اكد مسؤولون في حركة حماس الثلاثاء ان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل يصر على موقفه عدم الترشح لانتخابات رئاسة الحركة لدورة جديدة، وذلك رغم المحاولات الحثيثة التي تبذل داخل الحركة لثنيه عن موقفه هذا. وقال مسؤول في الحركة لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان مشعل “حسم امره على ما يبدو بعدم الترشح لرئاسة المكتب السياسي للحركة مرة ثانية وهذا ما ابلغه لاعضاء المكتب السياسي وعدد من القادة خلال اجتماع عقد في القاهرة هذا الشهر” سبتمبر. واضاف “بالطبع القرار النهائي لقيادة الحركة”، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. وحضر هذا الاجتماع عدد من قادة حماس من قطاع غزة بينهم اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة وهو من ابرز قادة الحركة. وبذلك يؤكد هذا المسؤول ما اعلنه عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس من ان مشعل “اكد مجددا موقفه بعدم قبول ترشيحه لرئاسة المكتب السياسي للحركة في الدورة التنظيمية القادمة”. وكتب الرشق على صفحته على موقع فيسبوك انه “مع نهاية الدورة التنظيمية الحالية فانه (مشعل) يغادر الموقع ولا يغادر الدور اذ سيواصل العمل والجهد والدور لخدمة شعبنا وقضينا وحركتنا المباركة ومشروعها في التحرير والعودة”. وكانت حركة حماس اعلنت في يناير ان مشعل ابلغ مجلس شورى الحركة انه لا يرغب في الترشح لانتخابات رئاسة مكتبها السياسي مجددا. وقالت حماس في بيان يومها ان “الاخ المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ابلغ مجلس شورى الحركة في اجتماعه الاخير برغبته الا يكون مرشحا لرئاسة الحركة في الدورة التنظيمية القادمة”. واكد المسؤول الحمساوي لفرانس برس “آن الاوان ان يكون رأس الحركة من الداخل وعلى الارض الفلسطينية فميزان القوة على الارض عدا عن التطورات السياسية في المنطقة والعالم”. وشدد على ان حماس “حركة شورية لا تتوقف على شخص بل لها مجلس شورى يرسم الخطط ويضع البرامج التي ينفذها بدوره المكتب السياسي ايا كان قائده”، مشيرا الى ان حماس “حركة عملاقة وقادتها يفخرون انهم يكلفون ولا يتأخر احد عن العطاء والتضحية”. وبحسب الرشق فان “قيادات الحركة في الداخل والخارج تمنوا” على مشعل الاستمرار في قيادة الحركة “الا انه بقي على موقفه”، مبينا ان “اكثر من 16 عاما مضت” على تولي مشعل هذا المنصب. من ناحيته قال قيادي آخر في حماس ان “توجه الحركة هو ان يبقى مشعل لفترة ثانية لمدة اربع سنوات لان الظروف المحيطة والتقلبات السياسية بالمنطقة تقتضي عدم اجراء تغيرات كبيرة”. واضاف ان مشعل “يواجه بعض الصعوبات من قبل عدد من القادة في غزة خصوصا بسبب توقيع اتفاق الدوحة دون الرجوع قبل التوقيع حينها لقيادة الحركة، وهي مواقف قد تقيد حركته مستقبلا، ولكن اعتقد سيتم تجاوز الامر”. وكانت خلافات ظهرت الى السطح بين قيادتي الحركة في الداخل والخارج بعد اتفاق الدوحة الذي تم التوصل اليه في السادس من فبراير الماضي في اطار المصالحة الفلسطينية والقاضي بتولي رئيس السلطة الفلسطينية وزعيم حركة فتح محمود عباس رئاسة حكومة انتقالية توافقية تشرف على اجراء انتخابات. واضاف القيادي الحمساوي ان خيارات الحركة “صعبة جدا في المرحلة القادمة لان مصر في ظل رئاسة الرئيس محمود مرسي تواجه تحديات داخلية كبيرة ستشغلها، وهو ما سيدفع جميع الاطراف الفلسطينية نحو تحقيق المصالحة الفلسطينية على الارض لمساعدة مصر بهذا الجانب”.