ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز ” الأمريكية “إن التوقعات القاتمة بشأن مستقبل سوريا، والتى كشف عنها مسئولون أمريكيون فى عدة جلسات استماع متفرقة أمام مجلسى النواب والشيوخ، تؤكد على الطبيعة الطاحنة للصراع المسلح فى سوريا وتشاؤم الإدارة الأمريكية إزاء سبل تجنب تفاقم الأزمة الإنسانية السورية مع التدخل الخارجى”. وقالت الصحيفة على موقعها الإلكترونى اليوم الجمعة “فى الوقت الذى تحشد فيه مساعدات إضافية لمقاتلى الثوار، كشفت الإدارة الأمريكية عن احتمالية مواجهة سوريا صراعا مطولا ودمويا حتى فى حالة تمكن الثوار من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد”. ونقلت عن تصريح مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمز كلابير بأن “النزاع الطائفى سيجتاح البلاد على الأرجح لمدة عام أو أكثر حتى بعد سقوط حكومة بشار الأسد”. وأشارت إلى أن السفير الأمريكى لدى سوريا روبيرت فورد قد وجه تحذيرا “من احتمالية مواصلة أنصار نظام الأسد القتال حتى الموت لحماية أنفسهم من الموت فى حالة غياب فتح باب التفاوض بشأن مرحلة انتقالية سياسية”. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقع من حيث المبدأ على إرسال مساعدات إضافية للجناح العسكرى للمعارضة السورية والتى تتضمن معدات تستخدم فى ساحة المعركة مثل دروع واقية للجسم من الرصاص ونظارات للرؤية الليلية. وكانت الولاياتالمتحدة قد تعهدت بالفعل بإرسال أدوية ومواد غذائية لسوريا فضلا عن تدريب الثوار بشكل سرى فى الأردن. ومن جهة أخرى، جدد المسئولون رفض الإدارة الأمريكية تسليح الثوار السوريين وهو القرار الذى أكد بعض المحللين أنه عرض الثوار لمخاطر الأسلحة الفتاكة التى تستخدمها حكومة بشار وأثار الشعور بالمرارة بين الشعب السورى تجاه الولاياتالمتحدة. وأكد مسئولون بالإدارة الأمريكية أن الثوار السوريين حققوا مكاسب على خطى بطيئة ولكنها ثابتة ضد القوات الموالية لنظام بشار الأسد فهم يسيطرون على المزيد من المدن والمناطق بالبلاد مقارنة بخمسة شهور ماضية محذرين من مغبة زيادة خطورة الجماعات المتطرفة. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد عقد اجتماعا أمس الخميس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فى البيت الأبيض والذى حثه على إبداء “دور قيادى أبرز” فى التعامل مع قضية الصراع السورى.