بدأت الاحتفالية بكلمة الدكتورة أحلام يونس رئيس الأكاديمية، التى طلبت من الحضور الوقوف دقيقة حداداً على روح الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى. وانطلق الحفل بكلمة أرشيفية للرئيس عبد الفتاح السيسى، عبر شاشات العرض، التى حيا فيها الشعب المصرى والأمة العربية، وضجت القاعة بالتصفيق بمجرد ظهور صورة السيسى على الشاشة، وهتف الحاضرون خلفه «تحيا مصر..تحيا مصر..تحيا مصر». ورغم تأخر انطلاق الحفل لأكثر من ساعة بسبب انتظار وزير الثقافة الذى لم يحضر فى النهاية، لدرجة لجوء البعض إلى «الصفير» والتصفيق باليد للتعبير عن استيائهم لتأخر البدء فى فعاليات الاحتفالية التى حملت عنوان «مصر تحتفل بعروبتها»، إلا أن الحضور قد اندمجوا بسرعة فى أجواء الحفل التى اتسمت بدرجة شديدة من العاطفية نتيجة التأثر بكلمات المطربين الثلاثة العرب، بما حملته من حب وتقدير لمصر وشعبها، كما جاءت كلمات وزراء الشباب والصحة والتضامن الاجتماعى ومحافظ الجيزة على نفس المستوى من التلقائية والصدق والعفوية. وقال المطرب الاماراتى حسين الجسمى، صاحب أجمل الأغانى الوطنية الحديثة عن مصر، وآخرها رائعة «بشرة خير» إن مصر أعطته أكثر بكثير مما أعطاها، محيياً كل مصرى جدع من بين 92 مليون مصرى ومصرية يحبهم ويقدرهم، وأثار الجسمى إعجاب وتصفيق الحضور باللفتة التلقائية الجميلة، التى أسرع من خلالها لالتقاط الخيط المربوط به شهادة الدكتوراة الفخرية الخاصة به والمرسوم عليه علم مصر قبل سقوطه على الأرض. وبعد أن بدأت مراسم التكريم، وبعد أن عرض تقرير خاص عن مسيرة الفنان حسين الجسمى مع مصر ، أعلنت الدكتورة أحلام يونس رئيس أكادمية الفنون منحه شهادة الدكتوراه الفخرية، ودعته للحضور بصفة «الدكتور» حسين الجسمى، وقدمت إليه شهادة الدكتوراة ودرعاً خاصاً بمناسبة التكريم، أمام جميع الحضور فى المركز الأكاديمى للثقافة والفنون قاعة سيد درويش، ليبادر الجسمى منحنيًا لرفع قصاصات «العلم المصرى» التى كانت تغلف شهادة الدكتوراة الفخرية، وتقبيله والإحتفاظ بها ملفوفة بيده حتى نهاية الحفل. ثم أمسك الجسمى الميكروفون وقال: «لما تسأل كل الناس مين هم أجدع ناس.. يقولك هم المصريين.. وأنا اليوم، وبهذه اللحظة التاريخية فى مشوارى الفنى، ومعى هذا التكريم اللى أفتخر به، كان نفسى يحضره هنا أمامى 92 مليون مصرى علشان أشكرهم واحد واحد، وأقول للعالم، هم دول المصريين «أجدع ناس»، ثم أضاف: «مصر قدمت لى الكثير، وما قدمته لها يعتبر شيئًا قليلًا إلى جوار ما قدمته لى». أما الفنان الكويتى عبد الله الرويشد، الذى كان قد حقق شهرة كبيرة فى مصر بعد الأوبريت الذى غناه عقب الاجتياح العراقى للكويت، وكتبه الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى « بيتى وبيقول بيته»، فقد قال إنه لم يجد أفضل من هتاف الرئيس السيسى ليعبر به عن حبه وامتنانه لشعب وجيش مصر، وهو «تحيا مصر». فيما علق الفنان السعودى عبادى الجوهر، ثالث المكرمين العرب على عنوان الاحتفالية « مصر تفخر بعروبتها»، قائلاً: ونحن أيضاً نفخر بمصر..شكراً لمصر وشعب مصر». وكانت مفاجأة الاحتفالية هى التسجيل الصوتى للمطربة العظيمة شادية، التى تسلم ابن شقيقتها خالد شاكر شهادة الدكتوراة الفخرية بدلا عنها، وصرحت الدكتورة أحلام يونس أنها ستنتقل هى وجميع عمداء معاهد أكاديمية الفنون إلى بيت الفنانة القديرة لتسليمها الشهادة شخصياً..وأبكت كلمة شادية المسجلة الحضور..وقالت فيها..أشكر بلدى حبيبتى اللى كرمتنى ومنحتنى الدكتوراة الفخرية..يا حبيبتى يا مصر..يا حبيبتى يا مصر». وجاءت كلمات الوزراء هى الأخرى لتشعل حماسة جمهور الحفل، حيث اعترف وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز بأن دموعه قد انهمرت رغماً عنه، تأثراً بتسجيل قيثارة الشرق شادية، وكلمات ضيوف مصر من الأشقاء العرب، مبديًا دهشته من أن يكون بعض الأشقاء يحبون بلدنا اكثر منا. أما وزيرة التضامن الاجتماعى غادة والى فقد خطفت الأضواء بعفويتها وخفة ظلها، وخاصة حين ذكرت كل سيدات الحفل بأن أغنية شادية « يا دبلة الخطوبة» ترتبط فى أذهانهن بالتأكيد بذكرى الخطوبة الجميلة، كما ذكرت اسماء أغنيات أخرى شهيرة لشادية، ووجهت حديثها للمطرب الإماراتى حسين الجسمى، قائلة: قلب كل مصرى ومصرية رقص على نغمات بشرة خير»، كما حيت زميليه المطربين عبد الله الرويشد وعبادى الجوهر بكلمات رقيقة. فيما لم يجد وزير الصحة الدكتور عادل عدوى ما يصف به الموسيقى والفن سوى بأنه دواء القلوب، موجهاً حديثه هو الآخر للجسمى، قائلاً: لقد أرحتنا جميعا كمصريين ببشرة خير، وكانت بشرة للخلاص من حكم الإخوان. وتضمن برنامج الحفل، غناء «الرويشد» لأغنية «مصر التى فى خاطرى» لأم كلثوم، كما غنى «الجسمى» أغنية «بحبك وحشتينى»، فى حين غنى «الجوهر» أغنية بعنوان «مصر آية فى كتابى»، كما قدمت فرقة أم كلثوم بقيادة المايسترو أمير عبد المجيد، أغنية «وطنى حبيبى الوطن الأكبر»، وبدأت الأغنية بعرض فيديو الأغنية والتى شاركت فيه الفنانة شادية مع الموسيقار محمد عبدالوهاب إلى جانب باقة من مطربى الزمن الجميل، ثم ظهر على المسرح مطربو فرقة أم كلثوم وهم: يحيى العراقى، هدى أحمد، علا سعيد، إيناس محمد، أحمد سعد، وشاركهم فى الغناء الفنانون العرب المكرمون خلال الحفل. وقد تفاعل الجمهور مع الأغنية فى حماسة تنمو عن وطنية شديدة، تأكيدًا على أواصر الترابط والعلاقات بين جميع دول الوطن العربى التى تسعى أن تكون وطن واحد كبير. وأشاد الحضور والمكرمون بمستوى الإخراج الفنى للاحتفالية، التى أخرجها الدكتور عاطف عوض، الأستاذ بمعهد البالية، وصمم ديكوراتها الدكتور صبحى السيد الأستاذ بالمعهد العالى للفنون المسرحية.