شهد المصريون خلال الأيام الثلاثة المنقضية، أطول فترة ظلام دامس امتدت لأكثر من 15 ساعة يوميًا، كما أكد مسئولون أن الثلاث أيام الماضيين سجلت أعلى معدلات الظلام وانقطاع الكهرباء لأربع وخمس مرات في اليوم الواحد، الأمر الذي أغضب الأهالي في مختلف المحافظات، وأجبرهم على الخروج بمظاهرات بالشموع السوداء تعبيراً عن مدى غضبهم. مواطنون يهددون وهدد مواطنون غاضبون في أغلب محافظات الجمهورية من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في فصل الصيف بعدم دفع الفواتير، فيما بررت وزارة الكهرباء انقطاع التيار بوجود عطل فنى فى وحدتين بمحطة الكريمات، وتأثر التغذية الكهربية للشبكة القومية، بجانب نقص الوقود اللازم، فضلاً عن زيادة الاستهلاك. رقم قياسي وكشف مصادر بشركات إنتاج الكهرباء فى تصريحات ل"بوابة الأهرام" أن المصريين سجلوا خلال الليالي الماضية رقما قياسيا فى استهلاك الكهرباء متوقعا استمرار الأزمة خلال الأيام المتبقية من أغسطس الحالى بسبب نقص الوقود. وأوضحت أن النقص الحاد الذى تعانى منه محطات إنتاج الكهرباء فى الوقود المورد من وزارة البترول يشكل نحو 70% من أسباب الأزمة حيث تتعرض العديد من محطات الكهرباء يوميا إلى نقص فى الوقود يأتى فى مقدمتها محطات شمال وجنوب القاهرة والشباب بالإسماعلية، و6 أكتوبر والكريمات وبنها الجديدة لافتة إلى أن إلى الخروج الاضطرارى لعدد من وحدات إنتاج الطاقة سواء بسبب عدم كفاية برامج الصيانه من جانب، وارتفاع درجات الحرارة التى تفقد المحطات 10% من قدراتها أو عدم قدرة بعض الخطوط الهوائية تحمل الأحمال التى كانت تقوم بنقلها الخطوط . أعلى معدلات الظلام. فى المقابل، كشف المهندس جابر الدسوقى، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، أن الوزارة سجلت، على مدار الأسبوع الماضي أعلى معدل لقطع التيار الكهربى حيث وصل إجمالى تخفيف الأحمال بالشبكة القومية للكهرباء إلى 4675 ميجاوات، وهى أعلى نسبة لتخفيف الأحمال منذ سنوات. وأرجع رئيس الشركة القابضة لكهرباء ذلك إلى وجود عطل فنى فى وحدتين بمحطة الكريمات، وتأثر التغذية الكهربية للشبكة القومية، بجانب نقص الوقود اللازم، فضلاً عن زيادة الاستهلاك. وأعلن التقرير اليومى لمرصد الكهرباء عن وصول عدد ساعات قطع التيار مساء أمس الأول إلى 18 ساعة بإجمالى أحمال مفصولة تقدر ب5 آلاف ميجاوات. غضب بالمحافظات وساد الغضب بين الأهالى في مختلف المحافظات ، ففى الدقهلية نظم عشرات من الشباب والأطفال وقفة احتجاجية بمدينة السنبلاوين بالشموع، احتجاجاً على قطع الكهرباء بالمدينة 6 مرات متتالية، وفى كفر الشيخ وصل انقطاع التيار إلى 8 ساعات، على فترات متقطعة بجميع قرى وتوابع وأحياء المحافظة. وفى دمياط تواصلت أزمة الظلام، وناشد رئيس قطاع الكهرباء غلق المحال والورش من السادسة مساءً من أجل ترشيد الاستهلاك ،وفى القليوبية وصل الانقطاع فيها إلى نحو 12 ساعة. الحكومة في مأزق و بدورها بررت وزارة الكهرباء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة بأن الحمل الأقصى لاستهلاك الكهرباء وصل إلى أعلى معدلاته ، وقالت في بيان لها إن الحمل الأقصى مساء الثلاثاء الماضي فقط وصل إلى 26 ألفا و550 ميجاوات فيما بلغ العجز بين إنتاج واستهلاك الكهرباء إلى 3400 ميجا وات. وأضافت أن شركات توزيع الكهرباء لجأت إلى قطع التيار عن مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى والمحافظات في أوقات الظهيرة وهو النظام المعروف باسم "تخفيف الأحمال". كما اعترفت أن هذا العجز يضع مسئولي الوزارة في مأزق كبير، لا سيما أن محاولات توفير الوقود اللازم لمواجهة استهلاك الصيف قد باءت جميعها بالفشل، مشيرة إلى أن المؤشرات تؤكد عدم إمكان استيراد الغاز قبل شهر أكتوبر المقبل. و تصاعدت ازمة الانقطاعات الكهربائية الي مستويات غير مسبوقة حيث شهد 18% من اجمالي الشبكة القومية الممتدة للقاهرة والمحافظات ظلاما طويلا، بينما كشفت مصادر بوزارة الكهرباء ان عطل مفاجئ في محطة احد المحولات التابعة لمحطة الكريمات أدى الى تفاقم الازمة.
