ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء أن ماورد عن زيادة عدد الطائرات البريطانية (بدون طيار) في أفغانستان، يثير تساؤلات مهمة تحتاج إلى رد سريع، لافتة إلى أن استخدامها أمر غير أخلاقي وغير شرعي. وأوردت الصحيفة في تقريرها الذي أوردته على موقعها الإلكتروني أن تلك التساؤلات تشمل ماهية القواعد الحاكمة لنشر طائرات بدون طيار ومن يحددها وماهية التأثير الذي ستبقي عليه أمريكا لمهمات تلك الطائرات في أفغانستان. واستكملت الصحيفة سرد تلك التساؤلات، قائلة: هل نشر الطائرات البريطانية يقتصر على الأراضي الأفغانية دون غيرها أم ربما يتم تنفيذ عمليات هجومية عبر الحدود؟ و كيف للحكومة أن تشير إلى مقتل أربعة مدنيين أفغان فقط نتيجة لقصف تلك الطائرات منذ عام 2008؟ ونوهت الصحيفة إلى أنه يجب على البرلمان البريطاني إقرار دور أساسي في المراقبة الواضحة لنشر الطائرات البريطانية بدون طيار حاليا ومستقبلا، وذلك لضمان عدم نشر المزيد منها، حتى لا تكرر بريطانيا برنامج الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القتل عن بعد للعديد من المدنيين الأبرياء. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الخطوة تعكس اتجاها مقلقا للسياسة العسكرية البريطانية، فلم يكن هناك نقاش عام أو تشاور فيما يتعلق بالحرب باستخدام طائرات بدون طيار على الرغم من الارتفاع السريع لعددها، لافتة إلى إدانة التقارير للقتل واسع النطاق للمدنيين بمن فيهم الاف الأطفال باستخدام الطائرات بدون طيار، الأمر الذي يشير إلى أن القرار يمثل تجاهلا كاملا للقانون الدولي وحياة الأبرياء. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أنه مع أخذ الجانب الأخلاقي لاستخدام تلك الأسلحة في الاعتبار، فإن استخدامها يشبه إلى حد كبير استخدام القنبلة الذرية في ضرب اليابان في عام 1945، مضيفة أنه في الوقت الذي يجب فيه التشاور بشأن استخدام تلك الطائرات في الحرب على أفغانستان، فإن تخفيف حدة التساؤلات بشأن استخدامها يمكن تبريره بأنه يقلل من عدد الوفيات في صفوف القوات البريطانية المشاركة في الحرب على أرض أفغانستان. وألمحت الصحيفة إلى أن هناك افتراضا ملحا يتمثل في أن الدعم البريطاني لهجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية ربما يصنف على أنه “جريمة حرب”، فالاستخدام المتزايد لتلك الطائرات يثير تساؤلات بشأن مشروعية استخدامها دون الالتزام الكافي بمعاهدة جنيف. ولفتت الصحيفة إلى تقرير نشرته منظمة ميداكت (وهي منظمة دولية تعنى بتأثير الحرب على صحة السكان)، سلطت الضوء خلاله على الأثر المدمر على صحة سكان المناطق التي تتعرض للقصف باستخدام تلك الطائرات، مشيرة إلى أن الكثير من الدول تعيد النظر حاليا في الحرب باستخدامها، حيث إن زيادة استخدامها ستكون له آثار أكبر من زيادة استخدام الأسلحة النووية. وأضاف الصحيفة أنه من الضروري أن تعدل الحكومة البريطانية سياساتها لتشمل ذلك النوع الجديد من الحرب بما يتوافق مع الخطوط العريضة لمعاهدة جينيف قبل أن يمثل استخدامها كارثة إنسانية جديدة سيستفيد منها فقط مصنعي الأسلحة أصحاب السطوة، مشيرة إلى أن الحروب المستقبلية لن تتم باستخدام جنود يقاتلون في الصفوف الأمامية بل ستتم باستخدام الطائرات التي يتم التحكم بها عن بعد.