تفتح مصر أبوابها دائمًا أمام أشقائها العرب غير مدخرة لجهد من أجل توحيد الصف العربى ورفعة كلمته وشأنه وهو ما أكد عليه سامح شكرى وزير الخارجية خلال الجلسة الافتتاحية فى مؤتمر القبائل الليبية، مشيرًا إلى أن مصر تسعى لحشد كافة الجهود المخلصة والصادقة من أجل النجاح فى تخطى المخاطر التى تحيط بنا والتغلب عليها وإعادة الاستقرار والأمن لبلداننا وتحقيق التقدم والازدهار الذى تستحقه شعوب هذه المنطقة العظيمة. وأضاف شكرى أن مصر حريصة على مصلحة ليبيا الشقيقة وأمن واستقرار شعبها، فعلاقة مصر وليبيا ليست علاقة جوار جغرافى فحسب، بل إنها علاقة تاريخية وأزلية تمتد بين الشعبين الشقيقين اللذين يجمع بينهما روابط الدم والمصاهرة. وأكد د. بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن كل القبائل التى تم دعوتها من قبل السلطات المصرية لحضور مؤتمر القبائل الليبية بالقاهرة حضرت ولم تتخلف أى قبيلة عن الحضور. موضحًا أن القبائل الليبية التى جاءت تمثل كل المناطق الجغرافية المختلفة فى الشرق والغرب فى ليبيا، مبينًا أن أجندة العمل والأهداف المنوطة بالمؤتمر كلها متروكة للأشقاء الليبيين للنقاش ولتحديد مصيرهم وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص على التأكيد على لم الشمل الليبى ووحدة التراب الليبى ووقف نزيف الدم. وأضاف أن المجتمع الليبى له خصوصية حيث تلعب القبائل الدور الرئيسى فى لم الشمل بإعتبارها العمود الفقرى لوحدة التراب الليبيى وبالتالى نحن نعول عليهم لدفع الحل السياسى وإنهاء الأزمة الليبية والخروج من المأزق الراهن. وشدد عبد العاطى على أهمية إلقاء السلاح ونزع السلاح من المليشيات المسلحة ونبذ العنف والتطرف حتى تكون هناك حكومة شرعية واحدة تفرض صلاحياتها وسلطتها على كافة التراب الوطنى وصولا إلى عودة الأمن والاستقرار فى دولة ليبيا الشقيقة. ومن جانبه أكد الشيخ عادل الفايدى المنسق الرسمى للجنة التحضيرية لمؤتمر القبائل الليبية - أنه بالرغم من تهديدات التنظيمات المتطرفة فى ليبيا التى تعرضت لها القبائل بسبب حضور المؤتمر إلا أن نسبة الحضور كانت كبيرة. مضيفًا أن التهديدات كانت من قبل تنظيم داعش الإرهابى والإخوان وقوات فجر ليبيا وأنصار الشريعة. وقال إن المؤتمر كان يهدف الى جمع الليبيين حول طاولة واحدة للحفاظ على وحدة الدولة من خطر التقسيم، ورفع الغطاء الاجتماعى عن أبناء القبائل المنخرطين فى الميليشيات المسلحة. مطالبًا القبائل الليبية التى شاركت فى المؤتمر والتى بلغت حوالى 70 قبيلة تحمل مسئولياتها تجاه الوطن وهى الحفاظ على السلم والأمن الاجتماعى داخل الدولة فى الظروف الصعبة كالتى نمر بها. فيما أكد الشيخ محمد بورزيرة - أحد مشايخ قبيلة الفرجان – على أهمية سرعة تشكيل قوة عربية مشتركة خاصة فى ظل تزايد التحديات الراهنة التى تتعرض لها المنطقة العربية وتصاعد الأزمة الليبية بصفة خاصة. معتبرًا أن الجيش العربى أداة قوية لمواجهة التدخلات الخارجية وحل الأزمات العربية الراهنة وعلى رأسها الأزمة الليبية. ومن جهة أخرى أكد سعد أحمد - أحد أعيان وحكماء القبائل الليبية - أن مؤتمر القبائل الليبية الذى عقد بالقاهرة فرصة لليبيين لفتح صفحة جديدة والاتفاق على إنشاء حكومة توافقية فى حضور جميع المشايخ ومحاولة السيطرة على المليشيات