لكل فرعون سحرة يبدلون له الحقائق ويزيفون الواقع يرغبون فقط فى أسرة بعيدا عن المجتمع وأوجاع الناس وعند الأزمات هم أول من يهربوا من السفينة تماماً مثلما حدث مع سحرة فرعون فهم ربما يكونون قد شاهدوا فى سيدنا موسى معجزة الرحمن ولكن فضلوا أن ينضموا للجانب الأقوى. المشكلة الحقيقة أن هذا النموذج لم ولن ينتهى من الحياة فكل حاكم، خاصة فى وطننا العربى يحيط به بطانة وحاشية من النفعيين وعبيد السلطة يسحرون له كل شىء حتى يفقد حكمه فهم فى حقيقة الأمر لا يتطلعوا لمصلحة الحاكم أو الوطن، ولكن فقط أنفسهم ثم أنفسهم. هؤلاء السحرة المتمثلين فى بطانة السوء هم السبب الرئيسى لم آلت إليه الأحوال فى مصر فعليهم التنحى جانبا فنحن سئمنا هؤلاء المنافقين جانين السلطة القادم وها نحن على أعتاب خطوات من حسم الأمر واختيار قائد جديد لهذه الأمة عليه أن يعى جيدًا أن لا سبيل له سوى أن يحيط نفسه بالشعب فهو الضامن الأول والأخير لبقائه فى السلطة لا أحزاب ولا جماعات، فقط الشعب، لذلك أقول للقادم يا سيادة الرئيس أرفض وبكل حزم النفاق والمحسوبية والوسطة وابعد عنك هؤلاء السحرة وأعلم جيدًا أن الشعب هو الحامى الوحيد لشرعيتك. وأذكرك أخيرًا بوصية الحجاج الثقفى لأمير مصر حين قال له: لو ولاك أمير المؤمنين على مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمى الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بسوء إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب وهم أهل قوة وصبر وجلد وحمل ولايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه فاتقى غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض وأتقى فيهم ثلاثاً نسائهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها.. أراضيهم وإلا حاربتك صخور جبالهم ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك وهم فى عمومهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله.