قالت الحكومة الاردنية الالثلاثاء ان السفارة السورية في عمان ستظل مفتوحة وتعمل كالمعتاد موضحة ان بإمكان دمشق تعيين سفير جديد لها في عمان، واكدت ان قرار طرد السفير السوري من عمان "لا يعني بأي حال قطع العلاقات مع سوريا". وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال محمد المومني ان قرار الحكومة "أمر يتعلق بشخص السفير نفسه جراء خروجه السافر والمتكرر عن الاعراف الدبلوماسية بالاساءة للاردن والدول الشقيقة والتشكيك المرفوض والمدان بالمواقف الاردنية". واضاف ان "هذا الامر لا يعني بأي حال قطع العلاقات مع سوريا الشقيقة". واكد المومني الناطق باسم الحكومة ايضا، في تصريحات نشرتها صحيفة الرأي الحكومية ان "دمشق تستطيع تسمية سفير في أي وقت، فضلا عن ان السفارة السورية في عمان مفتوحة وتعمل كالمعتاد". واكد مصدر أمني اردني لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان السفير السوري بهجت سليمان "غادر صباح اليوم (الثلاثاء) اراضي المملكة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية عن طريق مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوبعمان) عائدا الى دمشق". واكد المومني ان "لا تغيير على سياسة الاردن وموقفها ازاء سوريا والاوضاع فيها منذ بداية الازمة والداعي الى اهمية التوصل الى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري". وطردت الحكومة الاردنية الاثنين السفير السوري بسبب "إساءاته المتكررة" الى الاردن. وردا على الخطوة، قررت "الحكومة السورية اعتبار القائم باعمال السفارة الاردنية في دمشق شخصا غير مرغوب فيه"، بحسب بيان للخارجية السورية. واتهم سليمان الثلاثاء الحكومة الاردنية بمقاطعته ومضايقته وغلق الابواب بوجهه طيلة السنوات الثلاث الماضية، أي منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف مارس 2011. وكتب في صفحته التي اطلق عليها أسم "خاطرة أبو المجد" عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ان "مشكلة الحكومة الاردنية هي مع اعتراض السفير السوري على موقفها العدائي تجاه سوريا". واضاف ان "ثلاث سنوات حتى اليوم لم تترك الحكومة الاردنية جسرا مع السفارة السورية إلا وقطعته ولم تترك بابا إلا وأغلقته ولم تترك مسربا لمضايقة السفير ودبلوماسيي السفارة إلا وسلكته ولم يترك الاعلام الاردني الرسمي وشبه الرسمي تهمة او رسما مقذعا إلا وألصقته بالدولة الوطنية السورية". وتابع ان "الحكومة الاردنية لم تكتف بمختلف صنوف الاحتضان والتدريب والايواء والدعم الذي قدمته لآلاف الارهابيين المتأسلمين وتأمين وصولهم الى الداخل السوري لقتل الشعب السوري بل تريد من السفير السوري ان يشكرها على ذلك وان يبارك خطواتها الميمونة في الانخراط الكامل مع اعداء سوريا الذين سموا انفسهم اصدقاء سوريا". ووجه سليمان الشكر الى الشعب الاردني مؤكدا ان "السفير لم يحظ طيلة السنوات الخمس التي قضاها في عمان إلا بمنتهى الحب والود والتقدير والاحترام من اغلبية الشعب الاردني". ورحب حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن الثلاثاء بقرار طرد السفير السوري، معتبرا أنها "خطوة مقدرة وصحيحة رغم أنها جاءت متأخرة". ونقل موقع جماعة الاخوان على الانترنت عن القيادي في الحزب محمد الزيود دعوته الحكومة الاردنية الى "عدم السماح باجراء الانتخابات الرئاسية السورية على الاراضي الاردنية، كونها تمثل اختطافا لارادة الشعب السوري". وجاء قرار طرد السفير السوري بعد نحو عشرة ايام على موافقة الحكومة الاردنية على مشاركة السوريين المقيمين فيها، في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو، والتي يتوقع ان تبقي الرئيس الاسد في منصبه. وتنظم عملية التصويت في السفارة يوم غدا الاربعاء.