قالت وزارة العدل الأمريكية إن تحقيقا بدأ عام 2008 في برنامج لوكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) لاعتقال واستجواب المتشددين المحتجزين أغلق دون توجيه اتهامات جنائية. وبحسب وكالة رويترز استخدم المحققون أساليب مثل محاكاة الغرق التي وصفها الرئيس باراك أوباما ونشطاء مدافعون عن حقوق الانسان بأنها أساليب تعذيب. وفي بيان يعلن إغلاق آخر قضيتين في التحقيق الذي استغرق سنوات قال وزير العدل ايريك هولدر يوم الخميس إن الأمر اقتصر على “تحديد ما اذا كانت جرائم يعاقب عليها القانون قد ارتكبت ولم يهدف ولا يحل أسئلة أوسع نطاقا تتعلق بمدى ملاءمة السلوك الذي تم فحصه.” ورحب مسؤولون سابقون وحاليون بالوكالة بالقرار. وأكدوا أن البرنامج الذي بدأ بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول التي شنها تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن جرى في إطار المباديء التوجيهية التي أصدرها محامو إدارة الرئيس السابق جورج بوش. وأرسل مدير الوكالة ديفيد بتريوس رسالة لموظفي (سي.آي.ايه) يعلن فيها إغلاق القضية ويشكرهم على التعاون في التحقيق. وانتقد نشطاء مدافعون عن حقوق الانسان قرار وزارة العدل. وقالت ميلينا ميلاتسو من منظمة هيومن رايتس فيرست “إعلان وزير العدل هولدر مخيب للآمال لأن من الموثق جيدا أنه بعد هجمات 11 سبتمبر انتشر التعذيب والانتهاكات على نطاق واسع وبشكل ممنهج. هذه القضايا كانت تستحق أن تعامل بقدر اكبر من الجدية منذ البداية.” وكان الهدف من التحقيق في باديء الأمر بحث إتلاف شرائط فيديو لاستجوابات قام بها موظفون بوكالة المخابرات المركزية. وقال مسؤول سابق مطلع على محتويات الشرائط إنها صورت تعرض اثنين من المشتبه بهم هما ابو زبيدة وعبد الرحيم النشيري لمحاكاة الغرق. وكان هولدر قد وسع نطاق التحقيق منذ ثلاثة أعوام ليشمل اعتقال واستجواب 101 متشدد يزعم أن السلطات الامريكية احتجزتهم في السنوات التي أعقبت الهجمات. كان الجزء من التحقيق المتعلق بشرائط الفيديو وأجراه ممثل الادعاء الاتحادي جون دورهام قد أغلق عام 2010 دون توجيه اتهامات. وفي يونيو حزيران العام الماضي أعلنت وزارة العدل أنه سيتم توسيع نطاق بحث حالتين فقط من مجمل الحالات التي طلب هولدر من دورهام بحثها لتتحولا الى تحقيقين جنائيين شاملين. وقالت مصادر حكومية إن هذه التحقيقات تتصل بوفاة سجين في افغانستان وآخر في العراق خلال احتجاز وكالة المخابرات المركزية لهما. وتوفي المعتقل الافغاني جول رحمن عام 2002 خلال احتجازه في منشأة سرية تابعة للمخابرات المركزية. وتوفي المعتقل العراقي منادل الجمادي عام 2003 خلال احتجاز الوكالة له في سجن ابو غريب. وسرت مزاعم بأن أحد أفراد قوة سيل التابعة لللبحرية الأمريكية ضربه.