استهلت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية صفحتها الرئيسية بمقال تطرقت فيه إلى التطورات السياسية الاخيرة فى مصر بعنوان “انها لسخرية القدر”.. مشيره فى هذا الصدد إلى قرار جماعة الاخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر فى انتخابات رئاسة الجمهورية . وقالت الصحيفة إن خيرت الشاطر كان قد حاول بنفسه إثر الافراج عنه فى اعقاب ثورة 25 يناير طمأنة الشعب المصرى ومن ورائه القوى الغربية حيث اكد أنه انطلاقا من احترام الاخوان المسلمين لموازين القوى الديمقراطية فإن الجماعة لن تتقدم بمرشح لها فى الانتخابات الرئاسية … وهو وعد قطعه للشعب بنفسه . و ترى الصحيفة إن الموقف الرسمى للاخوان المسلمين تغير تماما … إذ اعلنت الجماعة مساء السبت الماضى عن عزمها توحيد صفوفها خلف الرجل الثانى ورجل الاعمال الكبير خيرت الشاطر لتقلد اعلى منصب فى الدولة والذى ستجرى انتخاباته فى الثالث والعشرين من مايو القادم . وقالت “لوفيجارو” إن 56 شخصا من اعضاء المجلس الاستشارى صوتوا لصالح ترشيح هذاالرجل قوى البينة مقابل اعتراض 52 شخصا … مشيرة إلى ان الشاطر وهو العقل المدبر داخل الجماعة بل وأحد مصادر التمويل الهامة بها قد استقال من منصبه كنائب للمرشد الاعلى للتفرغ للمنصب الجديد. وتساءلت الصحيفة الفرنسية : ماهى الدوافع التى يمكن ان تبرر تراجع الاخوان عن وعودهم؟ وقالت : إن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لحركة الاخوان المسلمين تحدث فى بيان اصدره مؤخرا عما اسماه ب “تهديدات جدية تواجه الثورة والديمقراطية فى مصر ومن بينها رفض المجلس الاعلى للقوات المسلحة تشكيل حكومة ائتلافية وطنية تحل محل حكومة الجنزورى. ورأت صحيفة “لوفيجارو” فى ترشيح الاخوان المسلمين لخيرت الشاطر لخوض سباق الرئاسة مرحلة جديدة فى اختبار القوى الذى يتواجه فيه العسكريون والاخوان بهدف اقتسام السلطة فى مصر . و طالب نواب حزب الحرية والعدالة منذ بضعة اسابيع ، باستقالة حكومة الجنزورى التى عينها المجلس العسكرى ويوفر لها الحماية والمساندة .. كما تزايدت حدة اللهجة فى الاسبوع الماضى عندما وجه الاخوان المسلمون اتهاما للجيش بالسعى لافشال الثورة . وقالت “لوفيجارو” إن إمكانية ترشيح خيرت الشاطر لم تتأكد بعد … إذ ان الشاطر صدر ضده حكما بالسجن لمدة خمس سنوات عام 2008 .. وقد تم الافراج عنه فى الربيع الماضى لاسباب صحية دون ان يستكمل مدة العقوبة .. الامر الذى يجعله غير مؤهل لاداء مهام عمله حسبما ينص القانون المصرى . ونقلت الصحيفة عن شاب مصرى من اسرة تنتمى “للاخوان المسلمين” ولكنه انشق عنهم وانتمى ل “التيار المصرى” وهو حزب من الشباب المنشقين عن الجماعة لاصابتهم بخيبة امل جراء عدم انفتاح الاخوان المسلمين قوله إذا كان العسكريون لايرغبون فى ترشح الشاطر فمن السهل عليهم ازاحته … لذا فمن الصعب فهم خبايا هذا القرار . واضافت “لوفيجارو” أن الكثيرين داخل جماعة “الاخوان المسلمين” نفسها ينظرون بعين الريبة إلى تغير موقف الجماعة … إذ ان واقعة طرد عبدالمنعم ابوالفتوح احد الزعماء التاريخيين للاخوان المسلمين من عضوية الجماعة لعزمه الترشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية لاتزال ماثلة فى اذهان الجميع حتى الشباب .. كما لم ينس احد التحذيرات الصادرة من المكتب التنفيذى للاخوان المسلمين عقب الواقعة السابقة بأن اى شخص سيساند عبد المنعم ابو الفتوح فى ترشحه سيتم طرده من عضوية الجماعة. وقد كان هذا الموقف الديكتاتورى من جانب الجماعة وراء هروب عدد من الشباب وعدم اعترافهم بها … كما لم تخف بعض الكوادر شكوكها بشأن نية الجماعة مشيرة فى هذا الصدد إلى استقالة المخضرم الاسلامى القديم كمال الهلباوى احتجاجا على ترشيح الشاطر اعقبها استقالة مجموعة اكثر شبابا .