أعلن المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية أنه سيتم خلال الايام القليلة المقبلة الإعلان عن إستراتيجية الحكومة لتسعير الطاقة للقطاع الصناعى والتى تستهدف أولاً تلبية إحتياجات القطاع الصناعى من الطاقة إلى جانب وضع خطة زمنية للتحرير التدريجى لدعم الطاقة مؤكداً على أهمية تبنى برامج لترشيد استهلاك الطاقة إلى جانب التركيز على مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة حيث تمتلك مصر ميزات كبيرة فى هذا المجال وذلك لمواجهة قصور موارد الطاقة المتاحة وتلبية احتياجات كافة القطاعات التنموية. وأشار إلى أن رؤية الوزارة لتلبية إحتياجات المصانع الجديدة والقائمة من الطاقة تركز على أهمية الترويج لتكنولوجيات ترشيد إستهلاك الطاقة مثل السخانات الشمسية والعمل علي إيجاد مصادر طاقة بديلة للاعتماد عليها خلال المرحلة المقبلة ، لافتاً إلى أن القطاع الصناعي يستهلك ما يقرب من 32 % من إجمالي الطاقة الكهربائية المتاحة بينما يبلغ حجم سوق السخانات الشمسية بمصر ما يقرب من 10الاف متر مسطح فقط ويمثل المكون المحلي30% بينما تبلغ الواردات 70% من حجم هذا السوق. جاء ذلك فى سياق الكلمة التى ألقاها الوزير صباح اليوم فى افتتاح فعاليات مؤتمر تكنولوجيا الصناعة الخضراء والذى عقد تحت عنوان " تعميق التصنيع المحلى للتكنولوجيات الخضراء – السخانات الشمسية " ونظمه مجلس الصناعة للتكنولوجيا والابتكار التابع لوزارة الصناعة والتجارة الخارجية بالتعاون مع وكالة التعاون الفنى الالمانى ( GIZ) وغرفة الصناعات الهندسية – شعبة الآلآت والمعدات وشهد المؤتمر كل من المهندس أحمد امام وزير الكهرباء والطاقة والسيد هشام زعزوع وزير السياحة إلى جانب عدد كبير من رجال الصناعة والقطاع الخاص. وأضاف صالح أن الوزارة حريصة على إعطاء أولوية لتعميق التصنيع المحلي للتكنولوجيات الخضراء وخاصة معدات الطاقة الجديدة والمتجددة ومكوناتها نظرا لكونها أحد الآليات الأساسية في توفير الطاقة اللازمة لسد إحتياجات القطاعات المختلفة ، مؤكدا على أهمية التركيز علي الدور الهام لقطاع الصناعات الهندسية في تشجيع التصنيع المحلي حيث يمثل القطاع حوالي 20% من إجمالي المنشآت الصناعية بمصر بحجم عمالة تصل الي أكثر من 120الف عامل بينما وصل حجم صادرات القطاع الي 15 مليار جنيه خلال العام الماضي. وأشار الوزير إلى أن تشجيع الشركات والمصانع المصرية علي الدخول في مجال تصنيع معدات الطاقة الجديدة والمتجددة ومكوناتها سوف يحد من إستيراد المكونات الأساسية من الخارج ويساهم في خلق منتجات مصرية ذات قيمة مضافة عالية وميزة تنافسية بالأسواق الدولية بالإضافة الي المساهمة في ضخ إستثمارات جديدة في هذا المجال وتوفير فرص عمل جديدة ومنتجة وتشجيع ريادة الأعمال وهي علي رأس أولويات الوزارة خلال المرحلة الحالية والمقبلة . ولفت إلى أن تعميق التصنيع المحلي في هذا المجال يستلزم التركيز علي عدة آليات تشمل نقل التكنولوجيا الحديثة من خلال عقد شراكات بين الشركات المصرية والأجنبية، وتقديم الدعم الفني للمصانع القائمة والصناعات المغذية بالاضافة إلى تدريب العمالة علي مختلف