لعبت «أكتوبر» فى حقبتى منتصف السبعينيات والثمانينيات دورا كبيرا فى تشكيل الوعى الثقافى لدى قطاع عريض من المثقفين وكانت «مجلة أكتوبر» معبرة عن لسان حال الصحافة فى تلك الفترة وبالإضافة إلى أنها مجلة سياسية فى الأساس إلا أنها كانت معنية بتشكيل الوعى الثقافى والتقت بعدد من المثقفين الذين تربوا ثقافيا وتابعوا الأحداث من نافذة أكتوبر .بداية يقول د. هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب كل سنة ومجلة أكتوبر طيبة فأنا واحد من الجيل الذى بدأ يقرأ فى السبعينيات منذ أن كان طفلا حيث كانت دار المعارف الرافد الأساسى للقراءة حيث كانت المكتبة الوحيدة فى شبين الكوم موطنى الأصلى وكان هناك ارتباط وثيق بين دار المعارف ومجلة أكتوبر وكان لكلمة أكتوبر ما يدفعنى إلى الانجذاب للمجلة وكان هناك أيضًا ارتباط بين مشروع مجلة أكتوبر والانتصار فى حرب 1973م فكما كانت دار المعارف هى من عودتنى على القراءة كانت أكتوبر هى المجلة التى عودتنى على متابعة الأحداث بصورة ما كما أن الأستاذ أنيس منصور هو أحد الكتاب الذين عودونى على القراءة فى ذلك الوقت بكتاباته الرشيقة وكانت تجذبنى للورق فهى تدخل القارئ إلى عوالم جديدة ولما كنت مهتما بالشعر فكان الشاعر أحمد سويلم هو أحد الروافد الأساسية لعالم الشعر بالنسبة لى فقد أسهم فى اتجاهى للناحية الأدبية. وأضاف الحاج أن هناك العديد من الأعداد التذكارية التى احتفظت بها منها الأعداد الخاصة عن حرب أكتوبر حيث كانت أعدادًا مهمة خاصة العدد الذى تم إصداره بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. وعن أمنياته لمجلة أكتوبر قال الحاج أتمنى أن تعود مجلة أكتوبر لتأخذ مكانها بين القراء وأن تعود كازدهارها فى السبعينيات والثمانينيات وأعتقد أن هناك نية لرؤية جديدة وانطلاقة جديدة لصحافة المجلة وذلك بتركيزها على الشباب ومخابطة عقول الشباب وإشراكهم فى هيئة التحرير. الشاعر حسن طلب هنأ «أكتوبر» قائلا: أنت مجلة ثقافية لك وضع خاص بين المجلات الأسبوعية موضحًا أنها اقترنت بانتصارات أكتوبر حيث أنشأت بعد الحرب بسنوات قليلة وكان الأستاذ أنيس منصور أول رئيس تحرير لها حيث استطاع أن يترك بصمة ويجعلها حاضرة على خريطة المجلات الأسبوعية الثقافية و السياسية كما أن مجلة أكتوبر ارتبط اسمها بأسماء رؤساء تحرير لهم باع طويل فى مجال الصحافة كأنيس منصور وصلاح منتصر. ونحن ننتظر منها أن تجسد روح أكتوبر وفكرة العبور ليس فقط فى مجال القتال وإنما فى مجال الثقافة وتحقق الانتصارات ضد الفكر المتخلف و الانتصار لحرية الرأى والتعبير والحقيقة أن أكتوبر سارت على هذا الدرب منذ نشأتها ولكننا ننتظر منها الأكثر لأن الانتصار الذى اقترنت به لابد أن يكون مترجمًا ثقافيا وصحفيا إلى انتصارات أخرى على كل الأفكار التى تشدنا إلى الخلف. شهادات المبدعين وأضاف طلب: أتذكر أعداد أكتوبر الأولى والتى كانت تحتفل بذكرى أكتوبر وشهادات المبدعين وقد ساهمت فى أحد هذه الأعداد وكانت صفحة الثقافة للراحل الصديق عبد العال الحمامصى والذى كان حريصًا على النهوض بهذه الصفحة حيث كانت تغطى الحياة الثقافية رغم أنها كانت مجلة سياسية