المسافة بين الحق وغير الحق فى إعلام السنوات الأخيرة باتت ضيقة جدًا تقع أحيانا فى حالة من التيه عندما نحاول تحديدها. أقصد قضية ريهام سعيد والفتاة المتحرش بها والشاب المتهم بفيديو أنه متحرش إذا كان تقديم الفيديو الذى يظهر فيه الشاب المتحرش جاء كخبر اجتماعى فأنا لا أرى حقًا للمشاهد فى العلم بذلك الخبر، لكن إذا كان ظهور الفيديو على الشاشة بغرض توصيل صرخة الفتاة المتحرش بها للمسئولين فذلك حق للمواطن على الإعلام. وإذا ما ناقشنا تناول الفضائيات لهذه الحادثة فيما بعد ذلك نقف على 3 ظواهر... فضائية دافعت عن الفتاة ضد ظهور صور لها غير محبب للفتاة ظهورها علىالنت، وفضائية أخرى نقلت لنا معلومات عن المشهد الذى ظهر لنا أنه تحرش شاب بفتاة - معلومات من على لسان شقيقة الشاب المتهم وذلك حق للشاب وحق لأسرته لا لوم للإعلام إذا التزم به. لكن الخطأ الفادح أن كل فضائية من الفضائيتين لم تدرك ذلك وإنما كانت المسألة خناقة بين المذيعتين بدا أنه مباح فيما هو مسموح به عرفيًا من ألفاظ، وفى الفضائية الثالثة ظهرت الفتاة أيضا تتكلم وتهاجم ريهام سعيد بنفس المنطق والألفاظ، صحيح هذا الخطأ كان من نتائجه وقف برنامج ريهام سعيد لكن يبقى أمر مهم.. حق المشاهد المنتهك... مالى أنا كمشاهد بقصة أطرافها مجرد ناس عاديين يحق للقضاء فقط البت فيها؟.