كشفت الأحداث الأخيرة التى شهدتها اليمن فشل تجربة الإخوان المسلمين وسياسه الحكومة الحالية التى استغلها الحوثيون الذين تمكنوا من السيطرة على مدينة صنعاء والمبانى الحكومية بعد أن كانت تحت سيطرة الإخوان بما سمح بالتدخل الدولى والإقليمى الذى يهدد أمن واستقرار اليمن. فى هذا السياق أكد د.ثابت صالح - الباحث والمحلل السياسى والعسكري لدى القوات المسلحة اليمنية - أن المواقف الإقليمية والدولية بشكل عام لم تكن فى صالح اليمن واليمنيين لا فى الشمال ولا فى الجنوب بل جعلت من اليمن ملعباً لتصفية حساباتها والحرب بالوكالة. وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب مع الجميع وعلى الجميع لتحقيق مصالحها الشخصية وبالتالى يظل الموقف الأوروبى هو الأفضل فى المرحلة الراهنة. موضحا أن العمليات العسكرية الأمريكية الموجهه لتنظيم القاعدة دون الحوثيين بالرغم من سيطرة الحوثيون الآن على الشمال ولكنهم ليسوا أخطر من القاعدة من وجهه النظر الأمريكية ولذلك كانت الاستعانة بالطائرات الأمريكية بدون طيار ضرورية واضطرارية فى هذة المرحلةالتى تمر بها اليمن. وأوضح صالح أن المجتمع الدولى والإقليمى لا يهتم بوحدة اليمن ولا بشعبها حرصا على أمن واستقرار اليمن بل بسبب موقع اليمن الاستراتيجى المسيطر على باب المندب حيث تمر إمدادات النفط الضخمة إلى أوروبا وأمريكا عبر باب المندب الذى يقع تحت سيطرة اليمن وما زال هذا الممر المائى الاستراتيجى المهم حالياً تحت سيطرة القوات اليمنية ولن يكون إلا تحت سيطرتها لأسباب يمنية ودولية واقليمية. وشدد على أن إيران ليست الخطر الأوحد على اليمن بل هناك تركياوأمريكا كلهم يسيرون فى نفس الاتجاة لتحقيق مصالح خاصة على حساب مصلحة اليمن وشعبة. لافتا أن هناك توافقًا سعوديًا إيرانيًا وأمريكيًا لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين وداعش فى المنطقة. نافيا ما تردد حول عقد صفقة بين أمريكاوإيران للسيطرة على اليمن مثلما حدث فى العراق ,ولكن هناك توافق على مراعاة مصالح إيران فى اليمن برعاية وكنترول أمريكى. واستطرد قائلا إن المشهد السياسى الآن فى اليمن وخاصة فى الشمال يبرز قوة أنصار الله كقوة مهيمنة فى ظل انحسار دور التجمع اليمنى للإصلاح (الإخوان المسلمين ) مع بقاء دور ملموس لنظام الرئيس السابق على عبدالله صالح ممثلاً بالمؤتمر الشعبى العام .فى حين أن الرئيس الحالى عبدربه منصور هادى ما يزال يشكل رمانة الميزان ومحل إجماع القوى السياسية على الأقل على المدى القريب ويأمل اليمنيون بناء دولة النظام والقانون على انقاض شبه الدولة القبلية والعسكرية والدينية السابقة والتى ما زالت قائمة.