حذر مؤتمر مستشفى جامعة ليدز بإنجلترا، رائدة زراعة الكبد وعلاج فيروس سى فى أوروبا، مرضى فيروس سى من تأجيل العلاج بالعقاقير المتوافرة حاليًا انتظارًا للأدوية الحديثة التى تؤخذ بالفم، والمتوقع توافرها عام 2014-2015 بأسعار باهظة. وضم المؤتمر أكثر من 90 طبيب كبد مصرى، أكدوا جميعاً، خلال مشاركتهم فى إطلاق أول برنامج متكامل بليدز عن زرعة الكبد وعلاج فيروس سى، أن حالة الكبد هى الحاكمة فى بدء العلاج أو الانتظار، وأن الطبيب هو الذى يحدد ذلك، كما حذروا من توقف المرضى عن استكمال العلاج بالإنترفيرون طويل المفعول والريبافيرين بعد بدئه نظرًا لأن هذه الخطوة تتسبب فى سرعة تدهور المرضى وتقلل فرص استجابتهم للعلاجات الجديدة فى المستقبل. وتوقعت الدكتورة فيدرا تاكتاتزيس، استشارى أمراض الكبد بمستشفى جامعة ليدز، عدم استخدام العلاج الحديث لفيروس سى بمفرده فى الفترة الأولى، وإنما مع العلاجات التقليدية، وذلك خلال الأعوام الثلاثة القادمة. وأوضح الدكتور يحيى الشاذلى، أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمى والكبد والمناظير بكلية طب جامعة عين شمس، أن الحقائق تشير إلى بداية عصر جديد وطفرة علمية تتمثل فى ظهور الأدوية الجديدة لفيروس سى بالفم، إلا أن أحدًا لا يعلم فى مصر متى يتم توفير العلاجات الحديثة أو سعرها، ولذلك يجب عودة المرضى لأطبائهم لمساعدتهم فى اتخاذ هذا القرار الخطير، بالانتظار أو البدء فى العلاج فورًا، كما أن تكلفتها الحالية باهظة ويصل القرص الواحد إلى 1000 دولار، نظرًا لأن تكلفة الكورس العلاجى الكامل تصل إلى 80 أو 90 ألف دولار أمريكى. أوضح الدكتور طاهر الزناتى، أستاذ علاج الجهاز الهضمى والكبد، أن تقارير هيئة الغذاء والدواء الأخيرة، أكدت علاج النوع الجينى الأول والرابع من فيروس سى بعلاج ثلاثى مكون من «سوفوسبوفير وانترفيرون طويل المفعول وريبافيرين»، وعلاج النوع الجينى الثانى والثالث باستخدام الأقراص الجديدة مع ريبافيرين بدون الانترفيرون. وأشار الدكتور إمام واكد، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي، إلى أن هناك تحليلاً جديدًا «الانترليوكين ب 28» يكشف عن التركيب الجينى للإنسان ويقسم الأشخاص إلى 3 فئات، الأولى تستجيب للعلاج بالانترفيرون طويل المفعول بنسبة 70 إلى 80? ، والثانية تستجيب بنسبة 15 إلى 20?، والثالثة حوالى 30?. وفى دراسة أجريت على التحليل فى مصر، اتضح أن 20? من المصريين من الفئة الأولى و 25? من الفئة الثانية و55? من الفئة الثالثة مما يعنى أن 20? من المرضى المصريين المصابين بفيروس سى يمكن علاجهم بالدواء المتاح حاليا مع احتمال قوى للشفاء دون الحاجة إلى انتظار الأدوية المكلفة مستقبليًا، وفى دراسة عن تأثير هذا التحليل على الاستجابة للعلاج فى مرضى معهد الكبد القومى بالمنوفية، أكدت نتائجها شفاء المرضى من الفئة الأولى بنسبة 78?، ولذلك ينصح المرضى من الفئة الثانية والثالثة بانتظار الأدوية الحديثة التى تحسن فرص العلاج ولكن بعد استشارة أطبائهم .