حالة من الاستياء تعم الوسط الرياضى بوجه عام وداخل اللجنة الأوليمبية بصفة خاصة عقب الاعتذار المفاجىء من قبل وزارة الرياضة عن المشاركة فى بطولة الفرانكفون قبل انطلاقها بساعات قليلة، وهو ما اعتبره البعض صفعة لسمعة مصر أمام العالم، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد وكثرة المتربصين بها فى الداخل والخارج، بالإضافة إلى التكاليف التى أنفقت فى معسكرات إعداد المنتخبات من أجل البطولة والتى ذهبت جميعا أدراج الريح، مما يعنى إهدارا للمال العام دون وجه حق. ورغم أن المستشار خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية قد أعلنها فى وقت سابق أنه تم الانتهاء من كافة الاستعدادات الخاصة بالبعثة المشاركة من خلال حجز تذاكر الطيران وتأشيرات السفر، وكذلك التعاقد مع إحدى الشركات العالمية لتوريد الملابس الخاصة بمنتخبات البعثة، بالإضافة لباقى الإجراءات الإدارية الأخرى، إلا أن طاهر أبو زيد وزير الرياضة أعلن أن مصر لن تشارك بنسخة العام الحالى من البطولة المقامة حاليًا بمدينة نيس بفرنسا قبل انطلاقها ب?48 ساعة فقط. وأرجع أبو زيد ذلك إلى الظروف السياسية والاقتصادية التى تمر بها البلاد، على أن يتم توجيه قيمة النفقات التى كانت مرصودة للبطولة والتى تقدر ب?4 ملايين جنيه تقريبا إلى صندوق دعم الاقتصاد المصرى. اتخذ وزير الرياضة قرار الاعتذار بعد وصول التشكيل النهائى للبعثة المصرية البالغ قوامها110 رياضيين يمثلون سبعة اتحادات رياضية فقط، كما أن التشكيل قد وصل متأخرا من قبل اللجنة الأوليمبية التى أصر مسئولوها على تحمل مهام الاشراف الفنى والإدارى على البعثة المصرية المشاركة فى ألعاب الفرانكفون بدلا عن وزارة الرياضة التى اعتادت الاشراف الكامل فى الماضى، ولكنها أمام ضغط اللجنة الأوليمبية التى طالما اشتكت من التدخل الحكومى تركت لها المسئولية كاملة. ويرجع المهندس هشام حطب نائب رئيس اللجنة الأوليمبية السبب الحقيقى وراء الاعتذار عن المشاركة إلى رفض الوزارة إعطاء اللجنة الاعتماد الوزارى اللازم لكون القرار الصادر عن اللجنة جاء بالتمرير، وهو ما أكد حطب أنه حذر منه سابقا. مضيفا أنه قد دعا أكثر من مرة أعضاء اللجنة لعقد اجتماع لإصدار القرار بشكل صحيح ولكن دون جدوى. وعن بطولة التضامن الإسلامى، يؤكد حطب على مشاركة مصر بفعاليتها. ويؤكد حطب أنه مازال هناك الوقت الكافى لاجتماع أعضاء اللجنة لإصدار قرار من مجلس الإدارة بسفر البعثة إلى إندونيسيا بشكل صحيح وليس عن طريق التمرير كما سبق. وتسود حالة من الغضب والثورة داخل أروقة اللجنة الأوليمبية المصرية من قبل أعضائها، بالإضافة لتهميش دور علاء جبر السكرتير العام للجنة ورئيس اتحاد القوس والسهم الذى فضل البقاء بعيدا عن اللجنة منذ شهرين تقريبا بعدما رأى أن جميع قراراته لا تنفذ، وكذلك تهميش كل من د. خالد حمودة رئيس اتحاد كرة اليد ود. عبد العزيز غنيم رئيس اتحاد الملاكمة بالإضافة إلى الكابتن حمادة المصرى الذى اعتذر هو وكل من هشام حطب وعلاء جبر وعلاء مشرف عن السفر مع بعثة مصر المشاركة فى دورة التضامن الإسلامى. فى الوقت الذى أكد فيه المستشار خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية أن كل ما تردد مجرد شائعات وأن العمل داخل اللجنة الأوليمبية يسير بأسلوب الأسرة الواحدة وإذا كانت هناك أية خلافات فسوف يتم طرحها على طاولة الاجتماعات لحلها.. كما أن اللجنة الأوليمبية تعمل وفق لوائح وقوانين الميثاق الأوليمبى وليست هناك أية ضغوط على وزارة الرياضة من قبل اللجنة الأوليمبية والعكس صحيح.. والاعتذار عن الفرانكفون وضعنا فى موقف حرج وليس للجنة أية مسئولية تجاه ذلك وإن كان الأمر واردة منذ فترة ولكن الاتجاه داخل الوزارة كان بالموافقة على المشاركة وتغير الحال بصورة مفاجئة ومع ذلك التعاون مستمر مع الوزير للعبور بالرياضة المصرية من أزمتها الحالية.