قالت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية اليوم الاثنين أن إسرائيل بصدد القبول بحل وسط بشأن قضية تخصيب اليورانيوم الإيراني.وذكرت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الألكتروني اليوم ، أنه مع إنطلاق الجولة الثانية من المحادثات النووية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى المقرر أن تبدأ في بغداد بعد غد الأربعاء قالت مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى إن إسرائيل قد تكون أكثر مرونة بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم الإيراني بمستوى منخفض مما هو عليه في الوقت الراهن، وأنها على استعداد للسماح بذلك. وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل لم تبد أي قدر من المرونة بشأن صفقة محتملة مع إيران، فإن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أصدر بيانا قبل بضعة أسابيع جاء فيه أن إسرائيل يمكن أن توافق على استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى منخفض بلغ 5،3 %، بالإضافة إلى السماح ببقاء بضع مئات من الكيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 5،3 % في هذا البلد.وتشير “نسبة تخصيب اليورانيوم” إلى الدرجة التي تم تخصيب اليورانيوم الطبيعي مع النظير (يو-235) وهو النظير الذي يمكن أن تساند سلسلة ردود الفعل من الانشطار النووي. ويتم تخصيب اليورانيوم المستخدم في مفاعلات الطاقة من حوالي 3 إلى 4 %، في حين أن تخصيب اليورانيوم في الأسلحة النووية يبلغ 90 %.. ومع ذلك، يمكن أن يتم تصنيع الأسلحة النووية الخام باليورانيوم المخصب بما يصل إلى نسبة 20 %.وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إن تصريحات باراك، الذي كان يشارك في محادثات خاصة مع مسئولين أمريكيين، تتعارض مع الخط المتشدد الذي يظهره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طالب إيران بوقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم والتخلي عن أي يورانيوم مخصب في حوزتها.وتأتي تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي باراك الأخيرة التي أكد فيها استعداد إسرائيل للموافقة على تخصيب اليورانيوم في إيران بنسبة 5،3 %، لتشكل الأساس للموقف الإسرائيلي الجديد، والذي قد يوافق على الصفقة التي سيتم التوصل إليها في جولة المفاوضات الثانية، ضمن فرض قيود ورقابة دولية على المشروع النووي الإيراني.وفي الآونة الأخيرة، ابتعد باراك علنا عن خط نتنياهو، ولكن التخمين هو أن الأشياء جاءت في بيان وزير الدفاع تمثل اجماعا محدودا داخل اسرائيل على الاستعداد للسعي لجعل مجموعة 5+1 يستمرون في المناقشات مع إيران.ويبدو في الوقت الراهن أن هذه الدول وايران تسعى إلى إبرام إتفاق مؤقت، بموجبه ستوقف إيران تخصيب اليورانيوم بمستوى 20 %، وهو ما يعني أن عملية التخصيب في منشأة فوردو تحت الأرض، قرب قم، ستتوقف أساسا، كما أنه سيعني أيضا أن إيران يجب أن تتخلى عن بعض 100 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % من التي بحوزتها.وبالمقابل، فإن الدول الست وقف الجهود الرامية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران: على الرغم من أن حظر الإتحاد الأوروبي لواردات النفط من إيران سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو كما كان مقررا (أ.ش.أ ).
