اعتبر بهجت سليمان سفير النظام السوري المطرود من عمّان اليوم الثلاثاء، أن مشكلة الحكومة الأردنية معه تعود إلى اعتراضه على موقفها العدائي تجاه بلاده التي تواجه أزمة منذ أكثر من 3 أعوام، متهماً الأردن بتصدير الإرهابيين إلى سوريا. وفي رسالة وجهها إلى الشعب الأردني، نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واطلعت عليها وكالة "الأناضول"، قال سليمان إنه منذ ثلاث سنوات "لم تترك الحكومة الأردنية جسراً مع السفارة السورية إلا وقطعته، كما لم تترك باباً، إلا وأغلقته، ولم تترك أيضاً مسرباً لمضايقة السفير ودبلوماسيي السفارة إلا وسلكته"، دون أن يقدم أمثلة على كلامه. وزعم سليمان أن الإعلام الأردني الرسمي وشبه الرسمي، "لم يترك تهمة أو رسماً مقذعاً، إلا وألصقه بالدولة الوطنية السورية"، لم يورد أيضاً أمثله على ذلك. وأضاف بأن الحكومة الأردنية "لم تكتف بمختلف صنوف الاحتضان والتدريب والإيواء والدعم الذي قدمته لآلاف الإرهابيين المتأسلمين، وتأمين وصولهم إلى الداخل السوري، لقَتل الشعب السوري، بل تريد من السفير السوري، أن يشكرها على ذلك"، على حد قوله. ووجه سليمان إلى ما وصفه ب"الشعب العربي الأردني الأصيل"، أسمى آيات الاحترام والشكر والعرفان، والتقدير والامتنان، مشيراً إلى أن أنبل المواقف، من آلاف الشرفاء في الأردن، ستبقى محفورة في نفسه ووجدانه. جدير بالذكر أن عدد اللاجئين السوريين إلى الأردن بلغ أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ، بحسب آخر الإحصائيات الرسمية. وطلب الأردن، أمس الاثنين، من السفير السوري في عمان بهجت سليمان، مغادرة أراضيه خلال 24 ساعة، بعد تحذيرات متكررة له بعدم تجاوز الأعراف الدبلوماسية، بحسب تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية، صباح الرافعي، لمراسل "الأناضول". بالمقابل، أبلغ النظام السوري مساء الاثنين، القائم بأعمال بالسفارة الأردنية في دمشق محمد أمين أبوجاموس، أنه "شخص غير مرغوب فيه"، وذلك ردا على قرار الأردن بخصوص سفيره في عمان، بحسب إعلان لوزارة خارجية النظام، ونشرته (سانا). يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه محمد المومني وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، تعليقاً على طرد سليمان، إن خلاف عمّان مع دمشق هو خلاف على ما ارتكبه شخص السفير السوري السابق في عمان بهجت سليمان من تعديات صارخة، وليس خلافاً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، اليوم الثلاثاء، دلّل الناطق الرسمي على كلامه بالقول إن حكومة بلاده لن تقف في وجه أي مواطن سوري يذهب إلى سفارة بلاده في عمّان ليدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية السورية المقررة غداً الأربعاء. وكان سليمان الضابط السابق في الاستخبارات السورية، وسفير بلاده في عمان منذ عام 2009، وجّه سلسلة من الانتقادات والعبارات النابية والشتائم لعدد من المسئولين الأردنيين، من خلال تصريحات له ومقالات وتعليقات نشرها في وسائل الإعلام. ووصلت تجاوزاته إلى درجة خروجه على قواعد البروتوكول الدبلوماسي عندما ألمح غداة إعلان الأردن باحتفاظه ببطاريات صواريخ باتريوت العام الماضي، إلى أن هذه الصواريخ لا تجدي نفعا مع منظومة صواريخ اسكندر الروسية طويلة المدى، التي يملكها النظام السوري، رغم أن النظام الأردني لم يشر وقتها إلى استهداف النظام السوري بهذه الصواريخ الأميركية من قريب أو بعيد.