أربعون عامًا فى الصحافة رحلة ليست بالقصيرة.. وجدير لمن يتمها بأن يتوقف ولو لحظة للتأمل.. آخذًا العبرة مما مضى لما هو قادم.. فبالأمس أتمت مجلة أكتوبر الحبيبة عامها التاسع والثلاثين.. واليوم بين أيديك تبدأ عامها الأربعين.. رافعة لرايات النصر العربى الوحيد على إسرائيل. فكما كان هذا النصر تجسيدًا لتوحد الأمة العربية خلف القيادة المصرية والسورية كان تخليد ذكراه بصور وجريدة تشرين السورية اليومية فى دمشق فى أكتوبر عام 1974.. وفى الذكرى الأولى للانتصار.. وتبعه صدور مجلة أكتوبر الأسبوعية فى القاهرة فى أكتوبر عام 1976 فى الذكرى الثالثة له. لقد ولدت هذه المجلة عملاقة شاء من شاء وأبى من أبى.. وتجمعت لها ظروف لم تتمتع بها غيرها.. فكانت الأولى عند صدورها فى كل شىء.. فهى الوحيدة التى صدرت لتخليد انتصار عسكرى مذهل..وهى أيضا المطبوعة المصرية الوحيدة التى إلها توأم سورى.. كما أنها أول مجلة قومية مصرية غير مؤممة. وإن ألقى بتكليف إصدارها على مؤسسة مؤممة!! هى فكرة السادات التى أبداها الأديب الراحل أنيس منصور.. فكان مدرسة جديدة فى الصحافة المصرية.. انفردت بشياكة العناوين.. وحداثة التبويب.. وقدمت الخبر لأول مرة فى المجلات المصرية من خلال «اتجاه الريح».. وأشركت قارءها أيضا لأول مرة فى التحرير من خلال خطابك وصل.. فصارت مثلا احتذت به الصحف المصرية.. انفردت بالتحقيق المصور.. والحوار الممتع.. ولم يضم غيرها هذه الكوكبة من الأدباء والكتاب.. نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس والدكتور مصطفى محمود والدكتور حسين مؤنس واللواء جمال حماد، كما ضمنت أول قسم للترجمة العبرية فى تاريخ الصحافة المصرية.. كان عينا على إسرائيل من داخلها!! ولم تكن أكتوبر أنيس مجلة النظام.. ولكن الدولة المنتصرة.. أخلصت وتميزت فتربعت على عرش صحافة المجلات وصارت مثلا استحق رسائل الماجيستير والدكتوراه.. كل سنة وأكتوبر وقراؤها طيبون.