إن الأوضاع المأساوية التى يشهدها الصحفيون فى العالم العربى منذ ما يزيد على ثلاث سنوات مضت، وازدياد أماكن الصراع والبؤر الساخنة خاصة مع بداية مايسمى «بالربيع العربى» أو «الدمار العربى» هذه الأوضاع كانت موجودة بشكل نسبى وعمليات محدودة لكن بعد هذه الأحداث زادت بشكل مخيف كما كثرت عمليات القتل والخطف والاعتقال والتعذيب للصحفيين كل ذلك من أجل إخفاء الحقيقة، لأن كل هذه العمليات التى يتعرض لها الصحفيون بشكل مستمر ومنظم الغرض منه اخفاء الحقائق البشعة التى يتعرض لها الوطن العربى من مؤامرات خارجية وداخلية وفتن ودسائس وتزييف للحقائق وطمس الحقيقة وتغيب للوعى الجمعى للشباب العربى وهذه هى حروب الجيل الرابع والتى تهدف إلى التدمير الذاتى للشعوب وهى حروب بدون مدافع أو قنابل بل أبناء الوطن الواحد يقتلون أنفسهم بعضهم البعض وهذه هى صيغة الغرب فى محاولة لتقسيم الوطن العربى والاستيلاء على خيراته وثرواته الطبيعية من المواد البترولية والمواد الخام وجعل الوطن العربى سوق للغرب ومستهلكا لمنتجاته وألا يكون الوطن العربى منتجًا هذا هو ما يفكر به الغرب لنا فكل المحاولات التى تتم الصحفيين تعود فى الأساس إلى أنهم دائمو البحث عن الحقيقة وما يدور فى كواليس المشهد العربى وتفاعلاته من وقائع وأحداث ومخططات كل هذه المحاولات ترتبط إلى حد كبير بالمد الثورى وحالة السيولة السياسية والمجتمعية تشهدها بعض الدول العربية من صراع عنيف ومحموم على السلطة، فإن عمل الصحفيين والمصورين بل والإعلاميين أيضا يأتى فى إطار ضمان وصول الحقائق للمجتمعات التى غيبت لسنوات طويلة تحت غطاء دينى، فإن القتل معناه استهداف واغتيال الحقيقة، بالفعل أو أن أوضاع الصحفيين فى العالم العربى تنذر بالخطر، وفى الوقت نفسه مطالبون بمراعاة قيم ومعايير الممارسة المهنية وقسم الولاء للقراء فى إطار المسئولية الاجتماعية الملقاة على عاتق كل صحفى شريف وحر ووطنى، وفى وقت أصبحت فيه «الحقيقة» بالف وجه وأصبح «اليقين» ضربا من العبث.. فمن المهم جدًا فى هذه الظروف التى تمر بها جميعا وبالأمة العربية أن نرعى الله فى تصرفا وفى مهنتنا وأن يكون الدور الذى نلعبه نابعا من الضمير المهنى الحر والوطنية الخالصة للوطن ونحن أيضا فى وقت أشد ما نكون فيه إلى النضال من خلال الرؤى الوطنية وتوصيل الحقائق دون تزييف إلى صاحب القرار، لأنه للأسف هذا الوقت اختلط فيه الحابل بالنابل نحن أحوج ما نكون إلى الصدق والشفافية من الجميع مسئولين وحكومات وإفرادا وصحفيين، وأن تتكاتف الجهود بين الحكومات والتنظيمات النقابية والمؤسسات الصحفية من أجل ضمانات مادية وقانونية ولوجستية تكفل للصحفيين ممارسة دورهم بحرية ودون قيود شرط ألا يتعدى سلامة الوطن وأمنه القومى بممارسة مهنية نزيهة وعادلة وشفافة ودون غرض سياسى أو اقتصادى أو اجتماعى وفى نفس الوقت على النقابات والاتحادات المهنية الوقوف مع ابناء الجماعة الصحفية لحمايتهم من متاعب المهنة وحماية صاحبة الجلالة مما ينتظرها.