"فى مكان رائع بحلوان.. وفى ركن هادئ فى أحضان نهر النيل يوجد متحف يحمل اسم الملك فاروق يضم تحفًا نادرة من تماثيل ولوحات وأثاث وساعات ذهبية وفترينات حافلة بالهدايا التى قُدمت إلى أسرة محمد على منذ عهد الخديو إسماعيل وحتى الملك فاروق. " يضم المتحف أيضًا حجرتى نوم الملك والملكة ومهد الطفل الأمير أحمد فؤاد، كل هذه التحف التى تحمل رائحة الماضى الجميل تم تنظيفها وترميمها وتطوير اسلوب عرضها وتعلية السور المحيط بها لمنع أى متسلل من الدخول. وجار حاليا استكمال بعض الأعمال منها تدعيم المكان بكاميرات مراقبة وذلك لإعادة افتتاح المتحف بعد غلق استمر ما يقرب من أربع سنوات. وكان متحف ركن فاروق قد أغلقت أبوابه مثل كثير من المتاحف فور إعلان سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل عام 2010، وذلك لمراجعة النواحى التأمينية واستكمالها للحفاظ على مقتنيات هذه المتاحف ولكن بعد ثورة 25 يناير 2011 وتوقف السياحة بسبب الانفلات الأمنى أصبح من الصعب أن تستكمل وزارة الآثار هذه الأعمال والمشاريع المختلفة لعدم توافر الإمكانات المادية. والآن ولتنشيط الحركة السياحية مرة أخرى تقرر افتتاح بعض الأماكن الأثرية ومنها هذا المتحف حيث أكدت مها محمد رئيس الإدارة المركزية للمتاحف التاريخية أنه تم الانتهاء من ترميم وتنظيف وصيانة مقتنيات المتحف وتطوير اسلوب عرضها كما تمت تعلية السور الحجرى من جميع الاتجاهات بسور حديدى بنهايات رمحية تمنع أى متسلل من الدخول. وجار حاليا إعداد بطاقات العرض لجميع المقتنيات وتدعيم المكان بكاميرات مراقبة إضافية ثابتة ومتحركة وتجديد الستائر. موقع متميز يقع متحف ركن فاروق على بعُد ستة كيلو مترات من القاهرة على الضفة الشرقية للنيل غرب مدينة حلوان، وهو إحدى استراحات الملك فاروق يرجع تاريخها لعام 1942 وكان يوجد فى مكانها كازينو شهير يدعى «سان جيوفانى» اشترى الملك هذا المكان لكى يبنى استراحته التى كان يلجأ إليها للاستجمام بعيدا عن مشاق ومسئوليات الحكم وجمع فيها كل الهدايا التى قُدمت إلى أسرة محمد على بدءًَا من الخديو إسماعيل ووصولا إليه. تبدأ ملامح المتحف من واجهته وبوابته الحديدية، خضراء اللون تعلوها الشارة الملكية ويتوسطها اسم الملك فاروق. ثم الاستراحة من الداخل شيدت على الطراز الحديث وسط حديقة شاسعة يحيط بها سور من الحجارة، والجميل أن مبنى الاستراحة صُمم بحيث يشبه من الخارج شكل اليخت ليتلاءم مع موقعه على النهر الخالد. تتكون الاستراحة الملكية من ثلاثة طوابق. الأرضى له مدخل خاص به وكان مخصصًا للمطبخ وأماكن إقامة الخدم وتشغلة الآن إدارة المتحف والطابق الثانى كان مخصصًا للاستقبال وإقامة الملك والملكة ويحتوى الآن على قاعات العرض المتحفى ويتم الوصول إليه من سلم رخامى يتكون من تسع درجات أما الطابق الثالث فهو سطح مكشوف يمكن الوصول إليه من خلال سلم داخلى بالطابق الثانى. أقسام المتحف ينقسم المتحف إلى قسمين، الشرقى ويضم غرفتى نوم الملك والملكة والحمامين والتراس. والقسم الغربى ويحتوى على قاعات الاستقبال والسفرة والتدخين والتراس. وتعتبر قاعة الاستقبال هى أول قاعة يقابلها الزائر عند دخوله وهى تضم ثلاث فتارين أثرية تحتوى داخلها على تحف رائعة منها ساعة من الذهب الخالص على شكل فرعونى ومطعمة باثنى عشر فصًا من الزمرد اهديت إلى الملك فاروق بمناسبة عيد جلوسة على العرش وتماثيل لأفيال من خشب الابنوس والعاج وعلبة سجائر من الفضة على شكل معبد فرعونى غطاؤها عليه رمز المملكة المصرية وهو الهلال والنجوم الثلاث والتاج الملكى بالإضافة إلى مجموعة من الخزف المطعم والأوانى الزجاجية الملونة عليها مناظر من معالم مصر وتمثال لثلاث فتيات عاريات يجلسن على صخرة