مازال الوضع فى اليمن يثير القلق على مستقبل البلد العربى الذى يشهد أيامًا تعد مفترق طرق فى تاريخه الحديث، وتثار تساؤلات عدة بعد اختيار د. أحمد عوض بن مبارك لرئاسة حكومة الوفاق الوطنى الجديدة أبرزها سحب سيصمد اتفاق التهدئة وتشكيل حكومة ذات كفاءات وتجريد الفرقاء فى العاصمة من الأسلحة خاصة أن أعضاء جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبى بزعامة الرئيس السابق على عبد الله صالح يرفضون اختيار بن مبارك رئيسا للحكومة المقبلة بما سيهدد الاتفاق ويوقف سحب المسلحين من صنعاء خاصة فى ضوء المعلومات عن وجود تحركات عسكرية لعناصر حوثية نحو مضيق باب المندب الاستراتيجى بين البحر الأحمر وبحر العرب بما يهدد الأمن القومى المصرى والعربى. حول هذا الموقف الشائك فى اليمن يقول المستشار الحقوقى محمد عبد النعيم - رئيس المنظمة المتحدة الوطنية لحقوق الإنسان، إن اليمن تحت سيطرة الحوثيين الآن خاصة فى ظل استمرار التوسع فى مناطق كثيرة من البلاد ورضوخ الحكومة اليمنية المؤقتة واستسلام الرئيس اليمنى عبد ربه هادى منصور للحوثيين محذرا من أن فشل الاتفاق على تشكيل الحكومة ورفض الحوثيين لأحمد عوض بن مبارك رئيسا للحكومة الجديدة، سيؤدى إلى تصاعد الأزمة اليمنيه ويؤثر سلبًا على المنطقة العربية خاصة أن عناصر من الحوثيين يسعون للسيطرة على مضيق باب المندب الذى يعتبر حلقة الوصل بين الشرق والغرب لمرور التجارة الدولية وتوصيل الشحنات والبضائع لجميع الدول المطلة على البحر الأحمر، كما يمر من خلاله 3 ملايين برميل نفط يوميا. وأضاف أن كل ما تقوم به جماعة الحوثيين ضمن اللعبة الأمريكيةالإيرانية جديدة للسيطرة على حركة الملاحة العالمية خاصة بعد الصفعة التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى لهم بشق قناة السويس الجديدة. لافتا إلى أن إيران هى المحرك الرئيسى والداعم الأول للحوثيين فى اليمن وتسعى منذ سنوات إلى تحقيق هدفها الاستراتيجى فى التحكم بالممرات المائية الاستراتيجية المحيطة بالوطن العربى، فهى تسيطر على مضيق هرمز وتحاول الآن السيطرة على باب المندب الذى يعتبر حلقة الوصل بين الشرق والغرب لمرور التجارة الدولية. وأكد أن المتمردين الحوثيين تحركوا فى وقت سابق باتجاه محافظة مآرب شرق البلاد، وينتظرون مساعدة القبائل الحليفة لهم فى السيطرة على حقول النفط والغاز وعلى محطة الكهرباء الرئيسية التى تغذى العاصمة. وفى ظل هذا التطور مازال اتفاق السلام الموقع تحت رعاية الأممالمتحدة والذى يقضى بتعيين رئيس وزراء جديد وانسحاب المسلحين من العاصمة معلقاً بانتظار توقف طموح الحوثيين. فيما حذر المستشار تيمور المغازى- كاتب ومستشار بشعبة المبدعين العرب للتعاون الدولى لدى جامعه الدول العربية - من التدخل الأمريكى الإيرانى فى المنطقة العربية، وذلك من خلال داعش أولا فى سوريا والعراق ثم من خلال الحوثيين فى اليمن وفى منطقة الخليج فى المستقبل القريب. متوقعا أن تشهد المنطقة العربية أحداث متتالية للضغط على بعض التى تدعم مصر ووقفت بجانبها، حيث تسعى أمريكا لإضعاف تلك الأنظمة لعدم تصديها فى المستقبل فى وجه أية أزمة بهدف الفوز ب الجائزة الكبرى مصر.