دور فعال تقوم به هيئة الإسعاف برئاسة الدكتور محمد سلطان فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد خلال الفترة الحالية والتى شهدت مؤخرا فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة والتى علم بها من وسائل الإعلام على حد قوله فى حديثه مع أكتوبر والذى أكد فيه أنه بالرغم من عدم علمه بفض الاعتصام إلا أن الهيئة كانت على أهبة الاستعداد لمواجهة ما يحدث من تطورات فى الوضع الميدانى. حيث تواجدت خمس سيارات إسعاف لكل من ميدانى النهضة ورابعة العدوية قبل فض الاعتصام وعند العلم بقدوم قوات الأمن تم رفع حالة الطوارئ القصوى بالهيئة بإرسال 50 سيارة إسعاف إلى ميدان رابعة العدوية، بجانب 30 سيارة إلى ميدان النهضة، فضلا عن الاستعداد فى جميع محافظات الجمهورية بكافة الميادين بكامل طاقة الهيئة. وعندما تكون هناك دعوة الى مليونية نقوم بدراسة حجم هذه المليونية ونرصد الميادين التى سيتم التجمع فيها وتتم دراستها حتى يتم وضع خطة لتغطيتها إلا أنه للأسف – حسب سلطان – لم يكن لدينا علم بفض اعتصامى رابعة والنهضة، لذلك فى الصباح لم يكن هناك عدد كاف من سيارات الإسعاف فى محيط الميدانين، فقمنا بإرسال عدد من السيارات للسيطرة على الموقف الراهن. وأوضح سلطان أن عدد المصابين فى اليوم الأول فى جميع أنحاء الجمهورية وصل إلى 2926 مصابًا بجانب 328حالة وفاة من الطرفين، مشيرا إلى وجود إصابات من المسعفين، حيث أصيب مسعف فى ميدان النهضة بطلق خرطوش وتم نقله إلى مستشفى معهد ناصر ما بين الحياة والموت، وأوضح أن عدد الوفيات بميدان رابعة العدوية بلغ 113 حالة وفاة، بينما بلغ عدد حالات الوفاة بميدان النهضة 21 حالة، وفى حلوان 18 حالة وفاة، بينما بلغت حالات الوفاة بباقى المحافظات 175 حالة. وعن الاتهامات باستخدام الأجهزة الأمنية وقوات الأمن لسيارات الإسعاف فى إدخال أفراد قوات الأمن والأسلحة والمعدات الميادين لفض الاعتصام والقبض على المتظاهرين أثناء عملية نقلهم إلى المستشفيات نفى سلطان مثل هذه الاتهامات التى يروجها البعض، قائلا: من لديه أدلة بذلك يقدمها للقضاء والإعلام، مؤكدا التزام هيئة الإسعاف بالدور المنوط بها لخدمة المواطنين أيا كانت انتماءاتهم، لافتا أن مرفق الإسعاف ليست طرفا فى أى نزاع سياسى وإنما هى هيئة خدمية حريصة على القيام بواجبها على أكمل وجه لإنقاذ المصابين. وأوضح سلطان أنه لا يوجد تضارب بين تقارير وزارة الصحة وهيئة الإسعاف فى عدد المصابين والموتى ولكن ما يحدث أن الهيئة تقوم بحصر الأعداد التى تم نقلها فقط عن طريق سيارات الإسعاف ونقوم بإبلاغ الوزارة بها، ثم تقوم الوزارة بالاستعلام من المستشفيات عن عدد الحالات التى وصلت إليها عن طريق الإسعاف أو عن طريق الأهالى، مبينا أن تقرير الإسعاف يعد مبدئيا ولكن التقرير النهائى هو الذى يخرج عن طريق وزارة الصحة. وعن وجود أزمة فى مستلزمات الأدوية داخل سيارات الإسعاف أكد سلطان عدم وجود أى أزمة فى المستلزمات الطبية والإسعافية وأن كل سيارة تزود بكل الأدوية المطلوبة والأجهزة الخاصة بالإسعافات الأولية التى تحافظ على المصاب حتى وصوله للمستشفى إذا كانت حالته تستدعى ذلك، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن المسعفين واجهوا صعوبة كبيرة فى نقل الحالات المصابة فى منطقة رابعة العدوية بالاخص وقمنا بمناشدة المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية، بفتح ممر آمن لسيارات الإسعاف لتسهيل دخول السيارات ولتتمكن من نقل ضحايا الاشتباكات، مبينا أن السبب فى ذلك هو اتساع مسرح الأحداث وانتقالها إلى أماكن عديدة. وأضاف رئيس هيئة الاسعاف أنه تم توزيع المصابين إلى المستشفيات القريبة من مواقع الأحداث وأن الإصابات تنوعت بين طلقات نارية وخرطوش وإغماءات وكدمات وكسور واختناقات، لافتا أن جميع المستشفيات على درجة جاهزية عالية لاستقبال المصابين وعلاجهم بعد تسجيل أسمائهم لدى الهيئة ووزارة الصحة ومن خلال هذا المنطلق يتم إعلان اعداد المصابين والموتى. وبالرغم من شدة الاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول فى ميدانى رابعة والنهضة إلا أنه لم تحدث حالة انسحاب واحدة نهائيا ولو بشكل فردى، مضيفا أنه لم يتم ذلك منذ اندلاع ثورة 25 يناير حيث نزلت سياراتنا إلى الميادين لتأمين المتظاهرين والثوار، لكن فى إحدى المرات قام أحد المتواجدين فى الميدان بالاعتداء على سيارة الإسعاف واتهمنا بأننا نقوم بتسليم المصابين للشرطة وهددنا آخرين بإلقاء المولوتوف على السيارة إذا لم ننسحب حيث حاول بعض البلطجية استغلال الإسعاف فى الدخول من خلالها إلى ميدان التحرير بزجاجات المولوتوف لكن رفضنا ذلك بشدة. وقال رئيس هيئة الاسعاف إن هناك مشاكل عديدة تواجة الإسعاف ولكن المشكلة الأساسية فى ثقافة المواطن من خلال التعامل فى الشارع فهناك مشاكل عديدة تواجهنا مع المواطنين خلال نقل الحالات أبرزها تعرض المسعفين لإهانات وضرب وتحطيم لسيارات الإسعاف وأرى أنه لو أصبح مستوى التعليم أفضل فقد تتغير هذه الثقافة بالإضافة إلى البلاغات الكاذبة التى نستقبلها يوميا والتى تتخطى أحيانا 99 ألف بلاغ إذ أن الحقيقى منها يبلغ 2500 بلاغ فى القاهرة الكبرى فقط، والتى قمنا بالتعاقد مع القرية الذكية للقيام بفلترة هذه البلاغات وبالتالى نقوم بإرسال البلاغات الحقيقية فقط بعد تسجيلها. وكشف رئيس مرفق الإسعاف أن تخصيص جزء كبير من قوة الإسعاف لتغطية أحداث فض الاعتصام لم يوثر بالسلب على المناطق الأخرى التى وقعت فيها أحداث فى باقى المحافظات، مضيفا أن هناك آخرين يموتون فى مناطق أخرى ولكننا نحاول قدر الأماكن إيجاد حلول لمثل هذه الحالات من خلال الاستعانة بسيارات فى مناطق مجاورة لبؤر الأحداث.