يوسع عناصر "القاعدة" انتشارهم في أحياء عدن كبرى مدن جنوب اليمن التي غادرها الحوثيون وباتت عاصمة الحكومة المعترف بها دوليا. وبالرغم من الجهود الإقليمية لتأمين المدينة ترزح عدن تحت وطأة انتشار مجموعات مسلحة مختلفة. وترفرف راية "القاعدة" السوداء فوق مبنى الشرطة في التواهي أحد أكبر أحياء المدينة، فيما يقود رجال ملتحون سيارات رباعية الدفع تجوب المدينة باستمرار تحت هذه الراية. وكان رئيس الوزراء عاد مع عدد من أعضاء الحكومة الى عدن بعد ستة أشهر في السعودية، إلا أنه غادر المدينة مجددا الى الرياض بعد هجوم دام استهدف مقرها في أحد فنادق عدن، وكان أول هجوم يتبناه تنظيم "داعش" الذي كان غائبا عن الجنوب قبل ذلك. ويسيطر مئات الشبان المسلحين على المباني الرسمية في المدينة، مطلقين على أنفسهم اسم "المقاومة الشعبية"، وهو ما يطلق على المجموعات التي تقاتل الحوثيين وتضم في صفوفها عناصر سابقين في الجيش، ومسلحين قبليين وإسلاميين ومن الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال. ولا يخفي السكان خوفهم من الملثمين المسلحين الذين يجوبون شوارع المدينة، وقال أحدهم "العدو ما زال حاضرا بيننا. هناك عصابات الرئيس المخلوع (علي عبدالله صالح) وطابور خامس". ويسيطر تنظيم "القاعدة" منذ شهور على المكلا، عاصمة حضرموت، وسيطر كذلك مطلع الشهر على مركز الإدارة المحلية في زنجبار، عاصمة محافظة أبين التي أخرج الحوثيون منها. وكان تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" الذي تبنى الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، ظهر عام 2009 باندماج الفرعين اليمني والسعودية للشبكة، ويعتبر من أخطر فروع "القاعدة".