المسلحة. وطالب بضرورة إنشاء المجلس الأعلى لكبار مشايخ القبائل الليبية، خاصة أن البرلمان الليبى فشل على الرغم من كونه الجهة الشرعية ولذلك لابد من تشكيل مجلس عسكرى أعلى بقيادة اللواء حفتر يتولى ادارة الدولة الليبية وذلك حتى لا يكون هناك فراغ دستورى يهدد وحدة ليبيا والشعب الليبى، مضيفًا أننا نتطلع الى بناء مستقبل آمن للشعب لليبى والانتقال من المرحلة الانتقالية مثلما فعلت مصر الشقيقة بقيادة رئيسها عبد الفتاح السيسى. فيما أكد عبد القادر فريد برشه احد مشايخ قبيلة برشة ببرقة - أن حل الأزمة الليبية يتوقف على عودة الاطراف الليبية الى دستور عام 51 الذى وضعه الآباء المؤسسون وعلى رأسهم الملك أدريس الذى جاء إلى مصر وأسس جيش التحرير فى الأربعينيات. داعيا القبائل الليبية التوافق على دستور 51 لأن هو الذى يستطيع إنقاذ ليبييا من الحرب الراهنة. نافيًا وجود أى خلاف سياسى بين القبائل الليبية. وشدد على ضرورة استقرار وضع الدستور قبل الانخراط فى النشاط الحزبى، خاصة أن الأحزاب قد تعمق الأزمة الليبية وتدفع ليبيا إلى النفق المظلم. لافتًا إلى أن الحل الآن فى يد القبائل خاصة بعد فشل المساعى الدولية لحل الأزمة. وأشاد بالموقف المصرى تجاه الازمة الليبية ودعمها لمؤسسات الشرعية الليبية. مؤكدًا تأييد القبائل الليبية للسياسة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى خاصة فى ظل أن الأمن القومى الليبى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى. وأكد عبد الحميد الممبى عبد الكريم –أحد مشايخ قبيلة العبيدات – أن الأزمة الليبية تتفاقم فى ظل تواطؤ المجتمع الدولى مع الأطراف المتطرفة فى ليبيا، موضحًا أن المجتمع الدولى يسعى لإطالة أمد الأزمة الليبية خاصة أنه فشل فى كل المساعى لحل الأزمة بالطرق السلمية وفشل كل الحوارات السابقة. واستنكر دعم تركيا وقطر والسودان للمليشيات المسلحة فى ليبيا وذلك لتعميق الأزمة الليبية. مضيفا أننا نعول على تشكيل القوة العربية المشتركة الذى سيدعم الشعب الليبيى للخروج من هذا النفق المظلم. ومن جهته أكد يحيى بكر أحد مشايخ قبيلة تابو أن هناك توقعات بنجاح مؤتمر القبائل الليبية الذى انعقد بالقاهرة مؤخرا والذى استمر ثلاث أيام وذلك بحضور 350 من كبار شيوخ القبائل الليبية. مضيفًا أن القبائل الليبية توافقت على تشكيل مجلس أعلى للقبائل وحكومة توافق وطنى وكيفية السيطرة على المليشيات المسلحة. فيما أكد يوسف فرانشى أحد مشايخ قبيلة تابو أننا نسعى لحل النزاع بين القبائل الليبية رافضا إقصاء أى طرف دون آخر ومشاركة كافة القبائل الليبية متمنيا أن يحقق المؤتمر نتائج ايجابية لحل الأزمة الليبية ووقف النزيف الدامى فى ليبيا وعودة الاستقرار والأمن. من جهة أخرى أكد سعيد على - أحد مشايخ ليبيا - أن هناك اختلافا فى وجهات النظر بين القبائل الليبية. موضحًا أن هناك بعض الأطراف تبحث عن مصالح شخصية وتحمل أجندات خاصة والبعض الآخر يبحث عن السلطة. وشدد على أهمية توافق الأطراف الليبية حول نقاط محددة وعلى رأسها تشكيل مجلس أعلى للقبائل الليبية ووضع آلية محددة للسيطرة على المليشيات الليبية، لافتًا إلى أن ليبيا تغرق الآن ولذلك الأمر يتطلب مزيدا من التعاون العربى والأطراف الليبية لوقف نزيف الدم الليبى وحل الأزمة الليبية.