ازدادت هذه الأيام فى شوارع القاهرة الكبرى وضواحيها أكوام من المخلفات الصلبة نتيجة لأعمال البناء والهدم، ونزيد أيضًا على هذه المخلفات القمامة وتلوث البيئة وانتشار الأمراض، كل ذلك نتيجة للسلوك غير الحضارى لبعض المواطنين الذى يؤدى إلى غلق الطرق وازدحام المرور بالإضافة إلى كثرة الحشرات والميكروبات. وحتى لا ننكر جهد الكثير من الجهات المعنية فى رفع هذه المخلفات فإننا نرى أن هذا الجهد لا يشعر به المواطن، لأنه بمجرد إزالة المخلفات تحل محلها مخلفات أخرى لكثرة المبانى وزيادة القمامة اليومية.. الأمر الذى جعل د.ليلى اسكندر وزيرة البيئة تكثف من اجتماعاتها بين الوزراء المعنيين بالأمر ومنهم التنمية المحلية والمالية مع محافظى إقليم القاهرة الكبرى للإعداد لخطة تنفيذية لتطوير نظم إدارة المخلفات أو كيفية التعامل معها بشكل سليم وآمن من خلال الشبكة الاقليمية لتبادل المعلومات والخبرات التى انضمت مصر إليها حول إدارة النفايات الصلبة وربطها بالشبكة الوطنية المصرية ومن خلال جهود وزيرة البيئة لوضع سياسات استراتيجيات للتوصيف البيئى وإعداد خطط وآليات لتنفيذها لإزالة التراكمات التاريخية من القاهرة الكبرى والتى تؤرق المصريين بسبب المنظر المشوه للشكل العام فى الشارع المصرى. وبالفعل خصصت وزارة البيئة خمسة مواقع لعمليات المعالجة والتدوير للتخلص النهائى من هذه المخلفات خارج حدود الكتلة السكنية والعمرانية بالقاهرة الكبرى بالشكل الأمثل، ولأن هذه المشكلة لا يمكن مواجهتها من قبل الدولة فقط، لأنها مشكلة ذات طابع مشترك ومسئولية مجتمعية بين الدولة والفرد، ولذلك فإننا نلاحظ جهود وزارة البيئة مع المجتمع المدنى مع جهود المواطنين لنصل إلى بيئة نظيفة، فالوزارة طرحت منظومة جديدة فى التعامل مع المخلفات الصلبة والعضوية من خلال الاعتماد على الفرز من المنبع والتى تطبق فى العديد من دول العالم، وهى منظومة تعتمد على فصل المخلفات العضوية عن غيرها من المخلفات الصلبة للتدوير من المنزل، ليتم بعد ذلك نقل تلك المخلفات المفصولة من أمام الشقق من خلال شباب إلى محطات التدوير، فلو نجحنا فى منظومة الفصل من المنبع وإعادة تدوير المخلفات إلى ما يقرب من80% بذلك تتوافر فرص لعمل الشباب الذين ينقلون هذه المخلفات المفصولة للمتعهدين، ومن أجل ذلك عقدت بالفعل الوزارة عدة اجتماعات مع جامعى القماقة والمتعهدين لأهمية دورهم فى إنجاح تلك المنظومة لنبدأ مرحلة البت فى فصل المخلفات فى كيسين (صلبى وعضوى). كل ذلك لن يتحقق إلا بالوعى من خلال الإعلام والجمعيات الأهلية وقصور الثقافة والأندية لتعريفهم بالفكرة وكيفية تنفيذها، هذه الفكرة طبقت فى دول كثيرة تحتاج منا جميعاً بجانب وزارات التربية والتعليم والتنمية المحلية والإعلام ومنظمات المجتمع المدنى لتنفيذ هذه الفكرة لنتمتع ببيئة نظيفة خالية من التلوث.