يجب ألا يشارك صيامنا الغرور والتكبر وترهيب الناس والاستعلاء على الضعفاء، وتذكروا أن الفقراء والأيتام والمساكين ينتظرون نظرة أخوة يشعر معها أنه أخوك فى الله؛ لأن من نبذ خلق التواضع وتعالى وتكَبَّر إنما هو فى الحقيقة معتد على مقام الألوهية لأن الكبرياء والعظمة لله وحده، ولا يجوز للعبد أن يتصف بهما أو بأحدهما، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:-(الكبرياءُ ردائى والعظمةُ إزارى. فمن نازعنى واحداً منهما ألقيتُه فى جهنم).فالكبر خلُق من أخلاق إبليس، فمن أراد الكِبر فليعلم أنه يتخلق بأخلاق الشياطين، وأنه لم يتخلق بأخلاق الملائكة المكرمين الذين أطاعوا ربهم فوقعوا ساجدين. ولكن هل التواضع يتنافى مع الملبس والتمتع بكل حلال سؤال يسأله كثير منا لنفسه فلقد أجاب النبى عن ذلك عندما قال:- (لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل:- إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال:- إن الله جميل يحب الجمال، الكبر:- بَطَر الحق وغَمْط الناس) وبطر الحق:- رده بعد معرفته،وغمط الناس:- احتقارهم. والصائم الحقيقى يحرص على التواضع، ذلك السلوك الذى نحن فى أمس الحاجة له فى شتى مراحل حياتنا فى العمل وفى الشارع وفى المسجد، فيحبك الناس ويحبك الله ورسوله. اللهم ارزقنا التواضع بلا ضعة والعزة بلا تعالٍ وارزقنا حسن القول والعمل وحسن الخاتمة.