نجح الوزير الشاب ايمانويل ماكرون ذات ال 39 ربيعا أن يزيح من أمامه منافسين كثر كانت آخرهم اليمينية المتطرفة مارين لوبان التي حاولت أن تستدرج الفرنسيين إلى عزلة و الى انطوائية اختاريا لم تعرفها فرنسا على مدار تاريخها الحديث. لكن ماذا يعني نجاح ماكرون زعيم حزب le marche الذي تبني شعار " لا يمين و لا يسار " و ماذا يعنى أن فى الإليزيه نجح ماكرون أكثر من غيره فى جذب أكبر عدد ممكن من الشباب الفرنسي إلى مربع برنامجه الانتخابي. تمكن من الإطاحة بأحلام اليمين و اليسار معا وضع مع الفرنسيين فلا التقوقع ممكنا ولا الاستمرار دون إصلاح مقبولا.. محددات التعامل باحترام مع الأوربيين وغيرهم كان واجهته حيث يعد المرشح الأكثر تفهما لملف الهجرة المستمر لأوروبا قبل سنوات مستعدا إلى استقبال مزيدا من المهاجرين والانفتاح عليهم مثله مثل ميركل و ربما أكثر تفهما. ماكرون الشاب حدد 15 مليار يورو فى 5 سنوات للمشاريع التضامنية التي تستهدف ريادة أعمال الشباب بشكل لا مركزي يتيح للشباب خارج باريس الفرص الاستثمارية والنمو بعد أن اعتبر الشباب الفرنسي أنه مرشحهم المفضل. قطعا فدخول ماكرون إلى الإليزيه بعد بريكيست و خروج بريطانيا يعطى الألمان والأوربيين الرضا الكافي على متانة الاتحاد الأوروبي الشريكين الأكبر دوروا و نطاقا بما يتبع ذلك من تقليل الأثر الترامبي على ساحات العمل المشترك وفقا للجماعة الأوروبية. هذا النجاح فى سباق الانتخابات وسط الالتزام بثوابت الثورة الفرنسية تعطي الجميع درسا مهما أن وفرنسا ماضية فى احترام الحقوق والحريات العامة و أنها ستظل تمارس دورها الإنساني من حولها فى أوروبا و غيرها حتى فى البلدان التى شعرت نحوها بالخطيئة ك الجزائر التي زارها ماكرون. الآن تمتلك فرنسا رئيسا شابا جديدا يمتلك طموح الشباب و لديه فرص كثيرة فى بلادها و غيرها يمكن أن يستثمرها بقواعده الجديدة و قيمه القديمة التى نجح على أثرها والتي بالضرورة ستقود فرنسا للتعاون أكثر مع غيرها بشكل يتجاوز الخذلان التي كان قائم لكل القيم الفرنسية لو نجحت لوبان. لم تذهب فرنسا بعيدا عن قيم مواجهة التمييز و احترام الآخر و المساواة و فتح الفرص للجميع ، هكذا مثلما يجول بخاطرنا عن فرنسا بلد النور.