مراحل التصنيع والتركيب والصيانة لمعدات الطاقة الجديدة والمتجددة ومكوناتها. وأوضح وزير الصناعة أن الوزارة ممثلة فى مجلس الصناعة للتكنولوجيا والإبتكار يقوم حالياً بالتعاون مع كل من البرنامج المصري الألماني لتنمية القطاع الخاص التابع لوكالة التعاون الإنمائي الألماني وشعبة الالات والمعدات بغرفة الصناعات الهندسية وجمعية تطوير الطاقة الشمسية (SEDA) بتنفيذ مشروع لبحث إمكانية التصنيع المحلي لمكونات وأجزاء السخانات الشمسية من خلال ربط الشركات المصرية العاملة في مجال تجميع السخانات الشمسية بالشركات المصنعة لهذه المكونات والأجزاء. وقد قام الوزراء بتوقيع بروتوكول تعاون بين وزارات الصناعة والسياحة والكهرباء بالاضافة الى وحدة ترشيد الطاقة بمركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء حيث يستهدف البروتوكول مراجعة وإستحداث التشريعات والسياسات اللازمة لتحفيز العمل في مجال تعميق التصنيع المحلي لمعدات الطاقة الجديدة والمتجددة والعمل علي وضع الأطر التنظيمية والحوافز التشجيعية لخلق بيئة مشجعة وملائمة للقطاع الخاص للإستثمار في هذا المجال. وفى هذا الصدد أكد المهندس حاتم صالح أن هذا البروتوكول يمثل خطوة هامة نحو تضافر وتكامل الجهود لتنفيذ منظومة متكاملة تستهدف وضع الاستراتيجيات والسياسات والآليات التنفيذية اللازمة لدعم التصنيع المحلي لنظم الطاقة الجديدة والمتجددة وكذلك لمكونات نظم تحسين كفاءة استخدام الطاقة،لافتاً إلى أنه سيتم تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة تتكون من ممثل أو أكثر عن كل من الجهات الموقعة للبروتوكول لتتولي متابعة أنشطة البروتوكول والتنسيق بين أطرافه وإعداد التقارير اللازمة عن سير العمل. ومن جانبه أكد هشام زعزوع وزير السياحة أن الوزارة تتبنى مبادرة للسياحة الخضراء حيث تم إنشاء وحدة داخل الوزارة لهذا الغرض وجارى حالياً التعاون مع هيئة المعونة الإنمائية الالمانية لتنفيذ هذه المبادرة ، لافتاً إلى أن الوزارة تستهدف تطبيق هذه المبادرة على حوالى 100ألف غرفة سياحية من بين 225 ألف غرفة حالياً . وأشار وزير السياحة إلى هناك 39 منشأة سياحية تضم 11ألف و230غرفة قد أبدت رغبتها فى دخول المرحلة الاولى لتطبيق المبادرة . كما أشار المهندس أحمد امام وزير الكهرباء والطاقة إلى أهمية مواجهة أزمة الطاقة التى تواجهها مصر حالياً وذلك من خلال تبنى مبادرات ترشيد الطاقة والبحث عن موارد بديلة خاصة فيما يتعلق بالطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، لافتاً إلى أن مبادرة تعميق التصنيع المحلى لتكنولوجيا الصناعة الخضراء تأتى استكمالاً لجهود الحكومة فى محاولة ترشيد استخدام موارد الطاقة الحالية والتوسع فى استخدام وتصنيع معدات الطاقة الشمسية وهو الامر الذى يسهم فى توفير احتياجات ومتطلبات القطاعات الانتاجية والخدمية من الطاقة . وأشار إلى أن مصر تحتاج 11 % من إجمالى إنتاجها سنويا ً لتلبية حجم الزيادة فى الطاقة المطلوبة لكافة القطاعات ، مشيراً إلى أهمية ضخ استثمارات كبيرة فى هذا القطاع حيث تصل تكلفة توليد ال 1000ميجاوات إلى حوالى مليار ونصف دولار .