يمثلن الحكمة القديمة «لا أرى لا أسمع لا أتكلم» وعلبة مجواهرات من المعدن المطلى بماء الذهب على شكل معبد يونانى رومانى وهرم من المرمر على أحد أوجهه صورة نصفية للملك فؤاد الأول من العاج يعلوه التاج الملكى بنقش بارز وتضم هذه القاعة أيضا تمثالين من البرونز من صنع الفنان العالمى كورييه ترجع لعام 1866 لفلاحتين مصريتين تحمل كل منهما جرة أو «بلاص» على رأسها وهما يمثلان الوجهين البحرى والقبلى كما يوجد على الجدران زهريتان من المعدن المطلى بالفضة يوجد على بدن كل منهما دائرة مدون فيها «سمو الأمير فاروق» مما يدل على أنه تم نقشهما قبل تولى فاروق عرش البلاد. مكونات المتحف ويضم المتحف مجموعة من الأثاث ذات الطابع الفرعونى وهى نماذج مقلدة من أثاث الملك توت عنخ آمون تم نقلها إلى المتحف من استراحة الملك بالهرم بعد إصابتها بالشروخ ومنها ثلاثة أسَّرة تعرض أسفل السلم المؤدى إلى السطح. ومن هذه القاعة نصل إلى قاعتى السفرة والتدخين حيث تضم القاعة الأولى مائدة من خشب الزان تحيط بها عشرة كراسى وهى على طراز لويس السادس عشر وعدد اثنين من البوفيهات عليهما رسوم فرعونية. أما حجرة التدخين التى تقع فى الجهة المقابلة لحجرة السفرة فتتوسطها مدفأة من الرخام الالبستر ولها غطاء من النحاس على شكل طاووس ويعرض فى الحجرة بعض الصناديق الخشبية وطقم انترية على الطراز الفرعونى. ومن أهم معروضات هذه الحجرة لوحة الجلوس على العرش وهى من الجلد مهداه إلى الملك فاروق بمناسبة جلوسه على العرش بالإضافة إلى ثلاث صور فوتوغرافية الأولى للملك فؤاد والثانية لشجرة العائلة الملكية من محمد على وحتى الملك فاروق أما الثالثة فهى للملك فاروق بعد توليه عرش البلاد. ويوجد فى نهاية الممرر الفاصل بين قاعتى السفرة والتدخين التراس الغربى الذى يضم خمس شرفات صغيرة نصف دائرية تطل على نهر النيل فى منظر ساحر جميل. القسم الشرقى أما القسم الشرقى من الاستراحة الملكية والذى تصل إليه من خلال باب فى قاعة الاستقبال لنجد أنفسنا فى ممر على جانب هذا الممر توجد حجرتا نوم الملك والملكة وداخل حجرة الملك يوجد سرير وأنتريه ودولاب، وأعلى السرير صورة زيتية للملك وهو فى العاشرة من عمره وهذه الحجرة ملحق بها حمام. أما حجرة الملكة فهى بسيطة تحتوى على سرير يغطيه مفرش من الستان الروز ودولاب وتسريحة وانترية وسرير صغير خاص بالأمير الطفل أحمد فؤاد وهو على شكل مركب عليه حليات معدنية تمثل أقاليم مصر والسودان ورأس السرير عبارة عن تمثال لسيدة فرعونية تحمل التاج الملكى وكأنها تقدمه للأمير ولى العهد وعلى جدار الحجرة توجد صورة زفاف الملك فاروق والملكة ناريمان وصورة أخرى للملكة ترتدى ثوب السهرة المطرز وملحق أيضا بهذه الحجرة حمام خاص بالملكة.. نافورة «نهر الحب» تطل حجرتا الملك والملكة، على التراس الشرقى الذى يوجد به مجسم من الجض لمعبد الكرنك وطريق الكباش، أما الحديقة المحيطة بالاستراحة فيوجد بها منتزه طويل على ضفة النيل يتقدمه مرسى ينزل إليه بدرج لممارسة هواية الصيد كما تضم أيضا مجموعة من أزهار الزينة والعديد من أشجار الفاكهة خاصة المانجو بأنواعها المختلفة والتى يعقد لها كل عام مزاد لبيعها بأعلى الأسعار فهى طبيعية لا يتم رشها بأى مبيدات. هذا بالإضافة إلى النباتات العطرية مثل روز مارى والريحان. وتتوسط الحديقة نافورة من الرخام مصممة على الطراز الرومانى فى شكل مجموعة من الأطفال تعزف على آلة البوق، وقد تم تصوير العديد من الأفلام والأعمال الدرامية عند هذه النافورة منها فيلم «نهر الحب» لفاتن حمامة وعمر الشريف وفيلم الشموع السوداء لنجاه الصغيرة.. وكان يقام فى الحديقة قبل ثورة 25 يناير العديد من الحفلات والندوات الثقافية التى توقفت الآن.