الخلافة الإسلامية بالعراق وما حولها هى الإطار الذى توصل الية الأمريكان واسرائيل لتنفيذ مخططهم وإعادة إطلاق مشروع هيئة الأركان الأمريكية تجزئة «الشرق الأوسط الموسع» وإعادة تشكيله فى دول يدعون أن تكون متجانسة عرقيًا وطائفيًا والكل أكد أن تنظيم داعش ما هو إلا أداة أمريكية صهيونية لتقسيم الشرق الأوسط. القيادى السابق فى جماعة الجهاد الإسلامية الشيخ نبيل نعيم أكد أنه لا يوجد ما يسمى بالخلافة الإسلامية وإنها ادعاءات كاذبة وليس لها أى قيمة فلا يوجد مشروع إسلامى يبنى على القتل وتفكيك المسلمين وتقسيم الدول إلى دويلات. وأضاف أن مخطط تقسيم الدول المتواجدة حول إسرائيل موضوع منذ فترة للعراق وسوريا ومصر ودول عربية أخرى لتحقيق الحلم الصهيونى واستقرار إسرائيل ولن ننسى أن أول شاحنة نفط خرجت من إقليم كردستان كانت لإسرائيل عن طريق الإخوان فى تركيا. وأشار إلى أن نجاح مصر فى ثورة 30 يونيو وما تلاها من استحقاقات دستورية عطل خطة أمريكا بشكل كبير فى تقسيم الدول التى كانت تسعى إليها ولكن علينا ألا ننسى أيضا أن الاقتصاد المصرى منهار وأننا لا نقدر على خوض أى حرب خلال الفترة المقبلة ويجب علينا أن نكون حذرين جدا فى تعاملاتنا. قال القيادى السابق لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور خالد الزعفرانى أن إسرائيل دولة مصطنعة وبلا جذور فى المنطقة ومع وجود الدول المحيطة بها وترابطها مع مرور الأيام وازدياد عدد السكان فى المنطقة العربية المحيطة ستجعلها نقطة فى بحر. وأضاف أن فكرة التقسيم جاءت من أمريكا ودول أوروبا لأنهم يعتبرون أنها الابن الشرعى لهم فى المنطقة وبالتالى فإن التقسيم سيقدم لإسرائيل خدمة كبيرة فبعد أن كانت كطفل الأنابيب سيكون لها هيمنة. وأوضح أن التقسيم بالنسبة لمصر مستحيل بسبب الترابط الاسرى بين الجميع وعدم وجود طوائف فى مصر. أما بالنسبة لداعش أراها فرقة من فرق الخوارج ولم يكتب لهم أن يقيموا دولة فى عشرات المرات أثناء حكم الدولة الأموية والعباسية وفكرهم وعقيدتهم تدعو إلى الاختلاف والتفكك وذلك فى أسرع وقت ممكن. ومن جانبه أكد الدكتور شعبان عبد العليم الأمين العام المساعد لحزب النور، أنه يصعب نجاح أى مخططات فى مصر بعد نجاح ثورة 30 يونيو والاستحقاقين الدستوريين وذلك بسبب أن الثقافة المصرية واحدة رغم اختلاف الأديان والمساحة التى نتجمع فيها صغيرة وهى حول نهر النيل والدلتا. وأضاف إن ما يثار حول الخلافة ما هو إلا استغلال لمشاعر الشباب وما تحمله الجملة من انطباعات إيجابية لدى شباب الأمة. وقال إنه بالنسبة لتقسيم كل من سوريا والعراق المناخ هناك يساعد على ذلك والمذهبية الموجودة فى البلدين أيضا تساعد على ذلك. قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية فى جامعة القاهرة إن المخطط لتقسيم المنطقة فكرة طرحها الاستعمار ووضحت قديما فى عام 1916 مع «سايكس بيكو». وأضافت أن الولاياتالمتحدة هى الوريثة للاستعمار وامتداد الاستعمار القديم وبدأت بالفعل بطرح مشروعات أخرى للتقسيم. وأوضحت أن تقسيم المنطقة سيكون على أساس عرقى ودينى وطائفى على النحو الذى يضمن أمن اسرائيل فالتقسيم يجعل الدول الجديدة صغيرة وضعيفة وبينها خلافات ولا توجد أى أسس للوحدة وبالتالى تصبح دولة إسرائيل هى الأقدم فى المنطقة ولها وضعية متميزة. وأشارت إلى أن هذا فكر استراتيجى أمريكى على حساب الدول العربية ويخدم أهدافها وأهداف إسرائيل. بينما أكد أيضا الدكتور على الشريف أستاذ التاريخ والحضارة جامعة الأزهر أن «ثورة 30 يونيو هى العنصر الوحيد الذى استطاع أن يوقف هذا المخطط، والتفاف دول الخليج والدول العربية وراء مصر، جاء خوفًا من تنفيذه وتقسيم هذه الدول إلى دويلات». وقال إن مؤتمر هرتسيليا عام 2000، الذى حضرته أجهزة الأمن القومى لإسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية، فضلًا عن بعض خبراء المال والاقتصاد، درس المنطقة وكيفية التعامل معها. وأضاف أن الخطوات الفعلية لهذا المخطط بدأت عام 2012 على يد الإخوان بعد توليهم السلطة فى مصر، وتضمنت أن تكون رفح والعريش لحماس، ومصر تأخذ جزءا من الأردن، والأردن تأخذ من سوريا، وسوريا تأخذ من لبنان، وهكذا، وتضمنت الخطة أيضًا تقسيم السعودية والسودان واليمن، عن طريق إيجاد نوع من التناحر الطائفى. مؤكدا على أن ظهور داعش فى هذه الفترة، يعود إلى أن الأمريكان يحاولون إيجاد بديل للجماعة الإرهابية، كيد لتنفيذ مخططهم لإعادة التقسيم فى الشرق الأوسط، بعد فشلهم بسبب ثورة 30 يونيو، فهم لن يتنازلوا بسهولة عن هذا المخطط.”