر مرصد "صحفيون ضد التعذيب” بيانًا أعرب فيه عن بالغ قلقه بشأن وضع عدد من الصحفيين المحبوسين على ذمة قضايا تتناقض مع طبيعة عملهم الميداني وحتمية تواجدهم في مسرح الأحداث لنقل الحقيقة المجردة، داعيًا للإفراج الفوري عنهم. وأشار البيان إلى أن محاكمة بعضهم تُجرى أمام دوائر الجنح والجنايات والإرهاب، بينما يدور البعض الآخر داخل حلقة مفرغة من جلسات تجديد الحبس دون أية تحقيقات أو أدلة أو شهود أو وجود مبررات للحبس الاحتياطي وفق ما يقره قانون الإجراءات الجنائية، أبرزهم حالياً أحمد جمال زيادة ومحمود أبو زيد، بالإضافة إلى عدد آخر من الصحفيين. وقال المرصد في بيان له نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك": "يعد محمود أبو زيد الشهير بشوكان، مصور مستقل عمل في وكالة "ديموتكس"، أحد أبرز الصحفيين المحبوسين على خلفية أداء مهامهم خلال تغطية وقائع فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس من العام قبل الماضي، حيث تم اتهامه في المحضر الرئيسي للواقعة رقم 15899 لسنة 2013 إداري أول مدينة نصر باتهامات – تفتقد تماماً لمبدأ المعقولية- من بينها؛ قتل عشرات المواطنين وشروع في قتل آخرين وحيازة أسلحة نارية وذخيرة ومفرقعات ومواد حارقة والتجمهر وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة واستعراض القوة والتلويح بالعنف وقطع طريق، ويظل شوكان خلال عام ونصف مضى خلف أسوار منطقة سجون “طره” بجنوب القاهرة قيد الحبس الاحتياطي، رغم إخلاء سبيل جميع الصحفيين المقبوض عليهم معه في نفس الواقعة، بل أن قرابة ثلثي المتهمين في القضية تم إطلاق سراحهم دون أي منطق أو إجراءات عادلة للمحاكمة، كما ذكر في رسالته الأخيرة. وفي نفس السياق، أول أمس، تم تجديد حبسه -روتينياً كما جرت العادة- لمدة 45 يوماً آخر". وأضاف المرصد في بيانه: "وفي ذات نهج استهداف الصحفيين، تم القبض على أحمد جمال زيادة، مراسل شبكة “يقين” الإخبارية، أثناء تغطية أحداث جامعة الأزهر في 28 ديسمبر 2013، حيث وجهت له النيابة 12 تهمة من بينها؛ الانضمام لجماعة إرهابية وخرق قانون التظاهر والتجمهر وحرق مبنى كلية التجارة وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة والتعدي علي قوات الأمن، وذلك في المحضر رقم 7399 لسنة 2013 جنح ثان مدينة نصر، ظل بعدها لمدة عام كامل تحت تجديدات الحبس رغم تقديم أوراق إثبات هويته الصحفية وتكليفه من قبل جهة عمله، حيث ما زال زيادة مسلوب الحرية داخل سجن ليمان 2 بمنطقة سجون “أبو زعبل”، وسط التعسف والتجاوزات والتعدي عليه بالقول أو الفعل في عدد من المرات، ومؤخراً تم إحالة قضيته إلى الدائرة 21 جنايات إرهاب شمال القاهرة لتكون أولى جلسات محاكمته غداً بعد تنحي دائرة أخرى للاستشعار بالحرج".