كما هو متوقع.. ما إن ظهرت نتائج الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة الفرنسية، حتي سارعت كل القوي السياسية بإعلان دعمها للمرشح »ماكرون» لقطع الطريق أمام مرشحة اليمين المتطرف »مارين لوبان» ومنع وصولها إلي قصر »الاليزيه» وقيادة فرنسا نحو سياسة عنصرية وانعزالية تراها غالبية الشعب الفرنسي خطرا يهدد فرنسا، ويقضي علي الاتحاد الأوروبي، ويقوي تيار التطرف في العالم كله. طيف سياسي واسع أعلن دعمه لمرشح الوسط المستقل »ماكرون».. بدءا من الرئيس الفرنسي أولاند وقيادات حزبه الاشتراكي المنهزم في الانتخابات، وحتي اليمين الديجولي الذي فقد علي يد مرشحه »فيون» فرصة تاريخية لاستعادة الحكم وإعادة بناء الحزب. التوقعات تقول إن »ماكرون» سيفوز بأغلبية مريحة تصل إلي أكثر من 65٪ من الأصوات في الجولة الثانية، ليتكرر ما حدث مع والد »لوبان» أمام الرئيس الأسبق شيراك قبل خمسة عشر عاما.. لكن ما حدث في الجولة الأولي من الانتخابات، يقول إن المعركة لم تنته، وأن الأمور يمكن ألا تسير علي هذا النحو، وأن الخطر مازال موجودا وقويا!! إعلانات التأييد لماكرون جاءت من قيادات القوي السياسية، ونتائج الجولة الأولي تقول إن هذه القيادات قد فقدت الجزء الأكبر من تأثيرها علي الجماهير!! وهنا يكون السؤال: هل ستجد جماهير اليمين المعتدل واليسار المعتدل الحماس (بعد هزيمتها الساحقة) لكي تشارك في الجولة الثانية وتدعم »ماكرون».. أم أن قطاعات كبيرة منها ستعزف عن المشاركة؟! ثم.. ماذا سيكون موقف أنصار مرشح أقصي اليسار »ميلانشون» الذي حصل في الجولة الأولي علي أكثر من 19٪ من أصوات الناخبين، والذي لم يعلن - حتي الآن - دعمه لأي من المرشحين للجولة الثانية والحاسمة؟! ويبقي خطر الإرهاب، وما يمكن أن تحدثه عمليات إرهابية واسعة من آثار لا يمكن حسابها علي الانتخابات. وهو احتمال استبقته »لوبان» بالتأكيد علي أن منافسها »ماكرون» أضعف من مواجهة الإرهاب، وأنها هي القادرة علي ذلك!! لحسن حظ فرنسا، أن »ماكرون» هو الأقرب للرئاسة.. لكن المعركة لن تكون سهلة، واليمين المتطرف سيقاتل بشراسة، وهو يعلم أن هناك (في واشنطن وفي موسكو) من يرحب كثيرا بفوزه.. وان اختلفت أسباب الترحيب!!