إلا أنها من المجلات التى أعطت الثقافة حيزا كبيرا فى أعدادها أما الآن فلا نشعر أن الثقافة فى الحيز الذى نتمناه وهذا على مستوى جميع الجرائد والمجلات وهذا مؤشر غير مطمئن لأن المعركة الآن هى معركة انتصار الفكر المستنير الذى يقاوم كل الأفكار الدخيلة علينا ونحن كمفكرين لنا ميراث نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد وأحمد لطفى السيد وغيرهم وهذا الميراث يتراجع وتدخل لنا أفكار هى وراء قوى التطرف ومن هنا أتمنى ل مجلة أكتوبر فى عيدها القادم أن تكون المعركة الثقافية جزءًا من استراتيجية المجلة. عملاقة أما كاتب الأطفال يعقوب الشارونى فيقول عاصرت مجلة أكتوبر التى ولدت عملاقة فى السبعينيات والتى شقت طريقها فأصبحت واحدة من كبريات المجلات الأسبوعية المصرية وهكذا حلقت دار المعارف بجناحى النشر من ناحية والتى احتلت فيه المكانة الأولى بين دور النشر فى مصر والعالم العربى والجناح الآخر وهو الصحافة والذى حلقت بهم مجلة أكتوبر عاليا وأضاف الشارونى أنه لما كانت دار المعارف هى الرائدة فى إصدار كتب الأطفال، كما أنها سبق وأن أصدرت واحدة من أنجح مجلات الأطفال فى تاريخ مصر هى مجلة سندباد فإننى أقترح أن تصدر مجلة أكتوبر متعاونة مع دار المعارف مجلة أطفال ولو مرة واحدة فى كل شهر لتتواصل الأجيال مع أنجح المجلات واعرق دور النشر. ليست مصادفة أما د.خلف الميرى رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة فيقول لم تكن مصادفة أن تاخذ هذه المجلة اسم أكتوبر لأنها واكبت الحدث العظيم وكان على رأسها الكاتب الكبير أنيس منصور ثم صلاح منتصر كما تولاها كبار الكتاب والصحفيون والحقيقة ان مجلة أكتوبر كانت نقلة نوعية فى عالم المجلات من حيث الإخراج والتبويب والكتاب والملفات الساخنة وكان لها قراء من جميع الأعمار فقد كانت أفكار الأستاذ أنيس منصور منعكسة على أبوابها حيث كانت مجلة غير تقليدية وأذكر من الكتاب جمال حماد حيث كنت متابع لكتاباته وكذلك كتابات أنيس منصور وأقول لأكتوبر فى عيد ميلادها كل سنة وأنت فى مزيد من التفوق والازدهار وأنا كأحد قراء أكتوبر أقول لها أنتظر منك الكثير على يد الشباب. ذكرى عزيزة وتقول د.كاميليا صبحى رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية إن إنشاء مجلة أكتوبر ارتبط بذكرى عزيزة فى قلوبنا وانطلاقها كان انطلاقًا لمجلة ذات كيان كبير ولم تكن مجرد مجلة وليدة والحقيقة إنها ربت العديد من الأجيال وأتذكر لها الكثير من الأعداد المميزة خاصة أن رئاسة تحريرها كانت لشخصية ارتبطنا بها ارتباطًا أدبيًا فقد كانت أكتوبر كبيرة من أول يوم وأوجه لها التحية فى عيد ميلادها. رحم الله أنيس يقول الفنان التشكيلى عصمت داوستاشى رحم الله الكاتب أنيس منصور مؤسس مجلة أكتوبر حيث تعد أكتوبر لسان حال فترة السبعينيات حيث كانت معبرة عن توجهات تلك الفترة و كانت تهتم بكل مناحى الحياة سياسية و اقتصادية وخارجية وكذلك كانت تهتم بالفن التشكيلى وجميع الفنون البصرية ولازلت أحتفظ بكثير من الأعداد المميزة لمجلة أكتوبر وأتمنى أن تعود أكتوبر لتهتم بالفنون وأتمنى لها المزيد من العمر لتواصل رسالتها الإعلامية.