لا تزال مصادر تمويل مليشيات الحوثيين الانقلابية تتدفق خارجيا وداخليا وهو ما يمكنها من الاستمرار في الحرب. وتتنوع هذه المصادر من دعم ايراني خارجي فيما يتمثل الدعم الداخلي بمصادرة الايرادات المالية لمؤسسات الدولة فضلا عن فرض جبايات على المواطنيين والتجار وانعاش تجارة السوق السوداء في المشتقات النفطية والسلع الأساسي. وما يثير دهشة اليمنيين أن الحوثيين وحلفاءهم من حزب المؤتمر الشعبي العام اتخذوا من رفع الحكومة اليمنية أسعار البنزين سببا لانقلابهم على الشرعية واستيلائهم على السلطة بالقوة، وزعموا أنها ثورة على الفساد. وتحتضن العاصمة صنعاء تحتضن أكبر سوق سوداء لبيع المشتقات النفطية في الوقت الذي تخلو محطات الوقود الحكومية من المحروقات. وفي معظم شوارع العاصمة، نصب الحوثيين صهاريج لبيع وشراء المشتقات وبأسعار مضاعفة عن السعر الرسمي. وذكرت مصادر مطلعة أن تجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء تدار من قبل قيادات الصف الأول من جماعة الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، وبعد أن نهب الحوثيون مخزونات النفط الإستراتيجية من شركة النفط الحكومية، خلت كافة محطات الوقود وأغلقت أمام المواطنين. والى جانب إدارة سوق البنزين السوداء تعمل مليشيات الحوثيين على تمويل حروبها من خلال الجبايات والإتاوات وابتزاز التجار، من خلال طلب تبرعات مباشرة للمجهود الحربي أو من خلال عرقلة أعمالهم . ومؤخرا لجأت المليشيات الانقلابية إلى الإعلان عن استعدادها لبيع أراضي الدولة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها دعما لحربها ضد الشرعية. وتبدو صنعاء اليوم على صفيح ساخن خصوصا مع عدم استلام الموظفين مرتباتهم واستمرار المليشيات بمصادرة ايرادات المؤسسة الحكومية. وامام هذه الأوضاع أطلقت دعوات في صنعاء للتظاهر ضد الانقلابيين للمطالبة بالمرتبات ووضع حد لهذا التدهور. وفي هذا الصدد يقول أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية في جامعة نايف للعلوم الأمنية، الدكتور عصام ملكاوي: "إن هدف الحوثيين من سرقة أموال اليمنيين هي الاستمرار في أعمالهم الإرهابية وتهديد أمن دول الجوار، والحوثيون لا يعانون من التمويل في الوقت الحالي في ظل الدعم الإيراني، كما أن الأموال التي سرقها علي عبد الله صالح لا تزال تمكنه من شراء بعض الولاء له". وبالنسبة لتجفيف منابع تمويل الانقلابيين،قال: " في الوقت الحالي هذا الأمر من الصعوبة بمكان في ظل سيطرة الحوثيين على بعض الموانئ والمرافئ".