«أنا هنا علشان أقولك إحنا أسفين « تلك الكلمات التى قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته « لإكرام» إحدى ضحايا التحرش بميدان التحرير» وتعهد وقتها بعدم تكرار الحادث داعيا جميع أجهزة الدولة بالتصدى لهذه الظاهرة وكلف رئيس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية يشارك فيها الأزهر والكنيسة للوقوف على أسباب انتشار تلك الظاهرة وتحديد استراتيجية وطنية لمواجهتها مما دعا المجلس القومى للمرأة لإطلاق هذه الاستراتيجة من أجل القضاء على كافة أشكال العنف ضد الفتاة وخلق مجتمع خال من العنف يكفل للمرأة الحماية مع ضمان مشاركتها الفاعلة والعادلة فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وذلك بالتعاون مع 14 وزارة أبرزها الداخلية والسياحة والعدل والتربية والتعليم والثقافة، وعدد من الهيئات والمنظمات النسائية. تقول السفيرة مرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة: تعد هذه الاستراتيجية نواة لتغيير ثقافة المجتمع تجاه المرأة ونموذجا لمواجهة المشكلات الاجتماعية الموجودة فى المجتمع، حيث عقدت اللجنة التيسرية العليا ممثلة فى الوزراء ومن ينوب عنهم 4 اجتماعات على مدار إعداد الاستراتيجية كما عقدت اللجنة التنفيذية ممثلة من الخبراء بالجهات المختلفة المشاركة 9 اجتماعات وعلى هامش هذه الاجتماعات تم عقد 6 اجتماعات فى 6 محافظات لوضع توصيات وفقا لمقترحات كل محافظة. وأشارت التلاوى إلى أن إطلاق هذه الاستراتيجية يأتى ضمن سلسلة جهود المجلس منذ إنشائه عام 2000 لمكافحة العنف ضد المرأة. وأوضحت التلاوى أبرز المحاور التى تتناولها الاستراتيحية الوطنية لمناهضة العنف وضع تعريف لمصطلح العنف حيث تضمنت إصدار تشريع متكامل لمعاقبة جرائم العنف ضد النساء، فضلاً عن وضع تعريف محدد حول ظاهرة التحرش يجرم بموجبه مرتكب الواقعة. وفى السياق ذاته قالت جيهان توفيق مدير إدارة الهيئات الدولية والمنظمات الأجنبية بالمجلس إن تنفيذ خطة عمل الاستراتيحية على أرض الواقع يتطلب تضافر الجهود والتنسيق بين الآليات المختلفة الحكومية وغير الحكومية، حيث تستند هذه الاستراتيجية على أربعة محاور رئيسية وهى الوقاية والحماية والتدخلات والخدمات التى تقدم للمرأة المعنفة» والملاحقة القانونية، سيتم العمل عليهم خلال المرحلة المقبلة، إضافة إلى تشكيل لجنة تنسيقية مسئولة عن تقييم الأداء ومراجعة مدى تحقيق الأهداف والوقوف على معوقات التنفيذ وتقديم المقترحات. وأكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن الإسلام ينبذ العنف والتطرف والإرهاب بكل أشكاله وصوره ويعتبره آفة تهدد أمن المجتمعات، كما ينظر إلى صور العنف التى تطال الجسد فى بعض الحالات إلى الإفساد فى الأرض بما فى ذلك العنف النفسى والمعنوى. واكد ان الأزهر الشريف على أتم استعداد للتعاون مع كافة الجهات المعنية فى عقد المؤتمرات والندوات وكافة المناشط لنشر ثقافة التعايش السلمى بين الرجال والنساء فى المجتمع. وأشار اللواء مدحت بسيونى مساعد وزير العدل لقطاع حقوق الإنسان أن هذه الاستراتيجية رسالة موجهة إلى الأم المصرية التى أنقذت الوطن أكثر من مرة وخير دليل للعالم على أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، وأن الأسرة المصرية صمام الأمان لهذا الوطن رغم ما تعانيه من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة والإرهاب الأسود إلا أن الوضع مطمئن من خلال عملى فى القضاء. وأشار اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات العامة إلى أن وزارة الداخلية تقدر وتحترم حقوق المرأة المصرية وتعمل على كفالة هذه الحقوق وبناء عليه تم إنشاء إدارة معنية لمكافحة العنف ضد المرأة، وإنشاء أقسام لمكافحة جرائم العنف ضد المرأة على مستوى جميع مديريات الأمن، ويتضمن داخل هذه الأقسام عناصر نسائية، لافتا إلى أن هذه الأقسام تقدم جهودا كبيرة خاصة فى المناسبات والاحتفالات.