صائب عريقات طالب د. صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، اليوم الجمعة، حركة "حماس" بتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة للعودة الى إرادة الشعب وتحقيق المصالحة الوطنية مؤكدا على أنها "حركة فلسطينية لم ولن تكون حركة إرهابية" جاء ذلك فى كلمة له ألقاها خلال جلسة "واقع المفاوضات وآفاقها" أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر السنوى الثالث للمركز الفلسطينى لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية ‘مسارات'، بعنوان "إستراتيجيات المقاومة" والذى نظم اليوم برام الله بالتزامن مع تنظيمه فى غزة. وأوضح عريقات أن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو يسعى الى تكريس استراتيجة تقوم على عدة ركائز منها أن يبقى قطاع غزة خارج الفضاء الفلسطينى، مؤكدا أن هذه النقطة ستكون ناقصة دائما مالم تحقق المصالحة الفلسطينية وقال عريقات "نطالب حركة "حماس" اليوم وأكثر من أى وقت مضى أن تبدأ بتنفيذ اتفاق القاهرة والدوحة للعودة الى إرادة الشعب…فعندما تختلف حركات سياسية فلسطينية يجب أن تلجأ الى صناديق الاقتراع وليس الى صناديق الرصاص". وأكد "أعلن للجميع وباسم الرئيس أبو مازن وباسم اللجنة التنفيذية أن حركة حماس هى حركة فلسطينية لم ولن تكون حركة إرهابية". وأضاف "نتفق أو نختلف معهم لكن الأساس الآن هذه الخطوة خطوة مصالحة…لا دولة فلسطينية داخل قطاع غزة ولا دولة فلسطينية بدون قطاع غزة وإن لم نساعد أنفسنا فى هذا المجال لن يساعدنا أحد". كما أكد عريقات أن استراتيجية نتنياهو والتى وضعها منذ ثلاث سنوات ترتكز أيضا على ترسيخ فكرة سلطة فلسطينية بدون سلطة، موضحا أن عمليا على الأرض لاتوجد سلطة فعلية، كذلك على تنفيذ فكرة احتلال بدون تكليف، فهى سلطة الاحتلال ومسؤولة مسؤولية كاملة لكن الان لاتقوم بدفع رواتب أو معاشات. من ناحية أخرى، عرض عريقات مجموعة المعايير التى على أساسها تم التوجه الى المؤسسات والمواثيق الدولية، وقال إن المعيار الأول تمثل فى أن توقع على مواثيق تجسد الدولة وتعزز مؤسساتها وقدراتها الاقليمية والدولية. وأوضح "الميثاق الأول الذى يتوجب توقيعه هى مواثيق جنيف الأربعة بتاريخ 12 أغسطس 1949 والبروتوكولات الاضافية لعام 1977 وهى خمسة بروتوكولات وأيضا رسالة تسمى فى القانون الدولى "صك الانضمام" وهى التزامات دولة فلسطين والتى يجب أن تنفذها حال العضوية". وقال إن التوجه الى سويسرا كان بسبب أنها هى حاضنة لاتفاقيات جنيف، وتم توجيه رسالة الى رئيس الاتحاد السويسرى والان عليه خلال فترة ستة أشهر لكنه عمليا بما أننا شعب تحت الاحتلال فعليه خلال فترة شهر أن يصدر رسالة رسمية يعلن فيها للرئيس محمود عباس أن دولة فلسطين على حدود عام 67 وعاصمتها القدسالشرقية أصبحت دولة متعاقدة سامية لمواثيق جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الاضافية. وأضاف عريقات أن من ضمن المعايير التى على أساسها تم اختيار والتوقيع على هذه المواثيق حاجة الشعب الفلسطينى بالضفة الغربية وفى قطاع غزة الى حماية دولية. وقال "حماية المدنيين خلال الحرب هى أساس أركان الميثاق الرابع لجنيف، كما يوجد نحو 5000 أسير فى السجون الاسرائيلية لذلك تأتى ضرورة الحماية لشعب فلسطين"، كما أكد على ضرورة التوقيع على الميثاق المتعلق بمكافحة الابارتيد وكذلك الميثاق المتعلق بمكافحة كافة أشكال التفرقة العنصرية. وتابع "نحن فى عام 2014 وهناك طرق لا يستطيع الفلسطينى استخدامها فى الضفة الغربية وفى القدس، ولم يحدث فى أسوأ لحظات تاريخ جنوب أفريقيا العنصرية أن يمنع مواطن أبيض اللون استخدام طريق ما لكن اليوم هنا وفى عام 2014 هناك طرق فى الضفة الغربيةوالقدس