وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله أضخم توسعة فى تاريخ المسجد النبوى الشريف ليستوعب 1,8 مليار مصل وحوالى المليارين. وهذا الحدث الإسلامى تردد صداه فى العالم خاصة بعد أن تزامن معه اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، فضلا عن المكانة العظيمة للمدينة فى قلوب جموع المسلمين فى المعمورة لاعتبارها من مناسك الحج والعمرة ووجود قبر الرسول وصاحبيه أبو بكر وعمر. والمسجد النبوى يعد من أكبر المساجد فى العالم وأول مكان فى الجزيرة العربية تتم فيه الإضاءة بالمصابيح الكهربائية عام 1327 هجرية وثانى مسجد بناه الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) فى السنة الأولى للهجرة واختط سيدنا محمد أرض المسجد فجعل طوله 50 مترا وعرضه 49 مترا وجعل القبلة إلى بيت المقدس وكان سقفه من الجريد وعمده من جذوع النخل وكان له ثلاثة أبواب وكان يفرش بالحصى. وعندما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة حدث تغيير فى أبواب المسجد. وتمت توسعة المسجد فى عهد عمر بن الخطاب سنة 17 هجرية واشترى البيوت التى حول المسجد وأدخلها فيه وزادت مساحة المسجد 20 ذراعا من الغرب و10 أذرع من الجنوب و30 ذراعا من الشمال. وفى عهد الخليفة عثمان تمت توسعة أخرى سنة 27 هجرية بواقع 10 أذرع من الجنوب و10 أذرع من الغرب و20 ذراعا من الشمال وتم بناء الجدار بالحجارة المنقوشة والجص وجعل أعمدته من الحجارة المنقورة وبداخلها قضبان من الحديد مثبتة بالرصاص وسقفه من خشب الساج. وفى عهد الوليد بن عبد الملك تم إدخال قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فى التوسعة بمساحة 2369 مترا مربعا. وفى سنة 654 هجرية احترق المسجد النبوى الشريف واسهم الخلفاء والقادة المسلمون فى اصلاحه فى آخر عهد الخليفة المستعصم بالله فأرسل المؤن والصناع. وشب حريق ثان فى عهد المسجد فى 886 هجرية فأرسل السلطان قايتباى حاكم مصر العمال والمؤن فعمره وأصلحه عام 888 هجرية وبنى للمصلى النبوى محرابا كما بنى المحراب العثمانى فى الزيادة القبلية وعند بناء القبة الخضراء على الحجرة النبوية الشريفة التى دفن فيها عليه السلام. وبعد توحيد المملكة العربية السعودية اهتم الملك عبد العزيز بإجراء عدة إصلاحات عام 1365 هجرية وفى عام 1370 هجرية بدأت اعمال الهدم للمبانى المجاورة واستغرقت التوسعة 5 سنوات وفى عهد الملك فيصل رحمه الله تم التوسع من الجهة الغربية للمسجد النبوى فقط بزيادة 35 ألف متر، وفى عهد الملك خالد رحمه الله شب حريق فى سوق القماشة عام 1397 هجرية وتم تسوية أرضية المسجد وزيادة التوسعة بحوالى 43 ألف متر، وإضافة ميدان فسيح مظلل. وفى عهد الملك فهد تم إضافة مبنى جديد بجانب المسجد بمساحة 82 ألف متر ويستوعب 167 ألف مصلٍ. وإنصافا للحقيقة فإن آخر توسعة قبل تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز استوعبت نحو 650 ألف مصل أما التوسعات التى يسعى جاهدا حفظه الله فتصل إلى استيعاب نحو مليارى مصل بمعدل ثلاثة أضعاف عما كان عليه فى السابق. وهذا الإنجاز العملاق يستحق العرفان والتقدير لخادم الحرمين على عطائه وبذله اللا محدود لإحداث نقلة حضارية ومعمارية وتراثية وروحانية لقداسة المسجد النبوى.