اتهم الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الأربعاء قيادات الحركات المسلحة، التي يقول إنها تريد الإطاحة بحكمه، بأنها “مأجورة للشيطان وأوغندا وإسرائيل والغرب”. وأضاف البشير، في لقاء جماهيري بولاية نهر النيل وسط السودان حيث افتتح عددًا من المشاريع التنموية والخدمية: “لن يحكم الشعب السوداني عميل أو خائن أو مأجور باع نفسه للشيطان.. والله نحن لا نهتم بهم ولا بأسيادهم الذين يحركونهم”. ثم سخر من تراجع أحزاب المعارضة عن وثيقة “الفجر الجديد”، التي وقعتها مع الحركات المسلحة في ديسمبر الماضي بالعاصمة الأوغندية كمبالا، واعتبر أنها “فجر كاذب وعبارة عن ود (ولد) حرامًا تبرأ منه الجميع”. وتساءل الرئيس السوداني مستنكرًا: “إذا كنتم تخجلون من الوثيقة فلماذا وقعتم عليها؟!”. وعن سبب توقيع الأحزاب على الوثيقة، رأى البشير أن الأمر “يعود إلى غيظهم من مشاريع التنمية التي نفذتها الحكومة ورضا المواطنين عنها”. ومضى قائلا إن “الحكومة جذبت أعدادا كبيرة من المستثمرين، واعدا ب”انتشال جميع المواطنين من الفقر عبر بتنفيذ مشاريع التنمية بالتدرج”. وكانت أحزاب معارضة سودانية قد وقعت مع الحركات المسلحة في 30 ديسمبر الماضي، على وثيقة “الفجر الجديد”، التي أقرت إسقاط نظام البشير عبر المسارين السلمي والعسكري، بالإضافة إلى فصل الدين عن الدولة، وتشكيل حكومة انتقالية لمدة 4 أعوام تعيد هيكلة مؤسسات الدولة وتعقد مؤتمرًا دستوريًا جامعًا على أن تنتهي الفترة الانتقالية بإجراء انتخابات عامة. لكن أحزاب المعارضة في الداخل تبرأت من هذه الوثيقة، وقالت إن الذين وقعوا عليها تجاوزوا التفويض الممنوح لهم. وشددت على أن تفويضهم يقتصر على إقناع الحركات المسلحة بتبني الخيار السلمي، بدلا عن العسكري، لإسقاط النظام مع مناقشة مقترحات كل طرف لحل أزمات البلاد. وبعدها، أعلنت أحزاب المعارضة أنها بصدد إجراء مشاورات مع الحركات المسلحة للتوقيع على وثيقة جديدة تتجاوز تحفظاتها على الوثيقة السابقة، وعلى رأسها قضية فصل الدين عن الدولة، وإقرار العمل المسلح. واعتقل جهاز الأمن السوداني سبعة من قادة أحزاب المعارضة فور عودتهم من كمبالا، في أوقات متفاوتة، ولم تفرج عنهم حتى الآن، باستثناء رئيس الحزب الناصري جمال إدريس، الذي أطلق سراحه قبل أربعة أسابيع لظروفه الصحية. ومستندا إلى قانون الأحزاب، الذي يجرم العمل المسلح، هدد البشير الشهر الماضي بمنع الأحزاب التي تتعاون مع المتمردين من ممارسة العمل السياسي. ويضم تحالف المعارضة أكثر من 20 حزبًا ومؤسسة مجتمع مدني، أبرزها حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، وحزب المؤتمر الشعبي، بزعامة الإسلامي حسن الترابي، والحزب الشيوعي. بينما تتكتل 4 حركات مسلحة في تحالف أبرم في نوفمبر 2011، ونص بيان تأسيسه على إسقاط النظام بالقوة. وثلاث من هذه الحركات، وهي العدل والمساواة، وتحرير السودان، بقيادة عبد الواحد نور، وتحرير السودان، بزعامة أركو مناوي، تحارب القوات الحكومية في إقليم دارفور منذ عام 2003. بينما تقاتل الحركة الأخيرة، وهي الحركة الشعبية قطاع الشمال، في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، المتاخمتين لدولة جنوب السودان.