لا يستخدمها الفلسطينى.. فهذه الاجراءات العنصرية تستخدمها اسرائيل لتبررها كأسباب أمنية". وذكر عريقات فى كلمته معيار آخر وهو خاص بالتمثيل الدبلوماسى حيث يوجد حاجة ملحة لوجود حصانة كباقى الأمم، مؤكدا أهمية التوقيع على ميثاق فيينا للعلاقات الدبلوماسية كذلك ميثاق فيينا للعلاقات القنصلية وميثاق فيينا لقوانين المعاهدات. كما أكد على ضرورة قيام دولة فلسطين على أساس أنها دولة القانون ودولة الحريات وحرية المرأة وحرية العبادات. وقال "يجب أن تكون رسالتنا الى العالم نعم نحن نوقع على ميثاق انهاء جميع أنواع التمييز ضد المرأة كذلك ميثاق ضد التعذيب أو أى شكل من أشكال الاساءة للمواطن لمجرد أنك تختلف معه" وأكد على توقيع 15 ميثاق وتسلم الجهات الدولية 13 صك انضمام، حيث قام وزير الخارجية الفلسطينى د. رياض المالكي الاربعاء الماضى بإرسال وثائق انضمام دولة فلسطين إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية رسمياً إلى الجهات الدولية المختصة، وهي السيد روبرت سيري، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، والسيد بول غارنيير، ممثل الاتحاد السويسري، وكذلك نائب ممثل المملكة الهولندية. وقال "لا يخضع أى من هذه طلبات الانضمام للتصويت، فالقانون الدولى واضح ومحدد فى هذا الشأن واذا قرر سكرتير عام الاممالمتحدة عدم الرد خلال فترة الشهر فتصبح فلسطين "اوتوماتيكيا" دولة عضو فى 13 مؤسسة التى قدمت للسيد بان كى مون". وأكد عدم نية فلسطين الصدام مع أحد قائلا: "نحن لانريد صداما مع أحد ولا نريد مواجهة مع أحد، طاقتنا بسيطة ونوجهها الى اسرائيل" . وتابع "سمعت أصوات اسرائيلية تقول إن هذا خرق لاتفاق فلسطين، وأرد عليهم: لم يكن للمؤسسات الدولية علاقة بالمفاوضات، فالصفقة التى تمت مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى وليس مع اسرائيل هى اذا وافقت اسرائيل الافراج عن 104 أسير يمتنع الجانب الفلسطينى عن الذهاب لعضوية هذه المؤسسات الدولية لمدة 9 أشهر…وقد دفعنا ثمنا باهظا لكن مبررنا أن الشعوب التى تحترم نفسها عبر التاريخ تخوض حروب من أجل أبنائها". واشار الى أن الجانب الفلسطينى لم يخالف الاتفاق، "نحن نلتزم بالدولتين وإنما نعزز بهذا التوقيع، عندما نقضت اسرائيل الافراج عن 30 أسير المتبقين فى الدفعة الرابعة كان هناك قرار اتخذ بالتوجه الى الانضمام الى عدد من المواثيق الدولية". وأكد على أن هذه الخطوة لم تقلل من الجهود الدولية والامريكية لعملية السلام، مضيفا "نحن لم نفاجأ الطرف الأمريكى والاسرائيلى قمنا بإبلاغهم اذا لم تلتزم اسرائيل بالاعلان عن الموعد بالافراج عن الاسرى سنوقع على المعاهدات الدولية .. هذا حق نمارسه بعيدا أن اى تهديد ووعيد". وأعرب عن أمله فى أن يبادر الاتحاد الاوروبى بالاعلان عن تأييده التام لهذه الخطوة وكذلك الحال بالنسبة للدول العربية، مشيرا الى طلب اجتماع المجلس الوزارى العربى بشكل طارئ حتى يصدر بيانات تأييد للقيادة الفلسطينية. وكان المؤتمر السنوى الثالث للمركز الفلسطينى لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية ‘مسارات'، قد طالب باعتماد وسائل نضالية جديدة، وتقديم قراءة عميقة وعلمية للتجربة الفلسطينية تعطى الكفاح بكافة أشكاله حقه. وأكد المشاركون فى المؤتمر الذى بدأت فعالياته فى رام اللهوغزة اليوم الجمعة، بعنوان ‘استراتيجيات المقاومة'، ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة واستخلاص الدروس والعبر وبلورة ووضع السياسات القادرة على فتح الآفاق المستقبلية. وقال رئيس مجلس أمناء مركز ‘مسارات' ممدوح العكر، ‘إن المؤتمر يبحث فى الاستراتيجيات الممكنة والفعالة والمؤثرة لمقاومة المشروع الاستعمارى الاستيطانى العنصرى".