التترات «ذلك الشريط الذى يحوى أسماء المشاركين فى العمل الفنى» هى أول شىء تستقبله عين المشاهد المتابع لأى فيلم فى هذه التترات (وظائف عديدة) للمشاركين مهم جدًا للمشاهد إدراك مهمة ودور كل وظيفة من هذه الوظائف حتى يكون قادرًا على المتابعة بعين «فاهمة سينما». يتكون أى فيلم سينمائى من مجموعة مشاهد غالبًا لا تقل عن 90 مشهدًا. مطلوب أن تأتى فى زمن متوسطه ساعة أو ساعة ونصف (فى الفيلم الطويل).. تتابع هذه المشاهد ومضمون الحدث فى الصورة التى أمام المشاهد هو عمل من فعل كاتب السيناريو.. عملية كتابة السيناريو عملية تأتى تالية لعملية كتابة قصة الفيلم. موضوع الفيلم وشخوصه الأساسية على الأقل وأهم النقلات الدرامية فى سياق تصاعد الحدث فى الفيلم.. أحيانًا يكون كاتب قصة الفيلم غير كاتب السيناريو وأحيانا يكون كاتب القصة هو كاتب السيناريو.. مثلًا نجيب محفوظ هو صاحب قصص أفلام عديدة حولت رواياته إلى سينما. لكن كاتب السيناريو الذى نقل هذه الرواية من على الورق إلى الشاشة كان مختلفًا (مش هو نجيب محفوظ).. فى حين عمل نجيب محفوظ كاتب سيناريو فقط فى أفلام عديدة أذكر منها فيلم و«لك يوم يا ظالم» عن قصة اقتباس وفيقة أبو جبل.. وشارك محفوظ فى كتابة سيناريو هذا الفيلم صلاح أبو سيف.. فى أحيان تطابق السيناريو أحداث وشخوص القصة وأحيانًا يتصرف كاتب السيناريو فيضيف أحداثًا وشخوصًا من خياله هو ولا يكون فى ذلك أى اعتداء على المؤلف للقصة.. كاتب الحوار مهمته عمل الكلام الذى يأتى على لسان كل شخصية بشكل يوافق بيئة الشخصية وثقافتها وتكوينها النفسى.. فى أفلام زمان كان هناك كاتب للقصة وآخر للسيناريو وثالث للحوار حاليًا. المهام الثلاث يقوم بها رجل واحد غالبًا. .. عملية تنفيذ السيناريو بما يحتويه من عناصر صورة وإضاءة مهمة ملاحظ السيناريو ومهمة ملاحظ الحوار متابعة تسجيله كما هو على الورق. فى أى مشهد من هذه المشاهد ال 90 المكونة يكون أمام الكاميرا الممثلون والإكسسوارات والتى منها المتحرك كسيارة أو دراجة او عربة حنطور ومنها الثابت كالقطع المكونة أو المضافة إلى الديكور أو القطع الموجودة ويتم استعمالها كمفرد ضمن مفردات المشهد، كسكين أو مسدس أو كمبيوتر.. إلخ... خلف الكاميرا يكون المخرج ومهمته من شقين: الأول تحديد حركة الممثل أمام الكاميرا والسيطرة على أدائه ليكون فى صالح موضوع المشهد (الصورة) و(الحوار). الثانى تحديد حركة الكاميرا فى كل لقطة من هنا تبدأ مهمة المصور. أنواع اللقطات فى إيجاز (لقطة كلوز إن) وهى المعروفة باللقطة المكبرة وتلعب دورًا فى إبراز إحساس معين فى وجه الممثل أو فى حركة يديه أو تبرز شيئًا مطلوب التركيز عليه. (سلسلة مفاتيح) يكون لها دور فى الحدث الجارى على الشاشة أو التالى له أو السابق.. (لقطة كلوز أوت) عكس اللقطة السابقة وبها يتسع الميدان المكون للصورة ليظهر عنصر (ممثل أو ديكور أو اكسسوار) لظهوره دلالة فى المشهد لم يكن ظاهرًا فى اللقطة السابقة (لقطة بان) ونوعين (بان رأسى) وفيها تتحرك الكاميرا على المنظر من اليمين إلى الشمال أو العكس. وهناك اللقطة البانورامية التى تجمل كل تفاصيل المنظر.. ومن حيث حجم اللقطة هناك تنوع (لقطة مكبرة) فيها يظهر جزء من جسم الممثل (رأسه مثلًا) ولقطة متوسطة وفيها تظهر صورة الممثل حتى ركبتيه أو حزامه. ولقطة كاملة. .. البراعة التى يظهرها المصور السينمائى تكون فى تنفيذ اللقطة كما هى على الورق وكما يريد المخرج وبحرفية ونظرة تميزه عن أى مصور آخر.. زوايا التصوير عمل تحكمه عوامل عديدة لكن أهمها إحساس المصور. .. المهم هذه اللقطات يتم أخذها بشكل متفرغ.. غالبًا المشاهد المشتركة فى ديكور واحد وزمن واحد يتم تصويرها مجمعة فى يوم أو أيام تصوير واحدة.. ثم تأتى المهمة التالية. .. وضع هذه اللقطات كل لقطة فى كل مشهد فى مكانها كما هو مكتوب فى السيناريو هذه أولى مهام المونتاج.. لكنها ليست كلها.. المونتير فى أى عمل سينمائى عين بها يكتمل عمل المخرج. .. عملية المونتاج لوضع اللقطة فى مكانها وأخذ الجزء الخادم للموضوع هذه العملية تقريبًا عمل (معادل) أو (مساوى) لعملية إخراج الفيلم.. وهناك من المخرجين من تتم عملية إخراجهم للفيلم فى غرفة المونتاج بل منهم من قال إنه عكس توجيه أحداث فيلمه بزاوية 180 درجة فى غرفة المونتاج هكذا قال مخرج فيلم (الجمال الأمريكى) الفائز بعدة جوائز أوسكار بحسب ما روى الناقد هانى لاشين فى مقدمة كتابه عن المونيتر حسين مؤنس. أما عملية المكساج فهى تخص الصوت الذى نسمعه متابعًا للصورة الموجودة على الشاشة.. هذا الصوت فى أى فيلم إما يتم تسجيله مع عملية تصوير اللقطة أو المشهد (ذلك دائمًا فى المشاهد المصورة داخليًَا) فى الاستديو أو يتم تسجيله منفردًا فى استديو صوت ويتم بعد التصوير تركيبة الصوت على الصورة ليكون واضحًا ومؤثرًا وناقلًا جديدًا لموضوع المشهد هى عملية المكساج. .. الكلاكيت تلك الأداة المكونة من فكين خشب يخبطهما عامل الكلاكيت مع بداية كل لقطة أو مشهد.. فمهمتها ضبط الصوت على الصورة. بحيث إن سماع خبطة الفكين يكون فى وقت تلامسهما فى الصورة لا الصوت يسبق الصورة ولا الصورة تسبق الصوت.. وفى التتر تظهر مصطلحات لوظائف أخرى.. (المؤثرات).. وهى نوعان مرئية دخان. هباب، غبار، مطر أو مسموعة مثل انفجار أو صوت باب إلخ.. .. بعد انتهائك من قراءة التتر تابع الفيلم لأنك قادر على تقييم (عمل) كل اسم ظهر على الشاشة أو على الأقل (عارف مين عمل إيه فى الفيلم ده)!.